الموضوع: مراقبة النفس
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2014, 12:23 AM   رقم المشاركة : 1
المهدي طاووس أهل الجنة
مـراقـبة أولـى ( شؤون إدارية )







المهدي طاووس أهل الجنة غير متواجد حالياً

افتراضي مراقبة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينبغي للعبد أن يراقب نفسه عند الخوف من الأعمال ، ويلاحظها بالعين الكائلة ، فإنها إن تركت طغت فأفسدت وفسدت ، ثم يراقب الله في كل حركه وسكون ، وذلك بأن يعلم بأن الله مطلع عليه وعلى ضمائره خبير بسرائره ، رقيب على أعمال عباده ، قائم على كل نفس بما كسبت ، وأن سر القلب في حقه مكشوف كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشد من ذلك ، قال الله تعالى ( ألم يعلم بأن الله يرى ) وقال تعالى ( إن الله كان عليكم رقيبا ) .
روي عن النبي صلّ الله عليه وسلم : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

وفي الحديث القدسي : إنما يسكن جنات عدن الذين إذا هموا بالمعاصي ذكروا عظمتي فراقبوني ، والذين انحنت أصلابهم من خشيتي وعزتي وجلالي إني لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى أهل الجوع والعطش من مخافتي صرفت عنهم العذاب.

وحكي أن زليخا لما دخلت بيوسف قامت فغطت وجه صنمها ، فقال يوسف : مالك تستحين من مرابة جماد ولا أستحي من مراقبة الملك الجبار .

والمراقبة تحصل من معرفة الله ، والعلم بأنه تعالى مطلع على الضمائر عالم بما في السرائر ، بمرأى منهم وبمسمع ، وهم بمرأى ومسمع .

والموقنون بهذه المعرفة مراقبتهم على درجتين :
احداهما : مراقبة المقربين وهي مراقبة التعظيم والجلال ، وهي أن يبصر القلب مستغرقا بملاحظة ذلك الجلال ومنكسرا تحت الهيبة ، فلا يبقى فيه متسع للإلتفات إلى الغير ، وهذا هو الذي صار همه همًا واحدًا وكفاه الله سائر الهموم .
والثانية : مراقبة الورعين من أصحاب اليقين ، وهم قوم غلب يقين اطلاع الله على ظواهرهم وبواطنهم ولكن لم يدهشهم ملاحظة الجمال والجلال بل بقيت قلوبهم على حد الإعتدال متسعة للتلفت إلى الأحوال والأعمال والمراقبة فيها ، وغلب عليهم الحياء من الله فلا يقدمون ولا يحجمون إلا بعد التثبت ، ويمتنعون عن كل مايفتضحون به في يوم القيامة ، فإنهم يرون الله مطلعًا عليهم ، فلا يحتاجون إلى انتظار القيامة .
فإن العبد لا يخلوا إما أن يكون في طاعة أو معصية أو مباح .
فمراقبتة في الطاعة بالإخلاص والإكمال ومراعاة الأدب وحراستها عن الآفات ، ومراقته في المعصية بالتوبة والندم والإقلاع والحياء والإشتغال بالتكفير ، ومراقبته في المباح بمراعاة الأدب ، بأن يقعد مستقبل القبلة وينام على اليد اليمنى مستقبلا إلى غير ذلك ، فكل ذلك داخل في المراقبة .
وبشهود في النعمة وبالشكر عليها ، وبالصبر على البلاء ، فإن لكل واحد منها حدودًا لابد من مراعاتها بدوام المراقبة " ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه " .


مقتطفات من كتاب : الأخلاق للسيد عبدالله شبر .

وفقكم المولى لكل خير ببركات محمد وآل محمد عليهم السلام






  رد مع اقتباس