مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـــور الـســـادة الإســلامــيـة > نور القرآن الكريم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-14-2010, 12:07 AM   رقم المشاركة : 1
قريرةٌ بروح الزهراء
مـراقـبة سابقة
 
الصورة الرمزية قريرةٌ بروح الزهراء








قريرةٌ بروح الزهراء غير متواجد حالياً

افتراضي (التفاعل مع القرآن)

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



التفاعل مع القرآن

وقد خلصنا من الموضوع السابق إلى نتيجة أن القرآن هو النقطة المركزيّة في الإسلام، التي تشدّ إلى نفسها المهتدين بهديها والمتبّعين لأمرها وتحفظهم من كل مسّة شيطانيّة وبهذا أصبح القرآن القوة العظمى التي يبقى ببقائها الإسلام.
ونودّ أن ننتقل من هذا إلى حديث مقتضب عن هذا الانشداد إلى القرآن والاتّباع المطلق له مما هو أقرب الوسائل وأيسرها إلى تحصيله والذي أشار أئمة الإسلام وقادته إليه.

ولا شك أن هذا الاتباع والانقياد إنما يحصل في أيسر طرقه بالاقتراب المتزايد من كتاب الله والانتهال من نبعه الصافي ومورده العذب.

وأفضل سبل هذا الاقتراب والارتشاف من معين القرآن هو التفاعل الحقيقي مع كتاب الله والمواكبة الصادقة مع وحي السماء.

وتعني بالتفاعل معه الامتزاج مع القرآن وامتزاج القرآن مع الإنسان روحاً وعقلاً وعاطفة وعملاً وهدياً وسُلُوكاً.

فالتفاعل في واقعه هو أن تتأثر بالأثر الذي يريده القرآن أن يخلّفه في الوجود الإنساني فإن كانت الآية آية عقاب فحقيقة التفاعل معها هي أن نعيش هذه الآية مضمونها ومعناها بأرواحنا وعقولنا وجسومنا وإن كانت الآية آية أمر وتوجيه فسنستشعر بقلوبنا حين قراءتها وتلاوتها برد الخضوع لله والتسليم المطلق له وإنْ كانت الآية آية إنذار وردْع ونهي فنطوي بضمائرنا على التزام الارتداع ونضمر لله كمال الخلوص والانقياد.

ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الأحاسيس والالتزامات القلبيّة الخالصة على سلوك القارئ وعلى أعضائه وجوارحه ما دام ذلك التأثر تأثراً واقعياً حقيقياً وذلك الإنقياد انقياداً خالصاً عن شوائب الأهواء بريئاً من علائق النزعات.

وقد دعا قادة الإسلام جماهير المؤمنين إلى هذا التفاعل والانسجام مع القرآن وأكدّوا عليه وجسّدوا في كلماتهم وتوجيهاتهم معاني التسليم والانقياد والتفاعل الحقيقي مع كتاب الله.

وفيما يلي نصوص من أئمة أهل البيت تتجلى في خلالها حقيقة التفاعل القرآني.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطبته حول وصف المتقين:
(أما الليل فصافّون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلاً، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلّعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية. فيها تخويف، أصْغَوا إليها مسامع قلوبهم وظنّوا أن زفيرها وشهيقها في أصول آذانهم)..

فلنطالع قوله عليه السلام: (يستثيرون به دواء دائهم) لنفْهم كيف أن الذين سموا في مدارج التّقى وارتفعوا في سماء النهى غاروا وتوغّلوا في عالم القرآن فاستنطقوه أسرار الحياة واستوهبوه دواء معضلاتهم الكبرى وكيف أنهم طالعوا القرآن لا ككلمات يمرون بها ويلقون نظرة عابرة عليها وإنما نظروا إلى القرآن كمشاهد ماثلة أمامهم وعوالم متجسّدة فيما حولهم فنار القرآن ليست نار الكلمة وإنما هي نار الزفير والشهيق، وجنّة القرآن ليست هي جنّة العبادة وإنما هي جنّة الأشواق التي تطير إليها نفوس المتقين وتحلّق في أجوائها أرواح المؤمنين.

وتتجسّد صورة رائعة أخرى لهذا التفاعل في كلام الإمام زين العابدين عليه السلام في المأثور عنه في ختم القرآن:
(اللهم صلّ على محمد وآله واحطط بالقرآن عنّا ثقل الأوزار وهب لنا حُسْن شمائل الأبرار، واقفُ بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار، حتّى تطهّرنا من كل دَنَس بتطهيره وتقفوا بنا آثار الذين استضاءوا بنوره، ولم يُلههم الأمَلُ عن العمل فيقطعهم بخُدع غروره.

اللهم صل على محمد وآله واجعل القرآن لنا في ظُلم الليالي مؤنساً من نزغات الشيطان، وخطرات الوساوس حارساً، ولأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفةٍ مخرساً، ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجراً، ولما طَوَت الغفلة عنا من تصفُّح الاعتبار ناشراً، حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه وزواجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي عن احتماله)(1).

في هذه المقاطع البليغة تجسْمت أمامنا صورة رائعة من التفاعل القرآني، ذلك التفاعل الذي ينفذ إلى أعماق الروح والنفس البشريّة فيغسل عنها دَرَن الوساوس والشكوك وأقذار الانحرافات ودنس المعاصي ثم تنعكس على جوارح الإنسان القرآني فتحبس قدمه عن أن تطأ مسالك المعاصي، ولسانه عن الخوض في الترّهات والأباطيل، وتمسك بأعضائه عن أن ترد موارد الآثام.

وقد أكد الإسلام على هذا التفاعل تأكيداً بليغاً وقد وردت عن الرسول وأئمة أهل البيت نصوص تحثّ بإصرار على قراءة القرآن بروح التفاعل والتفاهم. فقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: (إن رسول الله أتى شباباً من الأنصار، فقال: إني أريد أن أقرأ عليكم فمن بكى فله الجنّة، فقرأ آخر الزمر: وسيق الذين كفروا إلى جهنّم زمرا… إلى آخر السورة، فبكى القوم جميعاً إلاّ شاباً، فقال يارسول الله! قد تباكيت فما قطرت عيني، قال إني معيد عليكم فمن تباكى فله الجنة، فأعاد عليهم فبكى القوم، وتباكى الفتى، فدخلوا الجنّة جميعاً)(2).

وعن علي بن أبي حمزة، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلت فداك: أقرأ القرآن في شهر رمضان ليلة؟ فقال: لا، قال: ففي ليلتين؟ فقال؛ لا، فقال ففي ثلاث؟ فقال: ها، وأشار بيده، ثم قال: يا أبا محمد: (إنّ لرمضان حقاً وحرمة لا يشبهه شيءٌ من الشهور، وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل إنّ القرآن لا يقرأ هذرمة، ولكن يرتّل ترتيلاً، وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فقف عندها وسل الله الجنّة، وإن مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذّ بالله من النار)(3).

وقد خلصنا من هذا الاستعراض إلى أن التفاعل القرآني هو الذي يجسدّ في الواقع جوهر الاتّصال بالقرآن وهو الذي تتحقق به مصدريّة القرآن ومركزيته في صورتها الإسلامية المطلوبة.


(الشيخ محسن الآراكي)


1- الدعاء الثاني والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية الكاملة.

2- الوسائل ج4 ص865.

3- وسائل الشيعة ج4 ص865.




وصلى اللهم على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم






التوقيع

( واحمدوا الذي لعظمته ونوره.. يبتغي مَن في السماوات والأرض إليه الوسيلة
ونحن وسيلته في خَلْقه، ونحن خاصّته ومحلّ قُدسه، ونحن حُجّتُه في غيبه، ونحن ورثة أنبيائه )

* روي عن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام

**********

  رد مع اقتباس
قديم 02-15-2010, 12:33 AM   رقم المشاركة : 2
ريحانة أبا الفضل (ع)
مرشدة سابقة
 
الصورة الرمزية ريحانة أبا الفضل (ع)







ريحانة أبا الفضل (ع) غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (التفاعل مع القرآن)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم ورحم الله والديكم لطرحكم المبارك .. جزاكم الله خيرا
وفقكم الله و سدد خطاكم لكل خير بجاه محمد وآله الأطهار


نلتمسكم الدعاء
وصل اللهم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم






  رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 12:26 PM   رقم المشاركة : 3
نور الملائكه
متخرجو المدرسة الروحية
 
الصورة الرمزية نور الملائكه







نور الملائكه غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (التفاعل مع القرآن)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اجعـل القــرآن العظــيم ربــيع قـلوبــنا
وجـلاء هـمـومنا وغمومنا ونـور أبصارنــا
وهـــدايـتــنــا فــي الــدنــــيـــا والآخــــرة
اللـهم ذكرنـا مـنـه ما نَسيـنا وعلمنا منه ما جهـلنا
اللهم ارزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا
آنــــــاء الـــلـــــيل وأطـــــراف الــنـــــهــار







  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2010, 09:06 PM   رقم المشاركة : 4
aljwahiry
موالي جديد







aljwahiry غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (التفاعل مع القرآن)

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله كل خير
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 04:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.