الموضوع: ضبط الذهن
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2019, 02:16 PM   رقم المشاركة : 9
أنوار سجدة المهدي (عج)
منتسبة ( مدرسة السير والسلوك )







أنوار سجدة المهدي (عج) غير متواجد حالياً

افتراضي خير محل للإفادة من قابلية ضبط الذهن "الصلاة"

🔸خير محل للإفادة من قابلية ضبط الذهن "الصلاة"

💠ضبط الذهن على طريق التقرب (المحاضرة 4 ـ الجزء الثاني)

🔹إذا امتلكتَ القابلية على ضبط الذهن فسوف لا تلتفت إلى توافه الأمور.

🔹يقول أمير المؤمنين(ع): «عَظِّمُوا أَقْدَارَكُمْ‏ بِالتَّغَافُلِ‏ عَنِ‏ الدَّنِيِّ مِنَ الأُمُور».

🔹ماذا أصنع كي ألتفت إلى الله أثناء الصلاة؟ كلما تحوّلَ ذهنُك عن الصلاة أَرجِعهُ إليها.

🔹إذا توجّهتَ إلى الله تعالى أثناء الصلاة، توجّهَ الله إليك وجعلك محبوبَه.
____________
سماحة الشيخ بناهيان

🔰من المهم جداً أن يتمكن الإنسان من التفكير في موضوع ما بعمق؛ كأن يفكر بعمق في الموت ولحظات نزع الروح مثلاً. فلو أمعَنتَ النظر لرأيت أن حلاوة جميع لذات الدنيا ستزول في تلك اللحظة، وعندها سوف لا تبقى لأي شيء تملكه في الدنيا أي قيمة. فانظر ما الذي سيبقى لك في تلك اللحظة؟ واشغل نفسك من الآن بهذا الشيء بالذات. يقول أمير المؤمنين علي(ع) في وصف المتّقين: «قُرَّةُ عَيْنِهِ‏ فِيمَا لا يَزُول» (نهج البلاغة/ الخطبة193).

🔰الناس بطبعهم إذا تمكنوا من التركيز على موضوع جيد للحظة فرَّت أذهانُهم بسرعة إلى شيء آخر، أي إنهم عاجزون عن حفظ تركيزهم على الموضوع الأول. لكن السيطرة على الذهن تمنح الإنسان القابلية على التركيز بعمق على موضوع جيد لمدة من الزمن.

🔰إذا امتلكتَ القابلية على ضبط الذهن فسوف لا تلتفت إلى توافه الأمور. يقول أمير المؤمنين(ع): «عَظِّمُوا أَقْدَارَكُمْ‏ بِالتَّغَافُلِ‏ عَنِ‏ الدَّنِيِّ مِنَ الأُمُور» (تحف العقول/ ص224)؛ أي لا تلتفتوا إلى الأمور العديمة القيمة كي تعلو قيمتكم.

🔰الكثيرون يجلسون لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، لكن إذا سألت أحدهم: "ما أثر هذا الفيلم فيك؟ وما الذي ستفعله فيك هذه الأمور التي تدخل إلى ذهنك؟" قال: "لا أدري!" يقول القرآن الكريم: «فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِه» (عبس/24)، ولا يختص هذا النظر بغذاء البدن، بل على المرء أن يدقق في كل ما يريد سماعه أو رؤيته وكل شيء يمكنه أن يؤثر على ذهنه.

🔰تعطي قابليةُ ضبط الذهن صاحبَها القدرة على تغيير رؤيته، أو إخراج فكرة من رأسه وعدم التفكير فيها، وخير محل للإفادة من هذه القابلية هو "الصلاة".

🔰عن النبي(ص) أنه قال: «إِذَا قَامَ الْعَبْدُ إِلَى الصَّلاةِ فَكَانَ‏ هَوَاهُ‏ وَقَلْبُهُ‏ إِلَى اللهِ‏ تَعَالَى انْصَرَفَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّه» (مستدرك الوسائل/ ج4/ ص102)؛ أي إذا وجّهَ الإنسان هواه وقلبه أثناء الصلاة إلى الله تعالى (وسيطر على ذهنه فيها) فسيرجع إذا انتهى من الصلاة كيوم ولدته أمه. إذن بركعتَي صلاة يستطيع الإنسان أن يلتفت إلى الله ويكتسب كل هذه النوارنية! غير أننا – مع الأسف – لا نلتفت عادةً إلى الله أثناء صلواتنا، لأننا لا نقوى على ذلك، وإن طيور أخيلتنا وأذهاننا لا تنفك تحلّق هاهنا وهاهناك.

🔰إن كان لأحد مشكلة فهل عليه أن لا يفكر فيها أثناء الصلاة؟ يقول آية الله الشيخ بهجت(ره): "إذا لم تفكر في مشكلتك أثناء الصلاة ستجد، إذا فرغتَ من الصلاة، أن حلها سيكون أسهل". البكاء على الأمور الدنيوية يُبطل الصلاة، لكنهم يقولون: "حاول أن تبكي في صلاة الليل ولو بمقدار جناح بعوضة!" وهذا هو "ضبط الذهن". فلماذا قالوا: "تضرّع في الدعاء؟" إنها السيطرة على الذهن. فإذا التفت الإنسان إلى دعائه جرَت دموعُه.

🔰"التوجّه إلى الله بحضور قلب كامل" هو شأن أمير المؤمنين(ع)، أما نحن فإن التفَتنا إلى الله ولو بجزء يسير من قلوبنا حظينا بحال معنوية وحصلنا على المراد. فقد سُئل آية الله بهجت(ره): "ماذا أصنع كي أُقبِل على الله أثناء الصلاة؟" فقال: "كلما تحوّلَ ذهنُك عن الصلاة أرجِعهُ إليها" (به سوى محبوب «نحو المحبوب»(بالفارسية)/ ص63).

🔰وعن الإمام الصادق(ع): «..فَلَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ‏ يُقْبِلُ‏ بِقَلْبِهِ‏ فِي‏ صَلاتِهِ‏ إِلَى اللهِ إِلاّ أَقْبَلَ اللهُ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَأَقْبَلَ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ بِالْمَحَبَّةِ لَهُ بَعْدَ حُبِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاه‏» (ثواب الأعمال/ ص135)، فإذا التفتَّ إلى الله تعالى أثناء الصلاة، التفتَ الله إليك وجعلك محبوبَه.

🔰فلنحاول قراءة سورة الحمد في صلواتنا بالتفات وحضور قلب. «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم»، ثم نعود فنقول ثانية: «الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم». إلهي، كم تصرّ على أن أراك رحمٰناً رحيماً! «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم» خُذني في صراط عليّ(ع) حيث أسبغتَ عليه كل تلك النعم. «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم»، ففي سورة الحمد رثاء أيضاً! تقول: إلهي، لا تأخذني في طريق من أنزلتَ عليهم غضبَك، مثل قَتَلة الإمام الحسين(ع)، وأمثالهم، فأنا أبغضهم.

🌀يتبع...

حسينية آية الله حقشناس في 14/09/2018
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







التوقيع

البرنامج الأول في المدرسة الروحية 07/05/2024
الغاية من الإنضمام : معيّة أهل البيت (عليهم السلام) في القرب من الله وطاعته والقوة منهم لمحاربة الشيطان وتزكية نفسي واولادي ونشر علوم أهل البيت وخدمة الناس..
  رد مع اقتباس