مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة لمحـاسن الأخـلاق > نور فضائـــل الأخــلاق
التسجيل التعليمـــات التقويم

نور فضائـــل الأخــلاق (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-26-2013, 04:38 PM   رقم المشاركة : 1
حوراء انسيه
مـراقـبة أولـى ( إرشاد ديني )
 
الصورة الرمزية حوراء انسيه








حوراء انسيه غير متواجد حالياً

افتراضي مراتب اليقين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مفهوم اليقين:~


اليقين هو ضد الجهل المركب و الحيرة و الشك ، و اول مراتبه اعتقاد ثابت جازم مطابق للواقع غير زائل بشبهة و ان قويت، فالاعتقاد الذي لا يطابق الواقع ليس يقينا، و ان جزم به صاحبه و اعتقد مطابقته للواقع، بل هو-كما اشير اليه ،جهل مركب ينشا عن اعوجاج القريحة، او خطا في الاستدلال، او حصول مانع من افاضة الحق كتقليد او عصبية او غير ذلك. فاليقين من حيث اعتبار الجزم فيه يكون ضد الحيرة و الشك، و من حيث اعتبار المطابقة للواقع فيه يكون ضدا للجهل المركب.

و بالجملة: اليقين اشرف الفضائل الخلقية و اهمها، و افضل الكمالات النفسية و اعظمها، و هو الكبريت الاحمر الذي لا يظفر به الا اوحدي من اعاظم العرفاء او المعي من اكابر الحكماء. و من وصل اليه فاز بالرتبة القصوى و السعادة العظمى. قال سيد الرسل-صلى الله عليه و آله و سلم-: «اليقين الايمان كله‏».
و قال-صلى الله عليه و آله و سلم-: ما آدمي الا و له ذنوب، و لكن من كانت غريزته العقل و سجيته اليقين لم تضره الذنوب، لانه كلما اذنب ذنبا تاب و استغفر و ندم فتكفر ذنوبه و يبقى له فضل يدخل به الجنة‏»
.

و قال الصادق-عليه السلام-! «ان العمل الدائم القليل على اليقين افضل عند الله تعالى من العمل الكثير على غير يقين‏»
و عنه عليه السلام-! ان الله تعالى بعدله و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين و الرضا، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط‏» .

و في وصية لقمان لابنه: «يا بنى! لا يستطاع العمل الا باليقين، و لا يعمل المرء الا بقدر يقينه، و لا يقصر عامل حتى ينقص يقينه‏» .


مراتب اليقين:~


ان اليقين جامع جميع الفضائل و لا ينفك عن شي‏ء منها، ثم له مراتب:

(اولها) علم اليقين: و هو اعتقاد ثابت جازم مطابق للواقع-كما مر-و هو يحصل من الاستدلال باللوازم و الملزومات، و مثاله اليقين بوجود النار من مشاهدة الدخان.
( ثانيها) عين اليقين: و هو مشاهدة المطلوب و رؤيته بعين البصيرة و الباطن، و هو اقوى في الوضوح و الجلاء من المشاهدة بالبصر، و الى هذه المرتبة اشار امير المؤمنين (ع) بقوله: «لم اعبد ربا لم اره‏» بعد سؤال ذعلب اليماني عنه-عليه السلام-: ا رايت ربك؟
و بقوله-عليه السلام-: «راى قلبي ربي‏» . و هو انما يحصل من الرياضة و التصفية و حصول التجرد التام للنفس، و مثاله اليقين بوجود النار عند رؤيتها عيانا.
(ثالثها) حق اليقين: و هو ان تحصل وحدة معنوية و ربط حقيقي بين العاقل و المعقول، بحيث‏ يرى العاقل ذاته رشحة من المعقول و مرتبطا به غير منفك عنه، و يشاهد دائما ببصيرته الباطنية فيضان الانوار و الآثار منه اليه، و مثاله اليقين بوجود النار بالدخول فيها من غير احتراق. و هذا انما يكون لكمل العارفين بالله المستغرقين في لجة حبه و انسه، المشاهدين ذواتهم بل سائر الموجودات من رشحات فيضه الاقدس، و هم الصديقون الذين قصروا ابصارهم الباطنة على ملاحظة جماله و مشاهدة انوار جلاله. و حصول هذه المرتبة يتوقف على مجاهدات شاقة و رياضات قوية، و ترك رسوم العادات و قطع اصول الشهوات، و قلع الخواطر النفسانية و قمع الهواجس الشيطانية، و الطهارة عن ادناس جيفة الطبيعة، و التنزه عن زخارف الدنيا الدنية، و بدون ذلك لا يحصل هذا النوع من اليقين و المشاهدة:
و كيف ترى ليلى بعين ترى بها سواها و ما طهرتها بالمدامع
ثم فوق ذلك مرتبة يثبتها بعض اهل السلوك و يعبرون عنه (بحقيقة حق اليقين و الفناء في الله، و هو ان يرى العارف ذاته مضمحلا في انوار الله محترقا من سبحات وجهه، بحيث لا يرى استقلالا و لا تحصيلا اصلا، و مثاله اليقين بوجود النار بدخوله فيها و احتراقه منها.
ثم لا ريب في ان اليقين الحقيقي النوراني المبرى عن ظلمات الاوهام و الشكوك و لو كان من المرتبة الاولى لا يحصل من مجرد الفكر و الاستدلال، بل يتوقف حصوله على الرياضة و المجاهدة و تصقيل النفس و تصفيتها عن كدورات ذمائم الاخلاق و صداها، ليحصل لها التجرد التام فتحاذي شطر العقل الفعال، فتتضح فيها جلية الحق حق الاتضاح. و السر ان النفس بمنزلة المرآة تنعكس اليها صور الموجودات من العقل الفعال، و لا ريب في ان انعكاس الصور من ذوات الصور الى المرآة يتوقف على تمامية شكلها و صقالة جوهرها و حصول المقابلة و ارتفاع الحائل بينهما و الظفر بالجهة التي فيها الصور المطلوبة، فيجب في انعكاس حقائق الاشياء من العقل الى النفس:

1-عدم نقصان جوهرها، فلا يكون كنفس الصبي التي لا تنجلي لها المعلومات لنقصانها
2-و صفاؤها عن كدورات ظلمة الطبيعة و اخباث المعاصي، و نقاؤها عن رسوم العادات و خبائث الشهوات. و هو بمنزلة الصقالة عن الخبث و الصدا .
3-و توجهها التام و انصراف فكرها الى المطلوب، فلا يكون مستوعب الهم بالامور الدنيوية و اسباب المعيشة و غيرهما من الخواطر المشوشة لها، و هو بمنزلة المحاذاة.
4-و تخليتها عن التعصب و التقليد. و هو بمثابة ارتفاع الحجب.
5-و استحصال المطلوب من تاليف مقدمات مناسبة للمطلوب على الترتيب المخصوص و الشرائط المقررة، و هو بمنزلة العثور على الجهة التى فيها الصورة.
و لولا هذه الاسباب المانعة للنفوس عن افاضة الحقائق اليقينية اليها، لكانت عالمة بجميع الاشياء المرتسمة في العقول الفعالة، اذ كل نفس لكونها امرا ربانيا و جوهرا ملكوتيا فهي بحسب الفطرة صالحة لمعرفة الحقائق، و لذا امتازت عن سائر المخلوقات من السماوات و الارض و الجبال، و صارت قابلة لحمل امانة الله التي هي المعرفة و التوحيد، فحرمان النفس عن معرفة اعيان الموجودات انما هو لاحد هذه الموانع، و قد اشار سيد الرسل-صلى الله عليه و آله و سلم-الى مانع التعصب و التقليد بقوله-صلى الله عليه و آله و سلم- «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون ابواه يهودانه و يمجسانه و ينصرانه‏» ، و الى مانع كدورات المعاصى و صداها بقوله-صلى الله عليه و آله و سلم-: «لو لا ان الشياطين يحومون على قلوب بنى آدم لنظروا الى ملكوت السماوات و الارض‏» . فلو ارتفعت عن النفس حجب السيئات و التعصب و حاذت شطر الحق الاول تجلت لها صورة عالم الملك و الشهادة باسره، اذ هو متناه يمكن لها الاحاطة به، و صورة عالمى الملكوت و الجبروت بقدر ما يتمكن منه بحسب مرتبته، لانهما الاسرار الغائبة عن مشاهدة الابصار المختصة بادراك البصائر، و هي غير متناهية، و ما يلوح منها للنفس متناه، و ان كانت فى نفسها و بالاضافة الى علم الله سبحانه و غير متناهية، و مجموع تلك العوالم يسمى ب (العالم الربوبى) ، اذ كل ما في الوجود من البداية الى النهاية منسوب الى الله سبحانه، و ليس في الوجود سوى الله سبحانه و افعاله و آثاره، فالعالم الربوبى و الحضرة الربوبية هو العالم المحيط بكل الموجودات، فعدم تناهية ظاهر بين، فلا يمكن للنفس ان تحيط بكله، بل يظهر لها منه بقدر قوتها و استعدادها. ثم بقدر ما يحصل للنفس من التصفية و التزكية و ما يتجلى لها من الحقائق و الاسرار، و من معرفة عظمة الله و معرفة صفات جلاله و نعوت جماله تحصل لها السعادة و البهجة و اللذة و النعمة في نعيم الجنة، و تكون سعة مملكته فيها بحسب سعة معرفته بالله و بعظمته و بصفاته و افعاله، و كل منها لا نهاية له. و لذا لا تستقر النفس في مقام من المعرفة. و البهجة و الكمال و التفوق و الغلبة تكون غاية طلبتها، و لا تكون طالبة لما فوقها.
و ما اعتقده جماعة من ان ما يحصل للنفس من المعارف الالهية و الفضائل الخلقية هي الجنة بعينها فهو عندنا باطل، بل هي موجبة لاستحقاق الجنة التي هي دار السرور و البهجة.

المصدر: جامع السعادات~بتنقيح من قبلنا.
مواضيع ذات صلة علامات صاحب اليقين.



ربي يحفظكم ويحميكم من كل سوء وشر ويجعلكم من السعداء في الدنيا والآخرة ببركة محمد وآل محمد عليهم السلام



( يا علي يا علي يا علي (39))







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم يارب


اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا
وقائدا وناصر ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين

روحي لتراب مقدمكِ الفداء يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 05:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.