عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2009, 09:36 AM   رقم المشاركة : 1
الإرشاد الروحي
الإدارة
 
الصورة الرمزية الإرشاد الروحي







الإرشاد الروحي غير متواجد حالياً

افتراضي (( نشأة الروح النورانية ))

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم

((نشأة الروح النورانية ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عند خلق الأرواح تحدد عندها طبيعة كل روح وخواصها وحقائقها وما السبب او الغاية التي خلقت من اجلها هذه الروح ، وتوجد ارواح تعتبر من النخبة الخاصة التي تكون حاملة لأنوار من أنوار أهل البيت عليهم السلام والتي تتركز في أرواح خاصة منها أرواح نورانية ومنها أرواح قابلة للتغير والتحول الى أرواح نورانية لكن الأولى تكون نادرة جداً أما الثانية فهي شائعة الوجود والتي تظهر بصفة أشخاص تكون لديهم شفافية شعورية وإبصارية وهذه الصفات والخواص تكون ظاهرة على حسب شفافية الروح ونقائها وطاقة تلك الروح وتعتمد هذه الأمور بقوة إظهارها أو كتمانها ومحوها على حسب البيئة والظروف التي تتواجد فيها تلك الروح وفي أي بدن قد خُلقت .

فالروح منذ لحظة دخولها البدن ولحظة ولادة الطفل تكون في بحث مستمر عن الحقيقة وطريقها المستقيم وذلك يكون بسبب ما لدى هذه الروح من طاقة ومعرفة مما أكتسبته من فاضل الأنوار التي خلقت منه وهي (أنوار أهل البيت عليهم السلام ) . لكن هنا وفي هذه المسيرة المتغيرة بين مختلف العلوم والمعرفة والتي تبدأ بالأمور المبسطّة لدى الأطفال أول الأمر تظهر بوادر النفس التي ترغب بالسيطرة على جميع الأمور والحصول على مباهج الحياة الدنيا حيث أنها الرابط بين الروح والبدن والتي تبرر وتترجم رغبات ومتطلبات البدن للروح ، فالروح هي الأساس وما يتصل بها يكون تابع لها ومن أدواتها التي تستخدمها لعبور هذه المسيرة الحياتية في هذا البدن فالعقل تابع لها وهو بمثابة مدير أعمالها وغرفة تحكمها الواقعية المتوازنة والنفس المعروفة بـ(النفس الأمارة بالسوء) كما ذكرنا تكون المساعد لها في معرفة متطلبات هذا البدن واحتياجاته الطبيعية لعبور هذا الوجود المعروف والمسمى بالحياة الدنيا ، أما الضمير والمعروف بـ(النفس اللوامة ) فهو كالموجّه الدائم والمنبّه عند حدوث أخطاء النفس فهو المناهض للنفس الأمارة بالسوء ومساند لحقائق الروح الجوهرية النورانية ومتطبع بهذه الطبائع النورانية النقية .


وكل أداة موجودة في البدن تكون أداة من أدوات الروح وخاضعة للمتغيرات الحسية والحقائق الروحية النورانية . ونقل عن صاحب البحار من الإمام الصادق في قوله ( عليه السلام ) : "إنّ الله عز وجل لما أخرج ذرية آدم ( عليه السلام ) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية وبالنبوة لكل نبي ، كان أول من أخذ عليهم الميثاق بالنبوة, نبوة محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال الله جلّ جلاله لآدم ( عليه السلام ) : انظر ماذا ترى؟ قال : فنظر آدم إلى ذريته وهم ذرّ قد ملؤوا السماء. إلى أن قال آدم ( عليه السلام ) : فمالي أرى بعض الذّر أعظم من بعض, وبعضهم له نور قليل ، وبعضهم ليس له نور ؟ قال الله عز وجل : كذلك خلقتهم لأبلوهم في كلّ حالاتهم... " (( بحار الأنوار, ج 5, ص 226 )) .



وهنا تأتي أهمية البيئة والظروف والنشأة التي ستساهم وتحدد درجة إظهار الحقائق الروحية فإما هدايتها إلى الطريق السليم المستقيم من خلال توجيهها لحب ومعرفة وخدمة أهل البيت عليهم السلام وبالتالي الحصول على مرضاة الله سبحانه وتعالى والإرتفاع بالدرجات العليا والمراتب المتقدمة .أو إغراقها بمباهج الحياة الدنيا وانجذابها لزخرف الدنيا في هذا الوجود المتغير والمليء بالتوجيهات غير السليمة الخاضعة للمتغيرات الحياتية والمعلومات والعلوم غير الصحيحة والمضللة والتي تهدف الى القضاء على الحقائق السليمة والإتجاهات الصحيحة المتمثلة والدالة على صراط أهل البيت عليهم السلام المستقيم .


ذكرنا في الجزء الأول لنشاة الروح بأنها حاوية على كثير من الطاقات النورانيه وأنها بحاجة للتوجيه السليم الصحيح في ظل المتغيرات البيئية المختلفة والتي تحول دون سمو هذه الروح النورانية بسبب ما تتركه البيئة من شوائب تحول دون وصول النور لهذه الأرواح بمساعدة الشياطين الذين يعملون على تغذية النفس بالوساوس والبعد عن الطريق الحق ، وهنا تظهر أهمية التوجيه السليم الذي يقوم بعدة أمور هي : -

1 - أن يحدد أسرار العبادات الالهية والسعي لمرضاة الله سبحانه وتعالى .
2- توضيح كيفية التقرب لأهل البيت ( عليهم السلام ) .
3- المساعدة في درء التداخلات الشيطانية المضللة.
4- التوجيه للأمور التي تحتاجها الروح النورانية لتسير وفق خطوات صحيحة .

وذلك لتحقيق التكامل الكلي الذي يسعى إليه المؤمن ، ونجد أن المؤمن يتلقى اثناء اداءه للصلاة نور من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين وهو النور الهابط المدعّم بالطاقات والمكمّل بالكمالات الربانية وبسداد وتوجيه من أهل البيت عليهم السلام وبهذا النور يكون هناك إحياء كامل للطاقات الروحية والإرتفاع بها وبالشخص على حد سواء إلى المراتب العليا وتقربه اكثر من الله سبحانه وتعالى بخدمته لأهل البيت عليهم السلام ومرضاة الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام . وكلما كانت العلاقة وطيدة بين الروح النورانية وأهل البيت عليهم السلام كان لهذا النور إشعاعا يسمو بالروح - وبزمن محدود - إلى عالم الطاقات اللامحدود ليستخدم هذه الطاقات كآداة لخدمة المؤمنين الموالين .


وسنبدأ بتفصيل مراتب حقيقة الروح إلى عدة مراتب هي : -

1- الأرواح المتلقية ، أي أنها تكون في حالة استقبال مستمر للنور من دون استخدامه إلا بأمور يسيرة ( كالدعاء الشخصي والتنقية الذاتية طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى ) .

2- وهنالك أرواح تكون نقية ومعطاءة ولكن بدرجة مبسطّة ، ( و تستخدم جزء من هذه الطاقات حينما تشعر أن هذا الجزء ذا فائدة بمساعدة من حوله من الأقربين بدرجة مبسطّة أيضا كإستجابة الدعاء لهم وتسهيل امورهم ) ودون علم الآخرين بأن لهذا الشخص دعاء مستجاب .

3- هذه المرتبة من الأرواح النورانية وهي الروح المتوازنة فيما تتلقاه وفيما تنشره وتعطيه فلديها القدرة على مساعدة الآخرين مستخدمة الشعور القلبي والاسماع والبصيرة وما إلى ذلك كله في تشخيص حالة الآخرين ومساعدتهم في تلقي العلاج المناسب .

4- المجموعة الرابعة من الأرواح النورانية هي التي يكون لديها طاقة أقوى وأشد من ناحية أنها لا تمنح طريقة العلاج للآخرين فحسب ولكنها ايضا تنتقل عبر المكان وفي مقامات التجلي لتقديم المعالجة الفعلية ( أي علاج مؤمن في بلد آخر من خلال التجلي ) مستخدمة طاقات نورانية سواء معالجة ذاتية للشخص وروحه كتنقية وعلاج أو تنقية منزل بشكل عام .حيث ان طاقات النور لدي هذه الروح تكون معطاءه بشكل أشد وأوضح وذلك بسبب خصائص النور المكتسب عبر الزمن و المسدد من أهل البيت عليهم السلام ووفق حقيقة وظيفة هذه الروح .

5- ونأتي للمرتبة الأخيرة وهي من المراتب الأقصى والأعلى وتعتبر الأشد قوة وهي الروح الحاوية للطاقة النورانية لكل المراحل السابقة بالإضافة إلى قدرتها على : -

أ - إعداد الآخرين وتوجيههم بشكل سليم .
ب- تحديد كل فرد منهم وخصائص روحه .
ج - تحديد أي من المراتب السابقة وإعداده وفق أسس سليمة .
د - توفير حماية خاصة وحفظ وتحصين من خلال التوجيه السليم وطلبا لمرضاة الله وخدمة لأهل البيت عليهم السلام .

فالفضل والنعمة من الله عز وجل وببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام يتكامل الشخص مع طاقاته الروحية بسداد مستمر وحماية متكاملة متجددة للحفظ ومواصلة العمل في الخدمة ، ومساعدة الآخرين ، ومن خصائص الروح في المرحلة الخامسة التي أشرنا إليها سابقا تكون لديها مهام أخرى مهام جوهرية لتحقيق التوازن بين عالمين مختلفين متوازيين وهما عالم الجن وعالم الأنس من خلال مواجهة بعض ما يتعرض له المؤمنين والمؤمنات ، حيث أنه كلما كان المؤمن في سعي للتكامل الروحي النوراني كان هنالك عدو شديد يحاول أن يثبط من عزيمته ويضعفه ويخلق له العقبات من خلال تسببه بالمشاكل وقطع الأرزاق والأمراض الروحية والبدنية وهذه الفئة المعروفة بأسم الجن الشياطين - لعنة الله عليهم - فلابد من مواجهتها والقضاء عليها وليس طردها بل القضاء عليها لكي لا تعود هذه الحالات وتكرار إلحاق الضرر بالمؤمنين والمؤمنات مرة أخرى ، والمعروف أن المهاجم والمترصد منهم والمتسبب بالضرر لايرد ولا ينتصح بسبب حقيقته الشيطانية . وأنهم ملعونين إلى يوم الدين فهم طغاة عُصاة يكرهون النور والطاعة .

وكل فرد وضمن المراتب السابقة لديه طاقة مختلفة سواء بسيطة أو ضمن التدارج السابق في الدفاع عن النفس من هذه الهجمات ومسببيها لذلك لزم تحصين الروح ضدها منذ البداية ولكي تستطيع الروح النورانية الاستمرار بالتكامل .




وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام


(يا علي يا علي يا علي)







  رد مع اقتباس