" يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي " ... ( 4 )

[نور الملكوت]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي " ... ( 4 )

النوم المنظم استثمار للوقت :
إن الناس ينامون نصف أعمارهم تقريباً وبديهة أن هذه الأوقات التي تذهب في النوم هي محسوبة _لحظة بلحظة_ من عمر الإنسان ولا يمكن له أن يسترجع دقيقة أو لحظة مضت من نومه.
ويتحول النوم إلى فراغ إن لم يكن من أجل استعادة النشاط والقوة وكلنا يعلم أن النوم ضرورة وأنه لا يمكن لأي إنسان أن يلغي النوم من حياته وذلك لأن النوم حاجة ضرورية بيولوجية لجسم الإنسان والله سبح وتعالى يقول: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)} سورة النبأ. والسبات هو الراحة والدعة.


لا لكثرة النوم:
إن النوم قوة تسيطر على دماغ الإنسان وعقله وبه يفقد الشعور والإحساس ويعيش اللإرادية ولكن هذه القوة جعلت من أجل اعادة الإنسان إلى نشاطه والانطلاق من جديد في العمل لا من أجل إضاعة أوقاته أو إفناء عمره وما وراء كثرة النوم إلا الفقر في الآخرة والأولى.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إياكم وكثرة النوم فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيراً يوم القيامة) بحار الأنوار ج76، ص180.
فمن شأن النوم الزائد أنه ينقض عزائم الإنسان ويلغي طموحاته، لحالة التناقض بين حالة النوم وحالة العزم فقد يقرر المرء عمل شيء ما في يومه فينام فيعمل النوم على إلغاء ذلك العمل ومن هنا لكي ينجز الطموحات والعزائم لابد أن يتخلص من عقبة النوم الزائد.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (من كثر في ليله نومه فاته من العمل مالا يستدركه في يومه) غرر الحكم.


لا للسهر الباطل:
وإذا كان من الناس من يصرف أوقاته ويضيعها في كثرة النوم فهناك من يضيع عمره في أن لا ينام ويرهق نفسه في السهر الفارغ وبلا طائل وكل ذلك من أجل أن يقتل الوقت وكأنه قد حكم على الوقت بالإعدام!! وكأن الوقت لا قيمة له!!!
قد يسهر الإنسان في تجارته أو دراسته أو وظيفته أو مهنته أو من أجل لقمة عيشه فهذا أمر حسن ومطلوب أما أن يضيع أوقاته في السهر الفارغ واللهو واللغو فهذا ليس من الحسن والعقل في شيء.
إذا كان لابد من السهر فلتسهر العيون في عبادة الله وفي سبيله ومرضاته، فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام ): (سهر العيون بذكر الله فرصة السعداء ونزهة الأولياء) غرر الحكم.
إن إحياء الليل إحياء للعمر، ومن هنا كان العظماء من الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين رهباناً بالليل وفرساناً في النهار.


وازن بين نومك ويقظتك :
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)} سورة الفرقان.
إن الناجحين هم الذين ينظرون نظرة جديدة لساعات النوم، إذ لا نجاح إلا في اليقظة ولكن النوم ضرورة حيوية لا يمكن إلغاؤها.
إن النوم المجدي هو النوم الطبيعي الصحي ويكون النوم طبيعياً إذا أدى الغرض منه وهو نزع السموم من البدن وإعادة النشاط والقوة والطاقة للإنسان.


النوم ضرورة:
والضرورة الحيوية للنوم تكمن فيما يلي:
١- إن النوم يلغي أثر السموم التي تنتج عن الإرهاق العصبي طوال اليوم ومن هنا يقول الإمام علي (عليه السلام): (النوم راحة من ألم) غرر الحكم.
٢- إن النوم يجدد نشاط الإنسان وقواه وهذا أمر مطلوب لكي يعيد التوازن إلى جسده، يقول الإمام الرضا (عليه السلام): (إن النوم سلطان الدماغ وهو قوام الجسد وقوته) بحار الأنوار ج62، ص316.


النوم الهادئ:
يعتبر النوم الهادئ والمريح الوسيلة السليمة والموضوعية لكسب الوقت للإنجاز والإنتاج وإليك بعض الأمور التي تساعدك في الحصول على نوم هادئ ومنظم وعلى كسب الوقت:
١- مارس الرياضة البدنية إذ أنها تعمل على تخليص البدن من السموم.
٢- اجعل جو الغرفة التي تنام فيها مناسباً من حيث كمية الهواء ونسبة الرطوبة.
٣- التهوية الكافية للغرفة.
٤- الحفاظ على درجة حرارة مناسبة للغرفة.
٥- الإبتعاد عن الضوضاء قد الإمكان.


للموضوع بقية >>>



والله تعالى أعلم

نسأل الله لكم التوفيق ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام

(يا علي يا علي يا علي)