الموضوع: ضبط الذهن
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2019, 04:37 PM   رقم المشاركة : 6
أنوار سجدة المهدي (عج)
منتسبة ( مدرسة السير والسلوك )







أنوار سجدة المهدي (عج) غير متواجد حالياً

افتراضي يقول الدين: أمسك زمام ذهنك بيدك!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


🔸يقول الدين: أمسك زمام ذهنك بيدك!

🔸لماذا ينبغي لعامل خارجي أن يجذب انتباهك؟!

💠ضبط الذهن على طريق التقرب (المحاضرة3 ـ الجزء الأول)

🔹مع كل ما نحمله من ميول صالحة تتدهور – في العادة - أحوالنا ولا ننتهي إلى الصلاح! لماذا؟ إنه بسبب "الذكر"!

🔹لماذا الدنيا – كما في العادة - تجتذب الناسَ لكن الآخرة لا تفعل ذلك؟ ليس كون الدنيا نقداً هو ما يفسدك، بل ذكرُها والتفكير فيها هو الذي يفسدك!

🔹عن الإمام الصادق(ع): «الطَّاعَةُ عَلامَةُ الْهِدَايَةِ وَالْمَعْصِيَةُ عَلامَةُ الضَّلالَةِ وَأَصْلُهُمَا مِنَ‏ الذِّكْرِ وَالْغَفْلَة».
_____________
سماحة الشيخ بناهيان

🔰الشخص الذي في متناوله الكثير من الطعام ويُسرف في الأكل فإنه يضرُّ نفسَه أولاً ويصفه الناس بالشراهة ثانياً، أما الذي يبالغ في استعمال الوسائل الجاذبة للانتباه (مثل التلفاز، والنت، ..الخ) فلا يوصَف بأوصاف سيئة؛ لأنه ما يزال لا يُنظَر في مجتمعنا إلى هذا السلوك كسلوك سيّئ، والحال أن سوءه وضرره أكبر من الشراهة في الأكل بكثير.

🔰يقول علماء النفس: "الذي يُسرف في مشاهدة التلفاز يصاب بالخرَف". فاستماعك لحكاية من المذياع أفضل من مشاهدتك لمسلسل في التلفاز، لأن نشاطك الذهني (في الحالة الأولى) سيكون أكثر ولا يبقى ذهنك خاملاً إلى حد كبير! والذي يستخدم شبكة النت كثيراً يُصاب بما يشبه الإدمان!

🔰لقد استُحدِثَت في عصرنا وسائل وعوامل كثيرة لجذب انتباه الناس، والحق إن في هذا إهانة لشخصية الإنسان! فهذه الوسائل تقول لك: "دعني أحدد لك ما يجب عليك الانتباه إليه الآن!" أساساً لماذا ينبغي لعامل خارجي أن يجذب انتباهك؟! فعلى الإنسان أن يسعى للإمساك بزمام ذهنه بيده، وأن لا يُكثر من الحضور في أجواء يجتذب الآخرون فيها انتباهَه، وإن كانت محاضرة دينية جيدة! بمعنى أنك إذا أحببتَ دوماً أن يقوم غيرُك باستقطاب انتباهك إلى الأمور الروحانية كي تَصلُحَ حالُك، فهذا أيضاً غير مُحبَّذ!

🔰أفضل لحظات العبادة هي وقت السحر، حيث لا صلاة جماعة، ولا واعظ، ولا مجلس رثاء، ولا اجتماع دعاء، بل أنت ونفسُك ولا أحد غيرك! وهي لحظات حاسمة؛ فحاول أنت أن تجذب انتباهك إلى شيء ما. فإن استطعت التفكير في شيء معيّن، فهذا هو الصواب! وهذا واحد من أوجه قوة الإنسان، والله تعالى يحب الأقوياء.

🔰يطالبنا الدين بالإمساك بزمام أذهاننا بأيدينا، وقد ورد فيه الكثير من التعابير المشيرة إلى "ضبط الذهن"، ومنها لفظ "الذكر"؛ فالذكر يعني التحكم بالذهن في مقابل "الغفلة" وهي عدم السيطرة على الذهن؛ أي عدم القدرة على الالتفات إلى شيء ما.

🔰يقول الإمام الصادق(ع): «الطَّاعَةُ عَلامَةُ الْهِدَايَةِ وَالْمَعْصِيَةُ عَلامَةُ الضَّلالَةِ وَأَصْلُهُمَا مِنَ‏ الذِّكْرِ وَالْغَفْلَة» (مصباح الشريعة/ ص55). الميول الصالحة فينا كثيرة، وميولنا السيئة ضعيفة، وفي تلبية ميولنا الصالحة لذة أعظم، أما تلبية ميولنا السيئة فتبعث على الانزعاج (وإن كان فيها شيء من اللذة أحياناً). فلماذا إذن تتدهور – في العادة - أحوالنا ولا ننتهي إلى الصلاح؟ إنه بسبب الذكر!

🔰يظن الكثيرون أن الدنيا إنما تجتذب الإنسان لكونها متوفرةً نقداً ولحلاوتها، وأن الآخرة لا تجتذبنا لكونها آجلة ولأننا لم نذق حلاوتها، وهؤلاء مخطئون كل الخطأ! لماذا؟ لأن نقديّة حلاوة الدنيا تثبت لك بأن الدنيا ليست حلوة! بل أنت الذي تخدع نفسك! كما أن الآخرة أكثر حلاوة لكونها آجلة؛ ذلك أنّ تخيُّل الحلاوة أحلى من الحلاوة ذاتها!

🔰مع كل لذة من لذات الدنيا هناك ألم يجعلك تتقزز من هذه الدنيا! فلأن ذكر الدنيا أشد مثولاً في أذهاننا وأننا نذكرها أكثر فهي تجتذبنا. وكذا الحال بالنسبة للآخرة؛ فلأننا أقل ذكراً لها فإن قلوبنا أضعف مَيلاً إليها. بالطبع هذه حال الناس العاديين.

🔰أما الصالحون فإن الآخرة هي بمثابة النقد لهم: «..فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ‏ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُون» (نهج البلاغة/ الخطبة193). الصالحون يشاهدون باطن الدنيا وخُبث السيئات، فتراهم عازفين عن الدنيا كالذي ينظر إلى مواد متعفّنة. لقد جلب الاستغراق في الخيال لصاحبه الشقاء حتى حَلَت الدنيا في عينه لكثرة ما فكّر فيها، ولشدة ما لقّنَ نفسَه بحلاوتها.

🔰ذكرُ الدنيا والغفلة عن الآخرة يفسدان الإنسان؛ إذن فالقضية قضية ذكرٍ وغفلة. فعن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: «إِذَا أَحْبَبْتَ شَيْئاً فَلا تُكْثِرْ مِنْ ذِكْرِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ‏ مِمَّا يَهُدُّك‏» (الكافي/ ج6/ ص459) أي مما يحطّمك! فليس كون الدنيا نقداً هو ما يفسد ابن آدم، بل ذكرُها والتفكير فيها هو الذي يفسده! إذن فكيف تنتظر من الآخرة، وهي الآجلة، أن تعمُرَك دون أن تذكرها وتفكّر فيها؟!

🌀يتبع..

حسينية آية الله حقشناس في 13/09/2018
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







التوقيع

البرنامج الأول في المدرسة الروحية 07/05/2024
الغاية من الإنضمام : معيّة أهل البيت (عليهم السلام) في القرب من الله وطاعته والقوة منهم لمحاربة الشيطان وتزكية نفسي واولادي ونشر علوم أهل البيت وخدمة الناس..
  رد مع اقتباس