عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2011, 07:30 PM   رقم المشاركة : 1
منير
موالي جديد







منير غير متواجد حالياً

افتراضي الحضور الدائم ( الذكر القلبي )

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
· الحضور الدائم
كان الشيخ رجب الخياط يحرص على تربية تلاميذه بالشكل الذي يجعلهم يستشعرون وحضور الله في كل حال وهذا في الحقيقة هو ما أشار إليه الحديث المهم والبناء المنقول عن رسول الله (ص) في قوله: (أذكروا الله ذكراً خاملاً: وما الذكر الخامل؟ قال: الذكر الخفي).

وجاء عنه أنه قال في حديث آخر : ( يفضل الذكر الخفي الذي لا تسمعه الحفظة على الذي تسمعه سبعين ضعفاً ).

تكمن أهمية وأفضلية الذكر الخفي على الذكر العلني والجلي في دوره الفاعل والمصيري في بناء الإنسان أن الذكر اللساني سهل يسير. وأما الذكر القلبي- وخاصة ديمومته- فهو عسيراً وعلى هذا الأساس وصفه الإمام محمد الباقر(ع) بأنه من أصعب الأعمال:

(ثلاث من أشد ما عمل العباد: إنصاف المؤمن من نفسه ومواساة المرء أخاه وذكر الله على كل حال: وهو أن يذكر الله عز وجل عند المعصية يهم بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية وهو قول الله عزوجل : ﴿إِنّ الّذِينَ اتّقَوْا إِذَا مَسهُمْ طئفٌ مِّنَ الشيْطنِ تَذَكرُوا فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ﴾.

وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق (ع) وصف فيه الإنصاف والمواساة والذكر الدائم بأنها من أصعب الواجبات الإلهية وصرح بأن المراد من ذكر الله ليس هو الذكر اللساني وإن كان الذكر اللساني يعتبر هو الآخر ذكراً ذكراً لله قائلاً: (عن الحسن البزاز قال : قال لي الإمام الصادق (ع): ( الأ أحدثك بأشد ما فرض الله عزوجل على خلقه؟... إنصاف الناس من نفسك مواساتك لأخيك وذكر الله في كل مواطن أما إني لا أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعته أو معصيته).

يبدوا من العسير جداً أن يرى المرء نفسه بين يدي الله في كل حال وإذا حصلت له مثل هذه الحالة لا يمكن أن يتغلب عليه هوى نفسه والشيطان ويرغمانه على معصية ربه.


كتاب كيمياء المحبة






  رد مع اقتباس