كنت البارحة (12/ جمادى الثانية/1413) أستمع لخطيبٍ حسيني في مدينة مشهد المقدسة، وكان موضوع حديثه حول (الإخلاص)، فذكر القصة التالية:
تحدّث ذات مرة جمع من العلماء والمؤمنين عن بعض إنجازاتهم في حضور آية الله العظمة السيد البروجردي قدس سره، لاحظ السيد بعد أن تكلم الحاضرون عن إنجازاتهم .. أن عالماً لم يتكلم بشيء!..
فقال له السيد: هلاّ ذكرت شيئاً عن إنجازاتك؟..
إجابه العالم بأدب: سيدي، أودّ أن تأذن لي بقراءة حديث عن جدك علي أمير المؤمنين (ع) فقط!..
فأذن له السيد: فقال العالم: قال علي (ع): " أخلص العمل فإن الناقد بصير بصير ". ثم ما أن سكت العالم حتى أجهش السيد البروجردي بالبكاء، ثم قال: أحسنت بتذكيرك إيانا الإخلاص.
وبعد هذه الجلسة كان السيد البروجردي يقول في كل مناسبة للعلماء والطلبة الذين يلتفون حوله: " أخلص العمل فإن الناقد بصير بصير ".
أجل إن ناقد العمل هو الله البصير الناظر إلى ما في قلب العامل، فإن كان الإخلاص وراء عمله، كتب له الثواب، وإلا فسعيه يذهب أدراج الرياح إذ لا أجر على الرياء .
وهذا لا يعني أن الذين كانوا يتحدثون عن إنجازاتهم للسيد البروجردي رحمه الله كانوا يراؤون، إنما استحسن السيد موقف ذلك العالم حيث وضع اصبعه على زاوية هامة في العمل وهو (الإخلاص) وذلك من باب: {ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
.
05-06-2011, 12:24 PM
أخلص العمل فإن الناقد بصير بصير
