أسرار الصوم (2)

[المهدي طاووس أهل الجنة]

بسم الله الرحمن الريحم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم

السلام عليكم ورحمة الله بركاته

قال أبو حامد ما ملخصه :
إعلم أن للصوم ثلاث درجات : صوم العموم ، وصوم الخصوص ، وصوم خصوص الخصوص .


أما صوم العموم : فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوات .

وأما صوم الخصوص : فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الأثام ويتم بأمور ستة :

الأول : غض البصر وكفه عن الإتساع في النظر إلى كل مايذم ويكره .

الثاني : حفظ اللسان عن الهذيان و الكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء .

الثالث :كف السمع عن الإصغاء إلى المحرمات ، إذ كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه . قال الله تعالى ( سماعون للكذب أكالون للسحت ) وقال صلّ الله عليه وآل وسلم : المغتاب والمستمع شريكان في الإثم .

الرابع : كف بقية الجوارح من اليد والرجل من المكاره ، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار .

الخامس : أن لايستكثر من الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ ، فما وعاء أبغض إلى الله من بطن مليء بالحلال .

السادس : أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقًا مضطربًا بين الخوف والرجاء إذ ليس يدري أيقبل صومه أو يُرَد .

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أن قال : ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك.... وعد أشياء غير هذا . وقال : لا يكون يوم صومك كيوم فطرك ، ودع المراء وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيام ، فإن رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم سمع امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعى لها بطعام فقال لها كلي ، فقالت إني صائمة ، فقال كيف تكوين صائمة وقد سببت جارتك؟ّ إن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط .

وأما صوم خصوص الخصوص: فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله بالكلية ، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالكر في ماسوى الله واليوم الآخر ، وبالفكر في الدنيا إلا دنيا ثراد للدين ، فإن ذلك زاد الآخرة .

روي عن الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم : الصوم جُنة ، أي ستر من آفات الدنيا وحجاب من عذاب الآخرة ، فإذا صمت فأنوِ بصومك كف النفس عن الشهوات وقطع الهمة عن خطرات الشيطان ، فأنزل نفسك منزلة المرضى لاتشتهي طعاما و لا شرابا ، متوقعا في كل لحظة شفاءك من مرض الذنوب ، وطهر باطنك من كل كدر وغفلة وظلمة تقطعك عن معنى الإخلاص لوجه الله تعالى .

ثم قال عليه السلام : قال رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم : قال الله عزوجل : الصوم لي وأنا أجزي به ، فالصوم يميت مواد النفس وشهوة الطمع ، وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارج وعمارة الظاهر والباطن والشكر على النعم والإحسان إلى الفقراء وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وحبل الإلتجاء إلى الله وسبب انكسار الهمة وتخفيف الحساب وتضعيف الحسنات . وفيه الفوائد ما لا يحصى وكفى بما ذكرنا منه لمن عقل ووفق لإستعماله . مصباح الشريعة

مقتطفات من كتاب : الأخلاق للسيد عبدالله شبر .

وفقكم المولى لكل خير ببركات محمد وآل محمد عليهم السلام