بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد خلق الله عز وجل الانسان بطبيعته التكوينية غير معصوم عن الخطأ ، يستثنى من ذلك الانبياء والاوصياء والأولياء ، فلابد أن يقع هذا الانسان في الخطأ والنسيان، فتصدر منه الهفوات و الزلات والذنوب ، هذه الهفوات قد يطلع عليها الغير، وقد تصل لمسامعهم فلذا على الانسان المولي لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وأهل البيت عليهم السلام* ما أن تصل إلى مسامعه إلا وأن يبادر إلى ستر عيب أخيه المؤمن وعدم فضحه بين الناس.
إن كشف عيوب الناس للآخرين عواقبه وخيمة وهو موجب لعذاب الله الأليم.
قال الله تعالى في محكم كتابه: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
روي عن الامام علي ( عليه السلام): (فكيف بالعائب الذي عاب اخاه وعيره ببلواه أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو اعظم من الذنب الذي عابه به وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله فأن لم يركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو اعظم منه وأيم الله لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجرأته على عيب الناس أكبر )
ولقد روي عنه ايضاً ( عليه السلام) : (الاشرار يتبعون مساوئ الناس ويتركون محاسنهم كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة ).
يقول إسحاق بن عمار أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) : «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته».
ومن هنا على السالك الذي يريد القرب من الله عز وجل والوصول إلى المراتب العليا أن يراقب نفسه لكي لا يقع في هذا المحذور والذي يوجب سخط الله عز وجل وغضبه وعذابه ، وأن يستعين بالله دائماً ويطلب منه عز وجل النصرة على النفس والشيطان.