مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة لمحـاسن الأخـلاق > نور القـصص والعِـبـر
التسجيل التعليمـــات التقويم

نور القـصص والعِـبـر (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-02-2013, 08:56 PM   رقم المشاركة : 1
نور فاطمة الكبرى
مشرفة








نور فاطمة الكبرى غير متواجد حالياً

افتراضي بيت الرضا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيت الرضا

هي حالة حقيقية وليست من نسج الخيال ، ولم أكتبها إلا لأنها علمتني درسا رائعا في الرضا ، فلقد شاهدت القناعة والرضا بها مجسدة في أهل ذلك البيت الطيب الذي بالكاد ينطبق عليه هذا الإسم ، فهو يتألف من غرفتين اثنتين لا ثالثة لهما ، الغرفة الأولى تستعمل لاستقبال الضيوف والنوم كذلك والغرفة الثانية قسمت إلى نصفين نصف يستعمل كمطبخ ينام فيه الأولاد الثلاثة ، والقسم الثاني جعل حماما ، وأما سقف البيت فهو من إسمنت لكنه قديم قد بانت قضبان الحديد من السقف حتى اهترأت ،حتى تشقق السقف جراء ضعفه ما جعل ما المطر يتسرب منه عند أول زخة منه . أما جدرانه فلم تعرف الطلاء أبدا .
وهل أحدثكم عن فرش بيت الرضا هذا ؟
لم يعرف هذا المنزل الكريم المقاعد الوثيرة ، فجل ما فيه فُرُشٌ اسفنجية رقيقة وضعت عليها أغطية من قماش اهترأت مع كرور الأيام . أما أرضه فقد غطيت بحصيرة من النايلون ، وأما أوانيه فلا دخل لها بالمماركات المتداولة في البيوت العادية فكل ما فيها قديم .
لقد أكرمني الله يوما بزيارة أهل هذا البيت لتفقد أحوالهم بحكم عملي ، فتلقاني صاحب البيت ( أبو علي ) ومعه ولده علي الذي يبلغ من العمر الآن أحدى عشرة سنة ، تلقاني ووجهه يتهلل بشرا وسعادة ، فسلمت عليه واحتضنته كما ولده ، ثم أدخلاني الغرفة ( غرفة الإستقبال والنوم ) كانت أم علي تتصدر الغرفة وقد أحاطت بها ابنتاها زينب التي تبلغ من العمر تسع سنوات ، وزهراء التي لم تكمل الخامسة من عمرها ، وقد لبست الفتاتان حجابا شرعيا بما تيسر ، أما أم علي فكانت ترتدي عباءة زينبية ، فسلمت عليهن فرددن التحية بأحسن منها وقد جللهن الحياء وبدت على وجوههن مسحة من رضا ، فجلست إلى جانب أبي علي وابنه ، وأما الأم وابنتيها فجلسن في الجانب الآخر من الغرفة . وأخذت بالسؤال عن أحوالهم وأوضاعهم ، وهم يجيبونني بالحمد لله والشكر له ، وقد بدا الرضا بما قسم الله وما أنعم هو الصفة المشتركة بين الجميع . ولما لاح لهم أني أرثي لحالتهم بادرتني أم علي قائلة : يا سماحة السيد في بلدنا من هم أفقر منا ، ونحن نقيس حالنا بحالهم فنرى أنا أغنى منهم ، ولا نقيس حالنا بمن هو أغنى منا ، بل نحن أغنياء والحمد لله بموالاتنا لأهل البيت (ع) وأغنياء بديننا ، وأغنياء بعبادتنا ، وأغنياء بقناعتنا ، ثم تلت علي حديثا عن الإمام الصادق (ع) قاله لرجل جاءه شاكيا فقره فقال له الإمام (ع) : ألست توالينا ؟! قال الرجل بلى ، فقال الإمام (ع) : قم فأنت غني .
هنا أكمل أبو علي الحديث فأخبرني أن أولاده الثلاثة يتابعون دراستهم في المدرسة الرسمية وأنهم من الأوائل ، واضاف أن ولدي علي يؤدي صلواته الخمس منذ أن بلغ الثامنة من عمره ، ويصوم من حين بلوغه العاشرة ، وقد حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن وأما أخته زينب فهي تصلي من حين بلوغها السابعة من عمرها وقد صامت السنتين الفائتتين ، وحفظت ثلاثة أجزاء ايضا ، وزهراء على طريقهما إن شاء الله .
كان أبو علي يحدثني عن أبنائه بفخر واعتزاز ، وأم علي تكثر من قول الحمد لله على هذه النعمة الجليلة التي لا تقاس باي نعمة أخرى كما تقول ، وما أثار إعجابي أكثر أن أم علي لم يقعدها فقرها عن العمل في سبيل الله فهي منخرطة في جمعية لمساعدة المحتاجين ، كما أنها تشارك في جميع الأنشطة الدينية التي تقام في القرية ,وهي كثيرة المطالعة نهمة بالقراءة .
ولكن أشد ما أذهلني أن أبا علي يعمل أمين مخزن في إحدى الشركات التجارية ، وقد اختاره صاحبها لهذا المنصب بعد أن رأى أمانته وصدقه ، لقد بدأ عمله حارسا للشركة ، وذات يوم وجد مبلغ عشرين الف دولار كان قد نسيه صاحب الشركة فأعاده إليه كاملا ذات الليلة ، ولم يؤجله إلى الغد ، مع أن الشيطان سول له كثيرا، ومناه بالغنى والخروج من ضائقته الشديدة ، وفقره المدقع ،لكنه أبى الإستجابة لتغريره وتسويله ، ما دفع صاحب الشركة إلى تعيينه أمينا لمخزنها ، بعد أن اكتشف خيانة الخازن السابق .
كان أبو علي يحدثني عن قصة تعيينه هذه ، وأنا سارح الفكر في عظمة هذا الإنسان ، تلك العظمة التي سرت إلى عائلته أيضا ، كنت أستمع إليهم وأنظر في وجوههم فأرى السعادة بادية عليها ، بل كنت أرى أثر التوكل على الله والثقة به والرضا بما قسم ، وأرى الإطمئنان إلى هذه الحياة المطمئنة الوادعة . فيرتد ما أراه وما أسمعه إلى ذاتي خجلا من الله تعالى واستحياء منه ومنهم .
لن أخبركم بما فعلت ، لكني قمت ببعض ما علي وأنا اشعر بالكثير من التقصير في حق هذه العائلة الراضية ، بل كنت أشعر بالقصور في اللحاق بهم والوصول إلى ما وصلوا إليه ، فوقفت مودعا لهم وأنا أقول : لي عندكم طلب أرجو أن لا تخيبوني به ، فأجابني أبو علي دون أن يفكر في طلبي على الراس والله سماحة السيد أنت تأمر أياً كان طلبك .
قلت : أياً كان طلبي ؟
قال : إي والله .
فقلت : ما أريده منكم أن لا تنسوني من دعائكم يا أهل الرضا ، إسألوا الله لي أن يجعلني من أهل الرضا أمثالكم .

ثم مضيت .
مساء الأحد الواقع في : 3/3/2013 الساعة الثامنة وثمان وثلاثون دقيقة
السيد بلال وهبي
بيروت .

وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام







التوقيع

.. زهراء يا أنس الوجود ..

فأُطالبكَ يا الهي أن ترزقني شهادةً مُطَهِّرَةً
أنا اخترتُها
لنفسي كفارةً عن ذنبي،
شهادةً قلّ نظيرُها يتفتتُ
فيها جسدي و تنال كل جارِحة
من جوارحي ما تستحقُّه من
القصاصِ و العقوبةِ و بعدها
يا ربِّ يصبحُ حتماً أن تسكنني
بجِوارِكَ و جِوارِ أولِيائكَ

( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا )


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.