لا تفرط في جنب الله

[نور الصديقة (ع)]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم

لا تفرط في جنب الله

قد يكون ضعف العقيدة عند الإنسان وحبه للدنيا وحبه لجمع المال ولكثرة الملهيات وغيرها كلها تؤدي بالشباب إلى الإبتعاد عن الله تعالى.

قال تعالى في محكم كتابه العزيز :
بسم الله الرحمن الرحيم (يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) - سورة المنافقون (۹)


هذا الإنسياق وراء متع الحياة وشهواتها لا يبرر للشخص أن ينقطع صلته وعلاقته مع الله تعالى. لا تقطع علاقتك مع الله تعالى، لأنك حين تندم على ذلك قد يكون الثمن الذي تدفعه للتکفير عن فعلتك باهظا.

(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)) سورة الفجر

شخصيا، كنا نعرف أشخاص لم يكن لديهم مايكفي من الإلتزام الديني أيام شبابهم، ولكن العناية الإلهية شملتهم بعد أن كبروا في السن وأرادوا التكفير عما فرطوا في جنب الله لأن أغلب أولئك لم يكونوا يصوموا ويصلوا طيلة عمرهم ! فقد وجب عليهم الآن قضاء كل ما فاتهم من واجبات.. إضافة إلى قيامهم بالعبادات الواجبة الآن. وبإمكانكم أن تتخيلوا حجم الحمل الذي أصبح على عاتقهم القيام به بعد أن تقدم بهم العمر في حين أنهم لو أدوا ماعليهم من حقوق وواجبات شرعية منذ شبابهم لكان ذلك أيسر عليهم وأكثر ثوابا خاصة أن طاعة الله تعالى لا تتعارض مع الإستمتاع بملذات الدنيا المحللة..

روي عن الإمام الحسين عليه السلام: «إنّ العِزّ والغنى خرجا يجولان فَلَقيا التوكّل فاستَوطَنا». وروي عنه عليه السلام في الاتكال على حُسن اختيار الله: قيل للحسين عليه السلام إنّ أباذر يقول: الفقر أحبّ إليّ من الغنى، فقال الحسين عليه السلام: «رحم الله تعالى أباذر، أمّا أنا فأقول: مَن اتكَلَ على حُسنِ اختيار الله تعالى له، لم يتمنّ》.

عدم التوكل على الله وحسن الظن به سبحانه وتعالى يجعل من الإنسان أكثر حرصا وراء متع الحياة وملذاتها غارقا في تأمين حياته والجري وراءها لدرجة نسيان المغزى الحقيقي من وجوده في هذا العالم بأنه عبدا لله خلقه لأجل غاية

(مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها والسم القاتل في جوفها يهوي إليها الغر الجاهل ويحذرها ذو اللب العاقل) المصدر: كتاب ١٠،٠٠٠ حكمة للإمام علي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام )

طبعا مهما كان موقف هؤلاء صعبا .. إلا أنهم أكثر حظا من أولئك الذين ظلوا يسوقون ويؤخرون توبتهم حتى فأجأهم ملك الموت لذلك إذا أردت أن تأخذ نصيحة واحدة من هذا الموضوع تستفيد منه طوال حياتك (لا تفرط في جنب الله) .. و تذكر قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)*أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ*(56)) - سورة الزمر


والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآهل عترته الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم بفضل كرمه وجوده وهو أرحم الراحمين

أسئل الله التوفيق لكم ولي
ياعلي مدد

[فضة]

اللهم صل على محمد وال محمد
جزاكم الله الف خير