عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2012, 05:02 AM   رقم المشاركة : 4
عقيلة أبا الفضل
مرشدة سابقة
 
الصورة الرمزية عقيلة أبا الفضل








عقيلة أبا الفضل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: توصيات سماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني بخصوص شهر رجب و ليلة الرغائب

الروايات الواردة في فضيلة شهر رجب

لقد كان المرحوم الوالد یؤكّد كثیراً علی مسألة المراقبة في شهر رجب، و الروایات الموجودة في هذا الإطار كثیرة نورد منها هنا واحدة أو اثنتین لیستفید منها الأصدقاء، فقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: (إنّ اللهَ تَعَالَی نَصَبَ فِي السمَاءِ السابِعَةِ مَلكاً یُقالُ لَهُ الداعِي ...) نصب الله تعالی في السماء السابعة – أمر هذه السماء السابعة عجیب، فهو لم یقل في السماء الأولی أو الثانیة أو الثالثة أو الرابعة بل قال في السماء السابعة التي تمثّل مقام التجلّیات الذاتیّة – نصب تعالی هناك ملكاً یقال له (الداعي) أي الذي یدعو، یدعو الناس و ینادي علیهم، (... فَإذَا دَخَلَ شَهرُ رَجَبٍ یُنادِي ذَلِك المَلك كلّ لَیلَةٍ مِنهُ إلی الصّبَاحِ طُوبَی لِلذاكرِینَ، طُوبَی لِلطائِعِینَ یَقُولُ اللهُ تَعَالَی: ...) هذا ما یقوله الملك، التفتّم، إن هذا مختص بشهر رجب – ( ... أنَا جَلِیسُ مَن جَالَسَنِي و مُطِیعُ مَن أطَاعَنِي...) لاحظتم! الله تعالی یقول أنا مطیع، (.. وَ غَافِرُ مَن استَغفَرَنِي، الشهرُ شَهرِي وَ العَبدُ عَبدِي) هؤلاء العباد كلّهم عبادي، (..و الرحمةُ رَحمَتِي فَمَن دَعَانِي فِي هَذَا الشهرِ أجبتُهُ وَ مَن سَألَنِي أعطَیتُهُ وَ مَن استَهدَانِي هَدَیتُهُ ...) التفتوا كثیراً إلی هذه العبارة «من طلب مني الهدایة في هذا الشهر هدیته» إنّ جمیع العبارات الواردة في هذه الرواية في جانب و هذه الفقرة في جانب آخر. یجب علینا أن نطلب في هذا الشهر الهدایة من الله تعالی، الهدایة تعني رفعَ الموانع عن الطریق، استقامة الطریق و الوقایة من الأخطار و الآفات. (... وَ جَعَلتُ هَذَا الشهرَ حَبلاً بَینِي وَ بَینَ عِبَادِي فَمَن اعتَصَمَ بِي وَصَلَ إلَيَّ) كانت هذه إحدى الروايات.
الروایة الأخرى التي تُنقل عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله في هذا المجال مفادُها أنّ: جمیع ملائكة السماء و الأرض یجتمعون في اللیلة الأولی من رجب عند الكعبة و يطوفون هناك؛ و لهذا تمّ التأكید كثیراً علی الذهاب إلی مكة و القیام بالعمرة الرجبیة و أنّ ثوابها یعدل ثواب الحج، كما أنّ السيّد العلّامة رضوان الله عليه ذكر في كتابه الروح المجرد[1] أنّ ثواب زیارة علي بن موسی الرضا سلام الله عليه في شهر رجب یعدل ثواب الحج، و هذا یطابق ما جاء في الروایات المتعلّقة بزیارة الإمام الرضا عليه السلام و هي روایات عجیبة جداً، و من العجیب أیضاً ألّا توجد مثل هذه الروایات في حق سیّد الشهداء مع كل الخصوصیّات التي یمتلكها سلام الله عليه و الروایات القاطعة التي یوصي فیها جمیع الأئمة أیضاً بزیارة الإمام الحسین عليه السلام، و العجیب أنّ الروایة المتعلقة بزیارة علي بن موسی الرضا شيء مختلف تماماً خصوصاً في شهر رجب، فالتوفیق الإلهي هو حلیف كلّ من استطاع أن یزور الإمام الرضا عليه السلام في هذا الشهر و أن یطلب منه ما يريد، یجب ألا یغادر المرء بسهولة؛ يعني يزور و یقول: أستودعكم الله و...، لا، یجب أن یلتصق (بالضریح) و یقول إمّا أن تعطیني أو لن أذهب من هنا حتّي تعطیني، فیقول له الإمام الرضا من أجل أن یریح نفسه (منه): جید جداً، سنعطیك، و نفتح لك الطریق.
لقد تذكّرت إحدى الحوادث، كان أحدهم قد ذهب إلى زيارة الإمام الرضا عليه السلام – وواقعاً هذه القصص مليئة بالعِبَر، كان ذلك الرجل أيضاً في أواخر عمره، والقصة التي أنقلها عنه قد وقعت بعد أن تردّت حاله إلى درجة أنّه كان إذا أراد الخروج اتكأ على عصاً وجرّ قدميه على الطريق جراً، وكان قد صار منحني الظهر، وكما يقال:"على حافة قبره"، وواقعاً كان من أولئك الذين يصدق عليهم أنّهم: "على حافة القبر" و على الرغم من حاله تلك ذهب إلى زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام طالباً منه "الكيمياء" [2]! إن كنت تريدها لنفسك فها أنت راحل! وإن كنت تريدها للآخرين فللآخرين ربّ نعم جاء إلى الإمام الرضا عيه السلام يطلب منه الكيمياء، وبعبارات غلاظ شداد: أنْ يا علي بن موسى الرضا! أقسم عليك بأمّك فاطمة الزهراء إلّا أعطيتني الكيمياء، إلّا أعطيتني الذهب... إلّا أعطيتني كذا وكذا... فالكيمياء ليست سوى الذهب، نعم نفس هذا الذهب ثم جاء الإمام إلى أحد الناس في عالم الرؤيا وقال له: اذهب وأرحنا من هذا، وقل له: إنّك ميت بعد أربعة أشهر؛ فما شأنك والكيمياء؟ فمضى إليه ذلك الرجل فصادفه في الطريق وقال له: أأنت طلبت من الإمام الرضا عليه السلام الكيمياء؟ فانفرجت أسارير الرجل وقال في نفسه: حتماً هذا الرجل سيعطيني الكيمياء من جانب الإمام عليه السلام؛ فليس لأحد أيّ اطلاع على الأمر. قال له الرجل: لقد جاءني الإمام ليلة أمس في عالم الرؤيا وقال: اذهب وأرحنا من شر هذا؛ إنّه يقسم علينا بأمّنا فاطمة، ويصرّ و....، يا فلان إنّك ميّت بعد أربعة أشهر، وبالفعل فقد توفي بعد أربعة أشهر؛ لقد كان الإمام يريد بذلك تنبيهه إلى خطئه.
انظروا! الإمام الرضا عليه السلام يجلس على بحر لا حدّ له ما المحيط أمامه؟! المحيط الكبير قطرة من ذلك البحر، واقعاً قطرة! وحتّى أقلّ من قطرة، فلا يصحّ أن نطلق عليه أيّ اسم يقول: مهما طلبتم أعطيتكم. ثمّ بعد ذلك نأتيه بأيّ أنواع من الأدعية وبأيّ أنواع من الطلبات وبأي حاجات؟! هو يقول: نحن نعطي، هو يقول ذلك. وبعد أن قال ذلك فعلى الناس أن تقف عند قدميه، وعلينا نحن أن نذهب أيضاً ونطلب منه أن لا ينظر إلى ما عندنا من استكبار وأنانيّة، عاملنا بما آتاك الله من الكرامة والعناية التي لا حدّ لها، بما آتاك الله من رحمته الواسعة ولطفه العميم؛ يقول أمير المؤمنين عليه السلام: )اللهم آخذنا بعفوك ولا تؤاخذنا بعدلك(.
يأتي أولئك الملائكة إلى الكعبة ويطوفون حولها، فيخاطبهم الله: يا ملائكتي! اطلبوا مني ما شئتم فإني مجيبكم. الملائكة قوم ذوو مروءة...!! يقولون: على السالك أن يكون مخلصاً لإخوانه، أن يكون وفيّاً وملتفتاً؛ فلا ينفرد بالخيرات ولا يفكّر في نفسه وينسى سواها، لا بدّ من التفكير في الآخرين... هؤلاء الملائكة كلّهم من سلاك "الدرجة الأولى"!!؛ فلا يدعون لأنفسهم بل يقولون: ربّنا إنّ طلبَنا منك هو أن تقضي حوائج الصائمين في رجب. هذا هو مطلب الملائكة في الليلة الأولى من رجب، والله يقول: قُضيت حاجتكم. هذه نبذة ممّا يجري في هذا الشهر. لاحظوا أن الرواية عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و مثله لا يتكلم عبثاً و بدون حساب لأنهم يعلمون أن ما يقولونه سيُدوَّن في صحائفهم.
إنّ الدنيا دنيا معاملة و أخذ و عطاء، فالملائكة يدعون الله أن يا رب، أصلح أمر هؤلاء المؤمنين، و الله سبحانه يستجيب دعاءهم، و بالمقابل كما يقول المرحوم سماحة الحاج الميرزا جواد آقا الملكي التبريزي أعلى الله مقامه في كتابه الشريف (المراقبات) : إنّ رعاية الأدب و الشكر للملائكة تكون من خلال أن يقرأ الإنسان السلام عليهم في شهر رجب حيث أنهم في هذا الشهر يدعون الله سلطان السلاطين من أجلنا طالبين منه أن يقضي حاجاتنا، و لذا يجمل من الإنسان أن يكون شاكراً لهذا الإحسان و مؤدّياً لحقه.







التوقيع

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله ..
مَن كانَ يُحِبُّ أن يَعلَمَ مَنزِلَتَهُ عِندَ اللهِ فَليَنظُر كَيفَ مَنزِلَةُ اللهِ عِندَهُ ؛
فَإِنَّ اللهَ يُنزِلُ العَبدَ مِنهُ حَيثُ أنزَلَهُ مِن نَفسِهِ
  رد مع اقتباس