بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجًل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***ابن شهر اشوب:عن محمد بن هارون بإسناده الى ابن عباس في خبر
طويل أنه أصاب الناس عطش شديد في الحديبيه فقال النبي صلى الله عليه وآله :هل من رجل يمضي مع السقاه الى
بئر ذات العلم فيأتينا بلماء وأضمن له الجنة ؟فذهب جماعة فيهم سلمة بن الاكوع ،فلما دنو من الشجر والبئر
سمعو حسا وحركة شديدة وقرع طبول ،ورأوا نيرانا تتقد بغير حطب فرجعو خائفين ثم قال :هل من رجل يمضي مع
السقاه فيأتينا بالماء واظمن له على الله الجنة ؟فمضى رجل من بني سليم وهو يرتجز:
أمن عزيف ظاهر نحو السلم
ينكل من وجهه خير الامم
من قبل أن يبلغ آبار العلم
فيستقي والليل مبسوط الظلم
ويأمن الذم وتوبيخ الكلم
فلما وصلو الى الحس رجعو وجلين فقال النبي هل من رجل يمضي مع السقاه الى البئر ذات العلم فيأتينا بالماء ،اظمن له على الله الجنة ؟فلم يقم احد ،واشتد العطش وهم صيام ،ثم قال لعلي عليه السلام سر مع هؤلاء السقاه حتى تره بئر ذات العلم وتستقي وتعود إن شاء الله فخرج علي قائلا
أعوذ بالرحمان أن أميلا
من عزف جن أظهروا تـأويلا
وأوقدت نيرانها تعويلا
وقرعت مع عزفها الطبولا
قال : فتداخلنا الرعب ،فألتفت علي عليه السلام إلينا وقال :اتبعو اثري ،ولا يفز عنكم ماترون وتسمعون ،فليس بضائركم إن شاء الله ،ثم مضى ،فلما دخلنا الشجر فأذا بنيران تضترم بغير حطب ،واصوات هائله ،ورؤوس مقطعه ،لها ضجة وهو يقول :اتبعوني ولاخوف عليكم ،ولايلتفت احدكم يمينا ولا شمالا،فلماجاوزنا الشجرة ووردنا الماء فأدلى البراء بن عازب دلوه في البئر ،فأستسقى دلو أو دلوين ،ثم انقطع الدلو فوقع في القليب ،والقليب ضيق مظلم بعيد القعر ،فسمعنا في اسفل القليب قهقة وضحكا شديدا فقال علي عليه السلام من يرجع الى عسكرنا فيأتينا بدلو ورشا؟ فقال أصحابه:من يستطيع ذلك؟ فأتزئر بمئزر ونزل في القليب ،وما تزداد القهقهة الا علوا ،وجعل ينحدر في مراقي القليب إذا زلت رجله فسقط فيه ثم سمعنا وجبة شديدة واظطرابا وغطيطا كغطيط المخنوق ثم نادى( علي ) : الله أكبر ،الله أكبر ،انا عبد الله ،واخو رسول الله ،هلمو قربكم ،فأفعهما وأصعدها على عنقه شيئا فشيئا ومضى بين أيدينا فلم نره شيئا ،فسمعنا صوتا : أي فتى ليل أخي روعات
وأي سباق الى الغايات
لله در الغرر السادات
من هاشم الهامات والقامات
مثل رسول الله ذي الايات
أو كعلي كاشف الكربات
كذا يكون المرء في الحاجات
فارتجز أمير المؤمنين عليه السلام
الليل هول يرهب المهيبا
ومذهل المشجع البيبا
فإنني أهول منه ذيبا
ولست أخشى الروع والخطوبا
أذا هززت الصارم القضيبا
أبصرت منه عجبا عجيبا
وانتهى الى النبي وله زجل فقال رسول الله ماذا رئيت
في طريقك ياعلي ؟فأخبره بخبره كله فقال : ان الذي رأئيته مثل ضربه الله لي ولمن حضر معي في وجهي هذا قال علي اشرحه لي يا رسول الله فقال اما الرؤس التي رئيتم لها ضجة ولالسنتها لجلجه فذلك مثل قومي معي يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم ،ولا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا ولا يقيم لهم يوم القيامة وزنا.
واما النيران بغير حطب ففتنه تكون في امتي بعدي ،القائم فيها والقاعد سواء لا يقبل الله لهم عملا ولايقيم لهم يو القيامة وزنا ، واما االهاتف الذي هتف بك فذاك سلقنه بن غمداف الذي قتل عدو الله مسعرا
شيطان الاصنام الذي كان يكلم قريشا منها ، ويشرع في هجائي وعن عبد الله بن سالم ان النبي بعث سعد بن مالك بالرروايا يوم الحديبيه فرجع رعبا من القوم (ثم بعث آخر فنكص فزعا)ثم بعث عليا فأستسقى ،ثم اقبل بها الى النبي فكبر ودعا له بلخير .
وفقكم الله لك خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام .من معاجر علي ومناظراته ص /189
ملاحظة:- (على كل من يقرأ الموضوع يقرأ اية الكرسي ويهديها الى الامام الكاظم عليه السلام )