بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد مَنَ الله تعالى على عباده المؤمنين ، والمستضعفين ببعثة النبي الأعظم (صل الله عليه وآله وسلم) بالرسالة الإلهية الخالدة "القرآن الكريم" الذي جعله خالداً باقياً لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله ، ولقد أودع الله به علم ما كان ، وما سيكون إلى يوم القيامة ممزقاً بذلك الحواجز الغيبية ، والزمانية ، والمكانية ، وها هو يخبر نبيه ( صل الله وآله وسلم) بقصص الأمم السالفة ، ليُعلمها للناس ، وأخبره بما ستؤول له الأمور في المستقبل بعد وفاته (عليه وعلى آله السلام) من انقلاب هذه الأمة على اعقابها ، والانجرار وراء الأهواء والشهوات واتخادهم للشيطان من دون الله ولياً ، وما يجري على هذه الأمة من أهوال ومصائب إلى قيام قائمهم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ونصرتهم على يديه ، وانبأه بمصير المؤمنين بعد الموت من الخلود في الجنة ، ومصير الكافرين المتجبرين من العذاب و الخلود في النار .
اذن فلقد: قسم القرآن الكريم أصول المغيبات إلى عدة أصناف وهي:
=======================================
1- الإعلام عن إن الله سبحانه خالق الكون ، والإنسان ، وجميع الكائنات ، وإنه واحد أحد ليس كمثله شي لا تدركه الأبصار، والاعلام بأسمائه تعالى: الرحمن الرحيم ، والغفور الودود ، ذو العرش المجيد الفعال لما يريد ، رب كل شي ، رب السماوات والأرض ، العزيز الغافر ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، وغيرها من الأسماء ، والاعلام عن صفاته ، وبقدرته على احياء الموتى بعد الموت ، ومعاقبة الظالمين المستكبرين ، ومثابة المؤمنين المطيعين .
2- الإعلام بقصص الأنبياء السابقين ، وما تعرضوا له على يدي أقوامهم من ظلم ، واستكبار ورفض هذه الأقوام للرسائل الإلهية السابقة ، وما أنزال الله عليهم من عقاب جراء الكفر والعناد.
3- الإعلام بما أعد الله للصابرين من أجر وثواب ومنزله رفيعة .
4- الإعلام بما سيجري بالمستقبل على الناس ، وبما ستؤول إليه الأمور.
5- الإعلام بمصير الإنسان بعد الموت ، وبالبعث ، والحشر ، والحساب.
6- الاعلام بتأثير القرآن على النفوس ، والقلوب ، ومن شفائه للأسقام ، والأمراض.
7- الإعلام بنصر المؤمنين المستضعفين على المتكبرين المتجبرين .
8- الإعلام بالإكتشافات المختلفة للإنسان ، وما تتوصل له البشرية من علوم.
(ولقد ورد وصف لأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين علي (عليه السلام) للقرآن حيث قال في خطبة له:
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بكتاب فصله ، وأحكمه وأعزه ، وحفظه بعلمه ، وأحكمه بنوره ، وأيده بسلطانه ، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ، ولا يفنى عجائبه من قال به صدق ، ومن عمل أجر ، ومن خاصم به فلج ، ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدي إلى صراط مستقيم . فيه نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخبر معاد كم ، أنزله بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه لكن الله يشهد بما انزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا فجعله الله نورا يهدى للتي هو أقوم وقال : فإذا قرأناه فاتبع قرآنه وقال اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون وقال : فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطفوا إنه بما تعملون بصير ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين ، قال إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة ، فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ، وسن فيه السنن ، وضرب فيه الأمثال ، وشرع فيه الدين إعذرا أمر نفسه وحجة على خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله سميع عليم).