عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2020, 02:46 PM   رقم المشاركة : 1
الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ
مرشدة سير وسلوك
 
الصورة الرمزية الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ








الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ غير متواجد حالياً

افتراضي شهر شعبان المعظم.


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شهر شعبان المعظم..
إن شهري رجب وشعبان؛ شهران تمهيديان للدخول في شهر رمضان المبارك.. وشهر شعبان شهرٌ شريفٌ ومبارك، وإنما سمي "شعبان" لتشعب الخيرات فيه.. والمؤمن لهُ أساليب مختلفة في التعامل مع رب العالمين: فتارةً يُصلي، وتارةً يدعو، وتارةً يقرأ القُرآن، وتارةً يتصدق، وتارةً يصلُ رحمه.


- أبواب الخير:

إن هناك شجرةً تتدلى أغصانها في شهر شعبان؛ ألا وهي شجرةِ طوبى، وكُل غُصنٍ من هذهِ الأغصان متعلقٌ بعملٍ من الأعمال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (... إنّ الله -عزّ وجلّ- إذا كان أوّل يوم من شعبان، أمر بأبواب الجنة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا، ثم ينادي منادي ربّنا عزّ وجلّ: يا عباد الله!.. هذه أغصان شجرة طوبى، فتمسكوا بها يرفعكم إلى الجنة، وهذه أغصان شجرة الزقوم فإيّاكم وإيّاها، ولا تعود بكم إلى الجحيم... فو الذي بعثني بالحقّ نبيّاً!.. إنّ من تعاطى باباً من الخير والبرّ في هذا اليوم؛ فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤدّيه إلى الجنة.. ومن تعاطى باباً من الشرّ في هذا اليوم؛ فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزقّوم، فهو مؤديّه إلى النار)، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن صام هذا اليوم؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن تصدّق في هذا اليوم؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن عفا عن مظلمة؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن أصلح بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده، أو لقريبه، أو الجار والجارة، أو الأجنبيّ والأجنبيّة؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن خفّف عن معسر دينه أو حطّ عنه؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن نظر في حسابه، فرأى ديناً عتيقاً قد أيس منه صاحبه فأدّاه؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن تكفّل يتيماً؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن كفّ سفيهاً عن عرض مؤمن؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن قرأ القرآن أو شيئاً منه؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن قعد يذكر الله ونعماءه ويشكره عليها؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن عاد مريضاً؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن برّ والديه أو أحدهما في هذا اليوم؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن شيّع جنازة؛ فقد تعلّق منه بغصن.. ومن عزّى فيه مصاباً؛ فقد تعلّق منه بغصن.. وكذلك من فعل شيئاً من سائر أبواب الخير في هذا اليوم؛ فقد تعلّق منه بغصن).. إلى أن قال في آخر كلامه: (ألا تعظّمون هذا اليوم من شعبان، بعد تعظيمكم لشعبان، فكم من سعيد فيه؟.. وكم من شقي فيه؟.. لتكونوا من السعداء فيه، ولا تكونوا من الأشقياء)!..

اغتنام الفرص:

إن المؤمن يغتنم الفُرص، فالنبي -صلى الله عليه وآله- كانَ يتعامل مع شهرِ شعبان كتعاملهِ مع شهرِ رمضان المبارك؛ فقد كان يصوم هذا الشّهر، ويوصل صيامه بشهر رمضان.. وكان -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (شعبان شهري، وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ.. فمن صام يوماً من شهري؛ كنت شفيعه يوم القيامة.. ومن صام يومين من شهري؛ غفر له ما تقدّم من ذنبه.. ومن صام ثلاثة أيام من شهري؛ قيل له: استأنف العمل)!.. وعنه -صلّى الله عليه وآله-: (... ألا إنّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أُمّتي).. لقد كان للنبي -صلى الله عليه وآله- عبادة متميزة في شهر شعبان، ولعلَ من هذا الباب نُسب هذا الشهر إليه.. فالنبي -صلى الله عليه وآله- هو الذي استفادَ من روحِ هذا الشهر المبارك، والمؤمنون عامةً يستفيدون من شهر رمضان المبارك.

- أربعينية التكامل:

إن الله -تعالى- يقول في كتابه الكريم: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}.. فموسى -عليه السلام- له ميقات مع الله -عز وجل- أربعين ليلة، ما المانع أن يأخذ الإنسان عشرة أيام من شعبان، ويضيفها إلى ثلاثين يوماً من شهر رمضان، ليجعل لنفسه ميقاتاً مع الله عز وجل؟!.. هنيئاً لمن يعمل بهذه الأربعينية المباركة: أربعينية التكامل والتميز.. حيث أن هناك أربعينيتين: الأربعينية الأولى: وهي أربعينية الحُسين -عليه السلام- من عاشوراء إلى الأربعين؛ وهي أربعينية ولائية؛ يقوّي الإنسان من خلالها علاقتهُ: عاطفةً، وفكراً، وسلوكاً، بساداتهِ ومواليه، ومنهم صاحب هذهِ الأربعينية؛ الحُسين -عليه السلام-.. والأربعينية الثانية: وهي أربعينية توحيدية.. عندئذ يطير المؤمن بجناحين: كتاب رب العالمين، والعترة، ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي).. فهذه جنان رب العالمين مُفتحة، وأبواب الرحمةِ مُشرعة، فعشرة أيام من شهرِ شعبان عندما توصل بشهر رمضان المُبارك؛ يصبح هناك أربعينية من أفضل أربعينيات السنة.. ومن باب التهيئة يمكن أن يضيف لها خمسة أيام من ميلاد صاحب الأمر -عجل الله تعالى فرجه- إلى عيد الفطر؛ أي من فرحةٍ إلى فرحة.. فالمؤمن الذكي هو الذي يجعل بين الفرحتين أربعينية: التهذيب والتكامل.. من منا راضٍ عن نفسه؟.. إما لهُ زللٌ في شهوته، أو في غضبه، أو في وهمه.. فنحنُ جميعاً نحترق بين أضلاع هذا المُثلث: ضلع الشهوات، وضلع الغضب، وضلعُ الوهم.. مشاكُلنا جميعاً تعودُ إلى: فورانِ الشهوة البهيمية، والقوة السَبُعية -الغضب-، والقوة الوهمية.. فأصحاب الوسواس، وسوء الظن، والخيالات والأوهام؛ تغلب عليهم قوة الوهم.. وأصحاب الانحرافات الأخلاقية؛ تغلب عليهم قوة الشهوة.. وأصحاب الانتقام، والحسدِ، والضربِ، والقتلِ، والغيبة، وغيرها؛ تغلب عليهم القوة السبعية.

يتبع






التوقيع

🌿النظر كالأكل!🌿

النظر كالأكل، فكأنك تتناول كل ما تنظر إليه. والله يقول: «فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِه» ؛ أي لينظر ما يدخل إلى روحه. فالرؤية ليست مرور مَشاهد من أمام أعيننا. فإن ما ننظر إليه سيدخل بكل ما فيه من دنس وطهارة إلى أرواحنا، وسوف لا يخرج منها بهذه البساطة.
علي رضا_بناهيان

اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ صَبْراً جَميلاً ، وَ فَرَجاً قَريباً ، وَ قَولاً صادِقاً ، وَ اَجْراً عَظيماً ، اَسْاَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَ ما لَمْ اَعْلَمْ .





  رد مع اقتباس