بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل أهل البيت عليهم السلام:
لقد حاز الأئمة الطاهرون من أهل البيت عليهم السلام السبق في ميادين الفضل والكمال ونالوا الشرف الأرفع فهم آل رسول الله وأبناؤه ، لقد ترعرعوا في كنف الرسالة واستلهموا حقائق الاسلام ومبادئه عن جدهم الأعظم فكانوا ورثة علمه ، وخزان حكمته ، وحماة شريعته الغراء، وخلفاء الميامين وقد جاهدوا في نصرة الدين وحماية المسلمين وفدوا أنفسهم في سبيل الله تعالى حتى استشهدوا في سبيل العقيدة والمبدأ لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا تخدعهم زخارف الحياة. إن لأهل البيت عليهم السلام حقوق لابد من معرفتها:
حقوقهم عليهم السلام:
1- معرفتهم كما جاء في التواتر بين الفريقين وفي الصحاح المعتبرة قوله: (( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميته جاهلية)) للحجة الأميني ج 10 ص359-360 إن الإمام هو خليفة النبي محمد (صل الله عليه وآله) وومثلة في أمته يبلغ عن النبي (ص) أحكام الشريعة ، ويسعون جاهدين في تنظيم حياة الإنسان ، وتوفير السعادة ، لذا يجب على كل مسلم معرفتهم والتمسك بهم) لا يزل الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) وهذا الحديث شاهد على وجود الإمامة حتى قيام الساعة وقصرها على الأئمة الأثنى عشر من أهل البيت عليهم السلام دون غيرهم.
2- مولاتهم: إن الأمام هو خليفة رسول الله (ص) وحامل لواء الاسلام ورائد المسلمين نحو المثل الاسلامية العليا يبين لهم حقائق الشريعة ويصونها من كيد الملحدين ويعمل جاهداً في حماية المسلمين ، ونصرهم وإسعادهم مادياً وروحياً ، ديناً ودنيا قال (ص): (( إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)المراجعات ص 17
وروي عن الصادق عليه السلام عن آبائه قال : سئل أمير المؤمنين عن معنى قول رسول الله (ص) ( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي )) من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردا على رسول الله حوضه ) سفينة النجاة ، عن معاني الأخبار وعيون أخبار الرضا عليه السلام.
ولقد روي عنه (ص): (من أحب أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ،ويدخل الجنة التي وعدني ربي وهي جنة الخلد فليتول علياً وذريته من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم باب ضلالة) المراجعات ص 156
3- طاعتهم:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء الآية 59 لقد أوجب الله تعالى على المسلمين في الآية الكريمة طاعة الأئمة من آل محمد بصفتهم خلفاء رسول الله (ص) وأمراء المسلمين ، وقادة الفكرالاسلامي ليستضيئوا بهداهم وينتفعوا بتوجيههم الهادف البناء ولا ينحرفوا عن واقع الاسلام ونهجة الأصيل
4- أداء حقهم من الخمس:
قال تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) سورة الأنفال ، الآية 41
وهذا الحق فرض محتم على المسلمين شرعه الله عز وجل لأهل البيت عليهم السلام ومن يمت إليهم بشرف القربى والنسب عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام : (أصلحك الله ما أيسر ما يدخل العبد به النار؟ قال من أكل مآل اليتيم درهماً ونحن اليتيم) تفسير العياشي ج1 ص 225
5- الاحسان إلى ذريتهم: من دلائل مودة الأئمة عليهم السلام والوفاء لهم رعاية ذريتهم والبر بهم ، والإحسان إليهم لشرف انتمائهم إلى رسول الله ( صل الله عليه وآله)
روي عن الامام الرضا عليه السلام عن آباءه عليهم السلام أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة : (المكرم لذريتي من بعدي ، والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم والمحب لهم بقلبه ولسانه) البحار م 20 ص57
6-مدحهم ونشر فضائلهم:
لقد كان الأئمة عليهم السلام يستقبلون مادحيهم بكل حفاوة وترحاب ، شاكرين لهم عواطفهم الفياضة ، وأناشيدهم العذبة ، ويكافئونهم عليها بما وسعت أيديهم من البر والنوال ، والدعاء لهم بالمغفرة ، وجزيل الأجر
7- زيارة مشاهدهم:
من حقوقهم على مواليهم وشيعتهم زيارة مشاهدهم المشرفة والتسليم عليهم فانهم من مظاهر الحب والولاء ، ومصاديق الوفاء والاخلاص فهم سيان أحياء وامواتا
روي عن الرسول (ص): من سلم علي عند قبري سمعته ومن سلم علي ببعيد بلغته سلام الله عليهم ورحمته وبركاته
وروي عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما لمن زار واحداً منكم ؟ قال كمن زار رسول الله (ص) البحار م 22 ص 6
والله تعالى أعلم
(يا علي يا علي يا علي(16))