![]() |
![]() |
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
||||||
:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي :: |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين بجميع محامده اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم يارب العالمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ الإمام سلام الله عليه طلب في دعائه من الله تعالى أن يخلّصه من شرور الظالمين والمخاصمين والكائدين والمعاندين والمضطهدين والقاصبين والمتوعّدين، ولكن ينبغي لنا أن نعرف أيضاً أنّ هؤلاء كلّهم بشرورهم إلى زوال ولكن هناك عدو أعدى منهم كلّهم، ولو تمكّن هذا العدو من الإنسان ألحق به عذاباً لا يزول أبداً، وذلك العدو هو النفس الأمّارة بالسوء. أتدرون ماذا تصنع النفس بالإنسان إن هو مكّنها من عقله؟ سوف تقوده إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه. إنّ الله تعالى خلق الخلق ليرحمهم؛ فقال عزّ من قائل: ﴿إلاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم﴾(1) أي ليرحمهم، إلاّ أنّ الإنسان بتصرّفاته واتّباع هوى نفسه الأمّارة بالسوء يجلب غضب الله عزّوجلّ. فلابدّ إذا من التفكير بصورة جادّة في علاج هذه المشكلة. إنّ الدعاء جزء مهم من العلاج، غير أنّ الجزء الأهمّ فيه يتمثّل في قوله تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى﴾(2). فلابدّ من الاستعانة بالرياضة الروحية المشروعة، فعن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «وإنّما هي نفسي أُروّضها بالتقوى»(3) وفي الحديث الشريف أيضاً: «ليس منّا من لم يحاسب نفسه كلّ يوم ...» (4). وروي أنّه بينا موسى بن عمران سلام الله عليه يعظ أصحابه إذ قام رجل فشقّ قميصه فأوحى الله عزّوجلّ إليه:«ياموسى قل له: لا تشقّ قميصك ولكن اشرح لي من قلبك»(5). ولو تأمّلنا في أحوال الذين أودت بهم أنفسهم في نار جهنّم لرأينا أنّ فيهم من حظي بما لم يحظ به كثير من المؤمنين. يروى أنّ «فلاناً» كان من بين الذين عاشوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله أكثر من عشرين سنة غير أنّ مصيره سيكون من أصحاب التابوت، وهو صندوق من النار في جهنّم يودعون فيه لو فتح بابه لتأذّى منه أهل النار، رغم ما هم فيه من العذاب الذي عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وهم يصطرخون فيها﴾(6). فما الذي جعل مصير أشخاص كهؤلاء أسود هكذا سوى نفوسهم وحبّها للرئاسة؟ وهذه النفس – كما لا يخفى – موجودة عند كلّ إنسان، فإن غفل عنها أو استجاب لرغباتها قادته إلى نفس المصير! فلنفكّر قليلاً من أجل كبح جماح ما قد يصدر من هذه النفس التي أودعها الله فينا ليختبرها أندسّها أم نزكّيها ثم تكون النتيجة كما قال تعالى: ﴿قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها﴾(7) ويكون الناس بعد ذلك كما قال تعالى: ﴿هم درجات عند الله﴾(8) فيكون مصير أخوين عاشا معاً في محيط واحد بحيث يكون أحدهما وهو محمّد بن الفرج الرخجي - من أوثق أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما السلام – في روضة الخلد مع الذين فيها يحبرون، بينما يكون أخوه عمر بن الفرج الرخجي في حصب جهنّم مع الذين فيها يصطرخون، لأنّه كان من أشدّ أعداء أهل البيت سلام الله عليهم، كما تجد إنساناً قيّض له أن يكون من أهل التابوت بينما يكون ابنه في أعلى علّيين. يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في حقّ محمّد بن أبي بكر: «محمّد ابني من صلب أبي بكر»(9). :. لابدّ من ترويض النفس وخداعها ثم إنّ النفس لا تتغيّر نحو الأفضل أو الأسوأ دفعةً واحدة بل بالتدرّج، وكما قيل: إنّ سارق البيضة يتدرّج حتّى يصبح سارق سلطان؛ فقد حكي أنّ شخصاً سرق أموال السلطان فحكم عليه بالإعدام، ولمّا جيء به لتنفيذ الحكم عليه قيل له: ما حاجتك؟ فقال: أُريد أُمّي. وعندما جيء بها قال لها: أنتِ السبب في قتلي. قالت: ولِمَ؟! وهل أنا التي أمرتك بسرقة السلطان؟! قال: لا، ولكن يوم رأيتني سرقت بيضة من الجيران شجّعتيني ولم تردعيني فتدرّجت حتّى بلغ بي الأمر أن سرقت أموال السلطان، وحكم عليّ بالموت. ولذا قال أمير المؤمنين سلام الله عليه: «مَنْ لَمْ يَسُسْ نَفْسَهُ أضَاعَها»(10) أي كما هي تخدعكم أنتم أيضاً حاولوا خداعها. فمثلاً لو لم يكن شخص من أهل صلاة الليل فلا يفرض على نفسه أداءها كاملة طويلة في أوّل مرّة، بل ليكتف بأقلّ ما تطاوعه به نفسه أوّلاً ثمّ يزيد شيئاً فشيئاً لئلاّ تفلت ولا تستجيب له بعد ذلك؛ ولذلك قيل: من يمشِ هوناً يمشِ دهراً، وفي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «المنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى»(11). :. طاعة الأئمّة سلام الله عليهم ومتابعتهم إذن علينا التدرّج بالنفس، كما علينا الاستنارة بكلمات المعصومين سلام الله عليهم وسيرتهم لأنّ «لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه» كما ورد في رسالة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه إلى واليه على البصرة عثمان بن حنيف، فلنحاول الاقتداء بأئمّتنا ما أمكننا، فإنّ الإمام سلام الله عليه نفسه يقول: «ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفّة وسداد»(12) وأين نحن منهم عليهم السلام ولقد كانوا قمّة في حبّ الله وخشيته؛ فما لنا إذن سوى الورع والسداد والعفّة والاجتهاد، فهذا كفيل بمرضاة الله تعالى. روي عن أبي جعفر الباقر سلام الله عليه أنّ امرأة ادّعت على أبيه (علي بن الحسين سلام الله عليهما) عند والي المدينة أنّ لها عليه أربعمائة دينار. فقال الوالي: ألك بيّنة؟ قالت: لا ولكن خذ يمينه. فقال والي المدينة يا علي، إمّا أن تحلف وإمّا أن تعطيها. فقال لي: يابني قم فأعطها أربعمئة دينار. فقلت: يا أبه جعلت فداك ألست محقّاً؟ فقال: بلى يابني ولكنّي أجلّ الله تعالى أن أحلف به يمين صبر(13). فلننظر لأنفسنا هل نكون مثل الإمام سلام الله عليه أم ترانا نحلف بالله تعالى لأدنى سبب؟! وهكذا يجب أن تكون علاقاتنا مع بعض. علينا أن نقتدي بالأئمّة سلام الله عليهم ونتّخذ سبيل التسامح والعفو ونغفر لإخواننا ونعذرهم؛ فإنّ بروز المشكلات بين الإخوة والمتعاشرين كالأرحام والزملاء والزوجين والأساتذة والتلاميذ والصديق وصديقه أمر طبيعي يولّده القرب والاحتكاح؛ فلذا لا ينبغي تضخيمها وعدم التسامح بشأنها بل اللازم الاقتداء بأئمّتنا سلام الله عليهم الذين كانوا المثل الأعلى في الأخلاق الفاضلة وهذا كلّه لا يأتي إلاّ بالترويض والتدرّج كما قلنا. ...................................... (1) هود: 119. (2) النجم: 39. (3) نهج البلاغة: 416 من كتاب له سلام الله عليه إلى عثمان بن حنيف. (4) الكافي: 2 / 453.0 (5) منتهى الآمال: 2 / 555. (6) فاطر: 37. (7) الشمس: 10. (8) آل عمران: 163. (9) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 53 رقم 67 من كلام له سلام الله عليه لما قلد محمد بن أبي بكر *********. (10) غرر الحكم للتميمي: 239 رقم 4827 الإدبار عن نفسك الأمّارة بالسوء. (11) منية المريد للشهيد الثاني: 200 رقم 17 إيصاء الطالب بالرفق. (12) نهج البلاغة: 416 ـ 420 رقم 45. (13) الكافي: 7 / 435 تتمة محاضرة سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي الجزء الأول من المحاضرة هنا الجزء الثاني من المحاضرة هنا الله بحفظه وحرسكم بحراسته وصلِّ اللهم على خير خلقكِ محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم يارب العالمين
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ومن يستطيع الرد على هذا لموضوع غير بالشكر والثناء عليك مرشدتي
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|