مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـــور الـســـادة الإســلامــيـة > نور القرآن الكريم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-29-2012, 02:28 AM   رقم المشاركة : 1
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


نقدم لكم كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي


الكتاب يضم 1249 صفحات


نبدأ إن شاء الله بوضع مقدمة الكتاب ...



ونسأل الله تعالى التوفيق في اكمال وضع الكتاب كاملا حتى تعم الاستفادة بإذنه ...

والله ولي التوفيق ...

وفقكم الله وسدد خطاكم ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام ..






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 12-29-2012, 02:46 AM   رقم المشاركة : 2
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

مقـــدمــــــة الـكـــتــــاب


بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد ..

((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)) (النمل : 19)


أبتدئ بشكر الله الذي فتح قلبي وعقلي على كتابه وجعلني من رواده الذين عاشوا ربيع عمرهم في رحابه فطافوا حول معانيه وعلى ضفاف آياته ونهلوا من معينه .


عشت مع كتاب الله سنوات طويلة عُدْتُ بعدها ب (( الواضح في التفسير )) الذي بلغ سبعة عشر جزءاً وأما (( أوضح البيان )) الذي بين أيدينا فقد جاء تحفة في ترتيبه وتنظيمه وإخراجه ضمّ إلى المعنى اللغوي بيان الآيات وتفسيرها والكثير مما تحمله في طيّاتها من أسرار وفوائد ودلالات وسيجد القارئ ذلك بنفسه خلال مطالعته ومراجعته وما أحبّ بيانه هنا في هذه المقدمة المختصرة أمور :


الأول: القرآن الكريم كلام الله الذي أوحى به سبحانه على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو المتداول بين أيدينا والذي يبتدئ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس فما بين الدفتين هو القرآن المنزل على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً، وصلنا يداً بيد كما بلّغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أصدق كتب السماء ، لم تعمل فيه يد التحريف – كما عملت بغيره من الكتب المنزلة – فإن الله تولى حفظه (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) (الحجر : 9) كما تولى جمعه ((إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ)) (القيامة : 17) ، رتّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ووضع كل آية في موقعها كما أمره الله فجاء كما هو في حليته التي نراها لم تعمل فيه يد البشر من قريب أو بعيد أو قليل أو كثير ومن ذهب غلى غير ذلك ، فقد أخطأ – ولم يذهب إلى ذلك أحد من المسلمين – فإن المسلمين قاطبة وعلى امتداد عصورهم وأزمانهم ورغم الحروب والنزاعات والتهجير والتبعيد لم يجدوا قرآناً – ولو نسخة يتيمة – غير هذا القرآن الذي بين أيدينا – ولو بزيادة حرف أو نقصان حرف وهذا وحده يكفي ليدفع التّهم التي توجه إلى بعض المسلمين بأنهم يقولون بتحريف القرآن – لوجود بعض الأحاديث – الموضوعة أو الضعيفة أو أحاديث الآحاد التي لا تنهض حجّه – مع مخالفتها لنص القرآن ومعارضته التي يتحتّم علينا إهمالها بل يجب إسقاطها وعليه فلا يجوز التلويح بها أو التشويش بها على من يخالفك – وهذه الأحاديث الضعيفة موجودة عندك أيضاً – لأن ذلك يخالف الحقيقة وفيه اتهام كاذب وأيضاً يسيء إلى القرآن الذي تريد ان تدافع عنه وتحفظه وتصونه وغذ بك تطعنه حيث تنسب القول بتحريفه إلى طائفة من المسلمين وهي بريئة لا تقول به – وبذلك تكون قد أسات إليها وأسأت إلى القرآن من حيث لا تشعر – وهذا أمر لا يجوز في ميزان العقل والدين ولا يليق بك كمسلم مهمَّتك الدفاع عن القرآن أهمّ معاجز النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...


الثاني : وقع الخلاف في تفسير بعض الآيات – وهذا أمر طبيعي لو اتّخذ المفسرون منهجاً موضوعياً ضمن القواعد والضوابط الّلغوية والنّحوية ومناهج العقل وما تعارف عليه الناس من حجّية الظواهر والخطابات بينهم وما تحمله اللغة من مجازات وكنايات وغيرها مما هو شائع ومعروف .

أقول : لو تمّ الاجتهاد ضمن تلك الضوابط فلا ضير ولا حيف ويبقى الاجتهاد متّكئاّ على حجّة يقبلها العقلاء ولكن للأسف الشديد فإن بعض المفسّرين أخضعوا النصوص لصالحهم وصالح معتقداتهم وانحرفوا بالنص عن طهره وصفائه ليوافق ذلك المعتقد – أيّا كان ذلك المعتقد – وخصوصاً تلك الآيات التي تحمل ألفاظاً مشتركة أو تحتمل أكثر من معنى وإذا أردت أن تأخذ عيّنة من ذلك فاضرب بطرفك نحو (( الكشّاف )) للزمخشري وإلى كتاب (( الإنصاف فيما تضمنه الكشّاف من الاعتزال )) للإمام أحمد بن محمد بن المنير الإسكندري المالكي المطبوع بهامش (( الكشّاف )) حيث يقول هذا الإمام في تعليقه على تفسير الزمخشري لقوله تعالى : ((وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ)) ( القلم : 3 )، يقول : (( ما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرضى من الزمخشري بتفسير الآية هكذا ويقول: ولقد بلغ الزمخشري سوء الأدب إلى حدّ يوجب الحد وأيضا يردّ على الزمخشري في تفسير قوله تعالى : ((وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) ( الإنسان : 30 )، يقول وهذا من تحريفاته للنصوص وتسوّره على خزائن الكتاب العزيز كدأب – الشطار واللصوص – فلتقطع يد حجّته التي أعدّها وذلك حكم هذه السرقة وحدها )). وهكذا العشرات من الردود وقد وصل الأمر ببعض المفسّرين أن يفسّر القرآن برأيه وعلى ذوقه الخاص ..


أقول : بالرغم من ذلك الاختلاف في التفسير فإن ذلك لا يخدش طُهر النص القرآني وصفاءه ولا يسيء إليه وإنما يشكّل هذا الأسلوب في التفسير عيباً وانحرافاً وخللاً يسيء للفكر والدين يتحمّل صاحبه – وحده – عبء آثامه يوم الدين ...


الثالث : ((أوضح البيان)) الذي بين أيدينا جمع المعنى اللغوي للكلمات وتفسير الآيات بشكل موجز يكفي لمعرفة الآيات والإلمام بها وبعبارة سهلة ميسّرة لا تعقيد فيها ولا يضيع القارئ في الاحتمالات البعيدة والآراء الخاصة بل جاء التفسير منسجماً مع اللغة وما يفهمه الناس من ظواهر الكلام الذي هو الحجّة في التخاطب والتفاهم فيما بينهم فإن هذا القرآن ما نزل إلا بلغة العرب ومن أجل أن يفهموه ويتدبروا معانيه ليعملوا به ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) ( محمد : 24 )،((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُواْ الْأَلْبَابِ)) ( ص : 29 ).


الرابع : ارتأى ولدنا السيد صادق حفظه الله أن يتوفّر في نهاية هذا التفسير فهرساً مختصراً لأهم الموضوعات التي يحتاجها الخطيب أو المحاضر يعينه في مراجعة المطالب وأمهات الآيات فاستحسنت رأيه فوضع لذلك هذا الفهرست فجزاه الله خيراً ...

في الختام أسأله سبحانه أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وأن يجزينا به جزاء المحسنين إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين .

السيد عباس علي الموسوي
في 5-9-2010 م
الموافق 25 رمضان 1431

----------------------------------------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية
إن شاء الله تعالى سنبدأ بوضع تفسير سورة الفاتحة ...كما ورد في الكتاب
يا صاحب الزمان مدد






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 12-29-2012, 05:24 PM   رقم المشاركة : 3
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة الفاتحة


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

سورة الفاتحة

فضلها

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله عز وجل بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها )) (الخصال : ص 355 ، حديث 1)


أسماؤها

( الفاتحة – فاتحة الكتاب – الحمد – أم الكتاب – أم القرآن – السبع المثاني ).


اللغة :

((بِسْمِ)): الاسم هو اللفظ الذي يدلّ على ذات أو معنى وهو من السُّمو أو السِّمة .


((اللَّهِ)): اسم علم لواجب الوجود .


((الْحَمْدُ)): هو الثناء بالجميل على جهة التعظيم .


((رَبِّ)): الرب من التربية وهي التعهد بإصلاح شؤون الغير .


((الْعَالَمِينَ)): جمع عالم بفتح اللام ويُراد به ما عدا الله من الكائنات .


((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)): مالك يوم الجزاء – يوم الحساب .


((نَعْبُدُ)): العبادة الخضوع والتذلل .


((نَسْتَعِينُ)): نطلب المساعدة .


((اهْدِنَا)): الهداية الدلالة بلطف على المطلوب .


((الصِّرَاطَ)): الطريق


((الْمُسْتَقِيمَ)): الذي لا اعوجاج فيه .


((الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)): الغضب لغة الشدة ، وغضب الله عقوبته .


((الضَّالِّينَ)): من الضلال وهو من الهلاك – وهنا يُراد به الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق .



المعنى :


1- ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) ابتداء فعلي أو قولي أو غير ذلك ، مستعيناً باسم الله الذي منه الوجود وكل موجود، وهو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء في الدنيا ، والرحيم بالمؤمنين في الآخرة ..


2- ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) أثنى سبحانه على نفسه وعلّم عباده كيف يكون حمده ، والحمد هو المدح والثناء على الله لأنه واجب الوجود الخالق للعوالم كلها على اختلافها وتعدّد أصنافها فهو ربها الخالق لها والمدبّر لشؤونها والقائم على حياتها ..


3- ((الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) وهو الله الرحمن بما تحمل صفة الرحمة العامة التي تشمل الكائنات كلها فيغدق عليها الوجود ويمدّها بما تستمرّ به في الوجود وهو الرحيم بالمؤمنين أو الرحيم في الآخرة .


4- ((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)) الله هو مالك يوم الجزاء في الآخرة – لمن الملك اليوم لله الواحد القهار : - فهذا حق حصري لله لا يشاركه فيه أحد ولو شكلاً أو صورة ...


5- ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) نعبدك يارب ولا نعبد سواك – ونطلب منك الاستعانة وحدك دون غيرك – وفصل الضمير وتقديمة يفيد الحصر .


6- ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) هذا بيان للمعونة المطلوبة سابقاً أي أرشدنا إلى الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه – والطريق المستقيم أقرب الطرق وأسلمها – أو ثبِّتنا على الاستقامة والهدى .


7- ((صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ ..)) هذا توضيح للصراط المستقيم وأنه ليس طريق المغضوب عليهم كما أنه ليس طريق الضالين ، فهذان الصنفان ادعى كل منهما الحقيقة وأنه على الهدى فدفع الله عنهما ذلك وبيّن فساد ما ذهبا إليه ومن أظهر مصاديق المغضوب عليهم هم اليهود ومن أظهر مصاديق الضالين هم النصارى . وبهذا وردت الروايات ..

-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

إن شاء الله تعالى سنبدأ بوضع تفسير سورة البقرة ... كما ورد في الكتاب

من آية 1 إلى آية 5...

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 12-31-2012, 10:22 PM   رقم المشاركة : 4
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة


بسم الله الرحمن الرحيم

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)


سورة البقرة

هي أطول سور القرآن ،إذ يبلغ عدد آياتها مئتين وست وثمانين آية وهي إحدى السبع الطوال وهي مدنية .



اللغة :

((لَا رَيْبَ فِيهِ )): لا شك فيه ، والريب قلق نفسي وعدم الاطمئنان لأمرٍ ما .

((هُدًى)): الهدى الدلالة بلطف .

((لِلْمُتَّقِينَ)): التقوى من الاتقاء وهو ما يحترّز به عن المكروه .

((الْغَيْبِ)): ما لا يقع تحت الحواس .

((يُقِيمُونَ)):
الصلاة يؤدونها على وجهها .

((يُنْفِقُونَ)): يخرجون المال ويعطونه إلى الغير .

((يُوقِنُونَ)): من اليقين وهو العلم الموجب للاعتقاد الجازم .

((الْمُفْلِحُونَ)): من الفلاح وهو الظفر وإدراك البُغية .








المعنى :


1- ((الم)) هذه الأحرف تُقرأ هكذا : ألف ، لام ، ميم، وفيها أقوال كثيرة أهمها أن هذا القرآن من جنس الكلام الذي تتكلمون به وهو مركّب من هذه المواد ، فإذا عجزتم عن مجاراته فاعلموا أنه من عند الله ..

2- ((ذَلِكَ الْكِتَابُ ...)) اسم الإشارة ذلك – للبعيد – تعظيماً للقرآن وأنه لا يصحّ أن يقع في موقع الشك لأنه يحمل أدلة صدقة – ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً – هذا الكتاب العظيم يهدي المتقين – وهم أصحاب الفطرة السليمة فيأخذون بأحكامه ويدلهم على سُبل نجاتهم ..


3- ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...)) هذا بيان لصفات المتقين أنهم قوم يؤمنون بالغيب – حيث يملكون الأدلة القطعية التي تدفعهم لذلك ، فمن آمن بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم آمن بكل ما جاء به وإن كان من الغيب المحجوب عن الحس واللمس ... ومن صفات المتقين أنهم يقيمون الصلاة ويؤدونها على وجهها المطلوب حتى تأتي ناهية عن الفحشاء والمنكر وتكون معراجاً للمؤمنين وأيضاً من صفات المتقين أنهم يخرجون من أموالهم التي رزقهم الله وينفقون ذلك على أصحاب الحاجة وأهل العوز ...


4- ((وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ ...)) وهؤلاء المتقون من صفاتهم أنهم يؤمنون بما أنزل إليك يا محمد ويؤمنون بما أُنزل على الأنبياء قبلك كالتوراة والإنجيل والزبور ، ويعتقدون بالآخرة ، اعتقاداً قاطعاً لا ريب فيه ، وأنه حق واقع سيصل الخلق إليه ويجري حسابهم فيه ..


5- ((أُولَئِكَ عَلَى هُدًى ...)) هذا بيان للنتيجة المترتبة علىى إيمان المتقين وما اعتقدوا به وذهبوا إليه أنهم قوم مهتدون على الطريق الموصل إلى رضوان الله وهداه ، وأولئك هم الفائزون الناجحون المؤهلون لدخول الجنة وما أعدّه الله فيها من نعيم ..



-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

إن شاء الله تعالى سنبدأ بوضع تفسير سورة البقرة ... كما ورد في الكتاب

من آية 6 إلى آية 16...

يا صاحب الزمان مدد ...






  رد مع اقتباس
قديم 12-31-2012, 10:24 PM   رقم المشاركة : 5
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 6 إلى آية 16



إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)

اللغة :

((أَأَنْذَرْتَهُمْ)) : الإنذار إخبار فيه تخويف .

((خَتَمَ)) : الختم هو الطبع على الشيء .

((غِشَاوَةٌ)) : غطاء

((يُخَادِعُونَ)) : الخداع صرف الغير عما هو فيه بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه .

((لَا تُفْسِدُوا)): الفساد ضد الصلاح .

((السُّفَهَاءُ)): جمع سفيه وهو ضعيف العقل .

((خَلَوْا)) : الخلاء نقيض الملاء وخلوا إلى شياطينهم انفردوا برؤسائهم .

((مُسْتَهْزِءُونَ)) : الهزء والسخرية .

((وَيَمُدُّهُمْ)) : يزيدهم وأصل المد الزيادة في الشيء.

((طُغْيَانِهِمْ)) : الطغيان تجاوز الحدّ .

((يَعْمَهُونَ)) : يتردّدون في حيرة والعمه عمى البصيرة.

((الضَّلَالَةَ)) : من ضلَّ ضلالاً وضلالة العدول عن الطريق المستقيم واستُعير للذهاب عن الصواب في الدين .


إضاءة

تتحدث الآيات الكريمة في هذه السورة عن ثلاث أصناف من البشر وقد تقدم الحديث عن المؤمنين المتَّقين وهنا نتحدث عن الكفّار، ثم أخيرا عن المنافقين ، وهي في حين تتحدث عن الصنفين الأولين بإيجاز تتحدث بإسهاب وإطناب عن المنافقين وما ذلك إلا لخطرهم الكبير حيث يشكِّلون جزءاً من المجتمع الاسلامي ولو بحسب الظاهر وهذا امر ينبغي التنبه إليه لما له من فائدة ..


المعنى :

6- (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ... )) الكفار قوم أصرّوا على مواقفهم وعنادهم ففقدوا الاستفادة مما يحذرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتساوى عندهم إنذاره لهم وعدم إنذاره فكأن لم يكن هناك تحذير لهم أو تخويف .

7- ((خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ... )) فَقَدَ هؤلاء الكفار كل وسائل المعرفة حيث عطّلوا قلوبهم عن الاستجابة وهكذا عطلوا أبصارهم وأسماعهم فتخلى الله عنهم وتركهم فكان مصيرهم الضلال ولهم من الله عذاب عظيم .

8- ((وَمِنَ النَّاسِ ... )) هذا صنف من الناس وهم المنافقون يدّعي ويقول آمنا بالله وباليوم الآخر – يوم القيامة – والله سبحانة يكشف كذبهم بقوله : (( وما هم بمؤمنين )) . لم يعرفوا الإيمان ولم يذوقوا طعمه .

9- ((يُخَادِعُونَ اللَّهَ ... )) هؤلاء المنافقون الذين يظهرون خلاف ما يبطنون يحتالون على الله وعلى المؤمنين بقولهم آمنا ظنّاً منهم أن الله لا يعلم ما يبطنون ، وحاشا لله ذلك فإنه سبحانه يعلم السر وأخفى ويعلم وساوس الصدور ، ولكن إنما يخدعون أنفسهم حينما يكشف الله خفايا قلوبهم ويجزيهم بها دون أن يشعروا بقبح ما أقدموا عليه.

10- ((فِي قُلُوبِهِمْ ... )) هؤلاء المنافقون يعيشون مرض النفاق في القلوب ولتأصله في النفوس ازداد هذا المرض كلما نزلت آيات الله تدعوهم إلى الهدى فيعرضوا عنها ولهؤلاء المنافقين عذاب اليم لكذبهم ونفاقهم.

11- ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ... )) ولأن هؤلاء المنافقين أفسدوا فطرتهم فغذا قال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو المؤمنون لا تفسدوا في الأرض – بترك الإيمان والتشكيك في الدين والانتصار للحق – قالوا إنما نحن بقولنا مصلحون نريد السلامة وحفظ النفس ..

12- ((أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ ... ))هذا ردٌّ من الله على المنافقين يقول لهم (( إنهم هم المفسدون )) الذين يخربون الإيمان والدين ، ولكنهم لا يشعرون بذلك لأن الفساد أصبح جزءاً من كيانهم ووجودهم ..

13- ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا ... )) وهذا من سفه المنافقين أنهم إذا قيل لهم آمنوا ردّوا بلؤم أنؤمن كما آمن السفهاء ، يعنون بذلك المؤمنين ويرد الله عليهم ويصفهم بالسفه ولكنهم لا يشعرون لفقد إحساسهم.

14- ((نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ ... )) وهذه صفة من صفات المنافقين كانوا إذا لقوا المؤمنين أظهروا الإيمان وقالوا لهم آمنا وإذا انفردوا بزعائمهم المشركين ومن على شاكلتهم في الكفر قالوا : إنا معكم في العقيدة والمنهج وقولنا للمؤمنين - آمنا – هو استهزاء وسخرية .

15- (( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ... )) ردّ سبحانه عليهم بأنه سيجزيهم على استهزائهم ويزيدهم في طغيانهم حيث يتخلى عنهم ويتركهم في شكّ هم يترددون.

16- (( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا )) :أولئك المنافقون استبدلوا الكفر والانحراف فأخذوا به وتركوا الهدى الذي جاءهم فخسروا في تجارتهم وما كانوا بهذا الإختيار مهتدين إلى الحق والهدى ..






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-04-2013, 01:08 AM   رقم المشاركة : 6
قريرةٌ بروح الزهراء
مـراقـبة سابقة
 
الصورة الرمزية قريرةٌ بروح الزهراء








قريرةٌ بروح الزهراء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

اختنا الفاضله :
حفظكم الرحمن من كل سوء وبلاء

موضوع مبارك ومجهود موفق إن شاء الله تعالى .

قضى الله جميع حوائجكم في الدنيا والاخره بحق القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام


وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام







التوقيع

( واحمدوا الذي لعظمته ونوره.. يبتغي مَن في السماوات والأرض إليه الوسيلة
ونحن وسيلته في خَلْقه، ونحن خاصّته ومحلّ قُدسه، ونحن حُجّتُه في غيبه، ونحن ورثة أنبيائه )

* روي عن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام

**********

  رد مع اقتباس
قديم 01-04-2013, 07:39 PM   رقم المشاركة : 7
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 17 إلى آية 24



مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)



اللغة :


((اسْتَوْقَدَ نَارًا)) :أشعلها.

((ظُلُمَاتٌ)) : جمع ظلمة عدم النور ، ويعبّر بها عن الجهل والشرك والفسق .

((صُمٌّ)) :جمع أصمّ وهو فقدان حاسة السمع .

((بُكْمٌ)) : جمع أبكم وهو الأخرس الذي لا ينطق .

((عُمْيٌ)) : جمع أعمى وهو من ذهب بصره.

((كَصَيِّبٍ)) : الصّيب المطر الغزير.

((وَرَعْدٌ)) : صوت السحاب.

((وَبَرْقٌ)) : نور يلمع في السماء على أثر انفجار كهربائي في السحاب.

((الصَّوَاعِقِ)) : نار تسقط من السماء في رعد شديد.

((حَذَرَ)) : احتراز عن مخيف .

((أَنْدَادًا)) : مفرده نداّ والأنداد النظائر .

((رَيْبٍ)) : شك .

((شُهَدَاءَكُمْ)) :مفرده شهيد بمعنى الحاضر والشاهد.

((وَقُودُهَا)) : بالفتح الحطب وبالضم التّوقد.



المعنى :


17- ((مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ...)) : هذا مثل ضربه الله لحالة المنافق ، فإن الإيمان الظاهري يمنع المنافق أن يُمسّ فيعيش بهذه الكلمة بأمان مثله مثل من يطلب ناراً فتضيء من حوله ولكن إذا أطفئت ضلّ وبقي في ظلمات ، وهذا المنافق إذا مات يعود إلى ظلمة النفاق ويدخل النار .

18 - ((صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ...)) : هذا وصف للمنافقين وقد نزّل حواسهم منزلة العدم لأنهم لم يستفيدوا منها فأصبحوا دون أسماع ودون نطق ودون ابصار.

19- ((أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ ...)) : هذا مثل ضربه الله للمنافقين وأن حالهم مع الإسلام حال من أخذته السماء في الليلة الظلماء مع رعد وبرق وخوف من الصواعق . إنَّ حال المنافق كحال من أصابه ماء شديد غزير وتحيط به ظلمات ويمرّ عليه برق ورعد فهو لشدة خوفه يضع أصابعه في آذانه مخافة أن ينزل به الموت ناسياً أو متناسياً أن الله قادر على أخذه ولا يعجزه شيء .

20- ((يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ ... )) :إن حال المنافقين مع الإسلام حال من يمرّ عليهم البرق فهو لشدته يكاد يذهب بأبصارهم ، فإذا حدث وأضاء لهم مشوا فيه وإذا اختفى توقفوا وتجمدوا في أماكنهم ، ولو شاء الله لأفقدهم أسماعهم وأبصارهم لأنه على كل شيء قدير .


والخلاصة : أنَّ الإسلام بالنسبة إلى المنافق كالمطر في المنفعة إذا سمعوا صواعق الحرب التي تحدث بين المسلمين وقوى الشر ارتجفوا وفزعوا ووضعوا أصابعهم في آذانهم حذر الموت ، وأما إذا لاحت الانتصارات للإسلام ارتاحوا إلى الغنائم (( وقالوا ألم نكن معكم )). وإذا اصاب المسلمين شدة توقفوا وتمسكوا بنفاقهم.


21- ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ...)) : نداء إلى الناس جميعاّ أن يتوجهوا إلى الله ويفردوه في العبادة لأنه رب الخلق جميعاً الحاضر منهم – المخاطبين – وكل من كان قبلهم ، ومن يأتي وهذه العبادة إن صدقت توصل العبد إلى رضاه فيأتمر بأمره ويقف عند نهيه.

22- ((الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ...)) : هذا تذكير للناس بنعم الله كي يفكروا فيها ويوحّدوه ويعبدوه فالله هو الذي جعل الأرض ممهّدة مبسوطة كالفراش ترتاحون عليها ، وجعل السماء كقبة تستظلون بها وأنزل من السماء ماء فسقيت به الأشجار وأخرجت الثمرات لتأكلوها ، وأخيراً فلا تجعلوا لله نظائر وأمثال جلّ عن ذلك وانتم تعلمون أنه واحد في ذاته وصفاته .

23 - ((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي ...)) : أثبت سبحانه نبوة محمد حيث تحدّاهم إنْ كانوا في شك مما جاءهم به النبي من القرآن أن يأتوا بسورة واحدة مثل الذي جاءهم به ويدعوا أنصارهم وأعوانهم دون الله .

24 - ((فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ...)) : فإن لم تقدروا على الإتيان بسورة ولن تقدروا لأنكم بشر عاجزون – إذا لم تقدروا على ذلك – فادفعوا النار عن أنفسكم ولا تكونوا وقوداً لها فإن النار وقودها الناس والحجارة وهي هُيِّئت للكافرين.



-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

إن شاء الله تعالى سنبدأ بوضع تفسير سورة البقرة ... كما ورد في الكتاب

من آية 25 إلى آية 29...

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-04-2013, 07:44 PM   رقم المشاركة : 8
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

سيدتي الغالية قريرة بروح الزهراء

اقتباس:
قضى الله جميع حوائجكم في الدنيا والاخره بحق القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام
دعوتكم جميلة جدا ورائعة .. نسأل الله تعالى لكم خير الدنيا والآخرة ولكم مثلما دعوتم لنا واجمل ... احسنتي سيدتي تشجيعكم ترك بالنفس أثرا جميل .. بارك الله بكم



يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-04-2013, 07:54 PM   رقم المشاركة : 9
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 25 إلى آية 29


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)


اللغة :

((مُتَشَابِهًا)) : متماثلاً ، يشبه بعضه بعضاً.

((لَا يَسْتَحْيِي)) : لا يخجل.

((بَعُوضَةً)) : البعوضة هي الحشرة المعروفة بإسم البق.

((يَنْقُضُونَ)) : من النقض ضد الإبرام ونقض العهد عدم الوفاء به وعدم إتمامه.

((مِيثَاقِهِ)) : الميثاق العهد المؤكد باليمين.

((اسْتَوَى)) : قصد وأقبل على الشيء.


المعنى :


25- ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا ...)) : يأمر الله نبيه أن يزّف البشرى للذين آمنوا وعملوا الصالحات أن الله أعطاهم جنات تجري من تحتها الأنهار وكلما أرادوا أن يأكلوا من ثمرها قالوا إن مثل هذا تناولناه في الدنيا أو في المرة الماضية ، وأيضاً لهؤلاء المؤمنين أزواج مطهرات من كل عيب – حور مقصورات في الخيام – وأيضا لهؤلاء المؤمنين خلود دائم في هذه الجنات..


26- ((إِنَّ اللَّهَ لَا ...)) : لما ضرب الله الأمثال بالعنكبوت والذباب والبعوضة استنكر المشركون أن يضرب الله الأمثال بهذه المحقرات ولذا قاموا بالتشكيك بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهنا ردّ الله عليهم بأن الله لن يترك ضرب الأمثال بالبعوضة فما فوقها من حشرات إذا كان المثل نافعاً ومفيداً ، وهنا سيأخذ المؤمنون طريق الإيمان فيؤمنون بما أنزل الله ويعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا ولم يعرفوا عظمة الله وأسرار ضرب الأمثال سيتعجبون ويستنكرون ويقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً.

وهذا المثل ، ينحرف من خلاله كثيرون لجهلهم وفسقهم وضلال طريقهم كما ان به يهتدي كثيرون من المؤمنين الطيبين أصحاب الفطرة السليمة ، وما يضّل به وينحرف إلا الفاسقون المنحرفون الخارجون عن الفطرة السليمة.


27- ((الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ ...)) : هذه صفات لفسق هؤلاء المنحرفين فإنهم لا يفون بما قطعوه لله على أنفسهم من حيث أخذ عليهم أن يؤمنوا به ويوحّدوه فعدلوا عن ذلك وأشركوا معه غيره أو كفروا به، وكذلك أمرهم الله بصلة الأرحام والتواصل في الدين فقطعوا ذلك وتنكّروا له وثالثة صفاتهم أنهم يسعون في الأرض فساداً في إشاعة الكفر والإنحراف وعمل الموبقات وهل هناك أعظم خسارة من ذلك أنهم هم الخاسرون الذين خسروا أنفسهم فأدخلوا نار الجحيم ..


28- ((كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ...)) : هذا استفهام تعجب وإنكار عليهم كيف يبررّون كفرهم مع وجود الأدلة الواضحة على الإيمان فانظروا إلى حالكم حيث كنتم أمواتاً قبل ولادتكم ثم أعطاكم الله الحياة ثم يميتكم ثم يحييكم لترجعوا إليه فيحاسبكم ويعطيكم جزاءكم .


29- ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ ...)) : بيّن سبحانه فيما تقدم نعمة أصل الوجود وهنا يبيّن نعمة ما به يكملون هذا الوجود فهو سبحانه خلق لكم ما في الأرض جميعاً فكلها مسخرة لهذا الإنسان وراحته ، وبعد خلق الأرض عمد إلى السماء فخلقها سبع سماوات بما تحمل من أجرام ومجّرات ،والذي خلق ذلك كله هو بكل شيء عليم من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة . .


-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-11-2013, 02:49 AM   رقم المشاركة : 10
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 30 إلى آية 37



وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)


اللغة :


((وَيَسْفِكُ)) : سفك الدم إذا أهرقة وصبَّه.

((وَنُقَدِّسُ)) : لك تنزهَك والتقديس التطهير.

((عَرَضَهُمْ)) :عرضت الشيء إذا أظهرته.

((أَنْبِئُونِي)) :أخبروني.

((تُبْدُونَ)) :تظهرون.

((تَكْتُمُونَ)) :تخفون.

((أَبَى)) :امتنع.

((رَغَدًا)) :هنياً.

((فَأَزَلَّهُمَا)) :من الزلّة وهي الخطيئة واستزلهما أوقعهما فيها.

((اهْبِطُوا)) :الهبوط النزول من فوق إلى أسفل.

((مُسْتَقَرٌّ )) :من قرّ في المكان إذا ثبت فيه .

((مَتَاعٌ)) :المتاع هو كل ما ينتفع به بوجهٍ ما.



المعنى :


30- ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ ...)) واذكر يا محمد حين قال ربك للملائكة إني سأخلق في الأرض خليفة يقيم أحكامي ويدبّر شؤون الحياة وفق إرادتي ، وهنا وقفت الملائكة وباستفهام مشوب بالحذر قالت أتجعل في الأرض من يفسد فيها ، فينشر الرذيلة والانحراف والكفر ويسفك الدماء المحرّمة بغير حق ونحن ننزهك حامدين ونطهر ذاتك المقدسة عن كل شرك أو عيب وأجابهم الله ((إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) .

هذا استفهام مشوب بالإستغراب قالوا إنه كيف يخلق الله خليفة يسمّم الحياة وينشر الفساد ويسفك الدماء بينما الملائكة تنزِّه الله وتطهره عن كل النقائص والعيوب وأجابها الله بجواب مختصر ((إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) أنتم أيها الملائكة تقيسون الأمور على قدر علمكم القاصر وتنظرون إلى الإنسان من جهاته السلبية فحسب دون النظر إلى إيجابياته الكبيرة التي ترجّح على السلبيات.


31- ((وَعَلَّمَ آَدَمَ ...)) أراد سبحانه أن يكشف السر الذي من أجله خلق الله آدم خليفة له في الأرض فلذا علّمه أسماء المسميات ثم عرض ذلك على الملائكة ، وقال لهم : أخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ، وهذا تعجيز لهم وأنهم لا يقدرون على ذلك .


32- ((قَالُوا سُبْحَانَكَ ...)) هذا اعتراف وإقرار من الملائكة بالعجز وأنهم لا يعلمون إلا ما علّمهم الله ثم وصفوا الله بما هو أهل له من العلم التام بالأشياء بحث لا يغيب عن علمه مثقال ذرة ((الحكيم)) الذي يضع الأمور في مواضعها .


33- ((قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ ...)) عندما عجز الملائكة عن معرفة الأسماء أمر الله آدم أن يخبرهم بها فأخبرهم سبحانه رافعاً الحجاب عن نفسه وقال لهم : ( ألم أقل لكم إني أعلم كل شيء ، غيب السماوات والأرض وأعلم ما تكشفون من أقوال بينكم وأعلم ما تخفون في أنفسكم )..


34- (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ ...)) واذكر يا محمد إذ كرَّمنا آدم – آباكم – فأسجدنا له الملائكة وجعلناه الميزان في تمييز الصالحين من العاصين ، فقلنا للاملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا كلهم أجمعين إلا إبليس تمنّع واستكبر وكان في زمرة الكافرين الملعونين.


35- ((وَقُلْنَا يَا آَدَمُ ...)) إكرام آخر لآدم وامتحان صعب ، وإكرام الله لآدم وزوجه أنه أسكنهما الجنة واباح لهما أن يتناولا ما شاءا منها خلا شجرة واحدة حظّرها عليهما وجعلهما إن تناولا منها من الظالمين لأنفسهما حيث سيتعبان كثيراً جراء ذلك .


36- ((فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ ...))
هذا إبليس الخبيث وسوس لهما فأكلا مما نُهيا عنه وهذه الذلة أعقبها أمر الله لهما أن ينزلا إلى الأرض ويتكبدا مشقاتها وأتعابها وستبقى العداوة قائمة بين إبليس والإنسان طالما الحياة قائمة ، وهذه الأرض التي تمّ النزول إليها خلقها الله لراحته البدنية وهي مؤقَّتة إلى موته ورحيله عنها ..


37- ((فَتَلَقَّى آَدَمُ ...)) لما أدرك آدم خطأه عاد إلى الله تائباً فأنزل الله عليه كلمات تفهمها آدم وعرف حقيقتها وأقّر بها بصدق فقبل الله توبته وطهّره مما صدر منه ، إن الله هو قابل التوبة من عباده مهما كانت الأمور كبيرة وصعبة وكثيرة ...


-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 03:11 AM   رقم المشاركة : 11
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 38 إلى آية 48


قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)



اللغة :


((وَلَا تَلْبِسُوا)) :لا تخلطوا.

((الْبِرِّ)) :الطاعة ، التوسع في الخير.

((تَتْلُونَ)) :تقرؤون.

((لَكَبِيرَةٌ)) :لثقيلة.

((الْخَاشِعِينَ)) :من الخشوع وأصله الاستكانة والذل.

((لَا تَجْزِي)) :لا تدفع.

((عَدْلٌ)) :فدية.



المعنى :


38- ((قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا ...))
قبل الله توبة آدم ولكنه أمره أن ينزل وذريته إلى الأرض ثم أرسل لهم الرسل وبعث معهم الكتاب الذي فيه هدى ، وهنا انقسم الناس فمن تبع هدى الله وما أمر به فلا خوف عليهم من العذاب ولا هم يحزنون على ما يصيبهم لأن ذلك بعين الله .


39- ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا ...)) هذا صنف متمرد على أمر الله وهم الذين كفروا بالله وكذّبوا الرسل وجحدوا الآيات أولئك مصيرهم النار والخلود الدائم فيها .


40 – ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا ...))
خصَّ سبحانه بني إسرائيل بهذه النعم وذكّر أبناءهم بها لعلهم يعرفونها فيؤمنون بالله ورسوله الذي جاءهم .. (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي عليكم) وما أكثر تلك النعم حيث أرسل لهم الرسل وأنجاهم من فرعون وأنزل عليهم المنّ والسلوى وهكذا ، ثم أمرهم ان يفوا بعهد الله الذي أمرهم به ومنه الإيمان بالنبي محمد حتى يفي الله لهم بعهده ثم أمرهم أن يخافوه ويخشوه ولا يبيعوا دينهم بالدنيا ..


41- ((وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ ...)) آمنوا يا بني اسرائيل بما أنزلت على قلب محمد والذي جاء مصدقاً لما في أيديكم من التوراة التي تتضمن البشارة بقدومه .. ثم بعد الأمر بتصديق النبي والإيمان به نهاهم تأكيداً أن لا يكونوا أول من يكفر به وكذلك نهاهم أن يشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً وهي الدنيا وما فيها فتغريهم بما فيها وتدفعهم إلى عدم الإيمان بالنبي ، ثم أمرهم سبحانه بتقواه التي تعني فيما تعني الإيمان بالنبي.


42- ((وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ ...)) نهاهم سبحانه عن الخلط بين الحق الذي يعرفونه والباطل الذي يختلقونه كما نهاهم أيضاً عن إخفاء الحق بالكلية ورفضهم الإفصاح عنه .


43- ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا ...)) أمر الله سبحانه بني إسرائيل أن يقيموا الصلاة بحدودها وشروطها حتى تأتي نافعة ومفيدة كما أمرهم بأداء الزكاة لما فيها من نفع لعباد الله ثم أكد الصلاة بذكر الركوع مع الراكعين من الناس..


44- ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ...)) استفهام إنكاري لطريقة قبيحة كان يمارسها علماء اليهود حيث يأمرون الناس بالخير ولا يفعلونه وهذا إنكار على كل من يفعل ذلك ، والأنكى من ذلك أنهم يقرؤون الكتاب الذي يأمر بالخير فهم ليسوا جهلاء لا يعرفون الأمور .. ثم ندّد بهم بأنهم لا يستعملون عقولهم ...


45- 46- (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ)) وضع سبحانه وسيلتين من أجل التغّلب على المصاعب والمتاعب وهما الصبر والصلاة ووصف إقامة الصلاة بأنها صعبة إلا على الخاشعين – المتذللين لله الذي يعرفون عظمته والذين يوقنون أنهم على موعد مع الله سيلاقونه للحساب ونيل الجزاء وسيرجعون إليه عند الموت .


47-(( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا ...)) يذكّر الله بني إسرائيل بنعمه باستمرار كي يؤدوا شكرها وهنا يذكّرهم بأنه قد فضّلهم على العالمين ، المقصود – عالم زمانهم – فضلهم ببعثة الرسل وبالنعم المتتالية ، - طبعاً – الله فضلهم على عالم زمانهم وإلا فإن أمة محمد هي خير الأمم وأفضلها ..


48- ((وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي ...)) حذّرهم نقمته يوم القيامة وأن كل نفس تتحمل بذاتها مسؤوليتها ولا يتحملها غيرها وأيضاً تسقط الشفاعة ولا تؤخذ الفدية وعامل السوء ليس له نصير .




-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2013, 09:03 PM   رقم المشاركة : 12
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 49 إلى آية 57



وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)



اللغة :


((يَسُومُونَكُمْ)) :يولونكم وسامة خسفاً إذا أولاه ظلماً.

((يُذَبِّحُونَ)) :من الذبح وهو فري الأوداج وإزهاق الحياة.

((وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ)) :يبقونهم أحياء.

((بَلَاءٌ)) :اختبار.

((فَرَقْنَا)) :فصلنا.

((الْفُرْقَانَ)) :فرق بين الشيئين إذا فصل بينهما .

((جَهْرَةً)) :علانية وبالبصر.

((الصَّاعِقَةُ)) :نار تسقط من السماء.

((وَظَلَّلْنَا)) :من الظلّ وهو هنا الحاجز بينك وبين الشمس.

((الْغَمَامَ)) :السحاب وقيل ما ابيضّ منه .

((الْمَنَّ)) :مادة – كالطّل – حلوة تسقط على الشجر .

((وَالسَّلْوَى)) :من الطيور أشبه بالسمّان .




المعنى :


49 – ((وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ ...)) يذّكرهم سبحانه بنعمة إنجائهم من فرعون حيث كان ينزل بهم أسوأ العذاب يذبح أطفالهم الذكور ويستبقي النساء للخدمة في بيوت القبط ، وهذا بلاء عظيم نجاهم الله منه على يدي موسى عليه السلام.


50- ((وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ...)) وأيضا يذّكرهم بقضية موسى حينما ضرب البحر هرباً من فرعون فانفلق إلى فرقتين فدخله موسى وأنجاه الله وأغرق فرعون وجنوده وقد كان هذا الأمر أمامهم وبالعين المشاهدة منهم ...


51- 52-(( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) وأيضا يذّكرهم سبحانه بعفوه عنهم عندما خرج موسى للقاء الله وتسلّم التوراة وكيف أنهم في غيبته القصيرة التي هي أربعون ليلة حيث كفروا واتخذوا العجل إلهاً يتوجهون إليه بالعبادة دون الله وهم في هذا ظالمون لله ولأنفسهم ثم إنه سبحانه عفا عنهم لعلهم يشكرون الله من وراء هذا العفو ..


53 – ((وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى ...)) واذكروا يا بني إسرائيل نعمة الله عليكم حيث أنزل سبحانه على موسى التوراة وجعلها الميزان بين الحق والباطل لعلكم تهتدون إلى الله وإلى ما يحب ..


54 – ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى ...)) واذكروا ما قاله موسى لقومه من بني إسرائيل حينما اتخذوا العجل إلهاً وأنهم ظلموا أنفسهم بها الانحراف ، فقال لهم موسى توبوا إلى الله وارجعوا إليه فإن قتل النفس في الدنيا خير عند الله من قتلها وعذابها في الآخرة . فتابوا وكانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضاً أو يقتل العاصي نفسه ، ففعلوا فتاب الله عليهم إنه يقبل التوبه مهما كانت معصية العباد كبيرة وكثيرة ، وهو سبحانه رحيم بهم حيث جعل لهم مخرجاً من ورطتهم ...


55- 56- ((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) واذكروا إذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك ونصدقّك حتى نرى الله بأعيننا وعلانية فأنزل الله عليكم صاعقة من السماء فأماتكم ، أنزل الله عليهم ناراً فاحترقوا وهم يشاهدون ذلك بأعينهم وأمام أنظارهم ، ثم من نعمته عليهم أنه أحياهم – حيث دعا موسى ربه أن يحييهم – فأحياهم وهذه نعمة تستحق الشكر من الأبناء كما كانت تستحق الشكر من الآباء ..



57 – ((وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ...)) وأيضاً من نِعم الله على بني إسرائيل الداعية لهم إلى وجوب الشكر لله أنه سبحانه أرسل فوق رؤوسهم سحاباً يقيهم حرّ الشمس حيث كانوا في الصحراء القاحلة ، وأنزل عليهم وهم في التيه – المن والسلوى – والمن مادة تناولها بنو إسرائيل دون تعب يجدونها عند كل صباح ، وأما السلوى فهو طير كالسماني أو هو السماني نفسه يلتقطونه بأيديهم دون تعب ((كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)) أباح لهم ذلك وهذه نعم تستحق الشكر ولكنهم قوم عصاه متمردون أكلوا رزقه وعصوه وبذلك لم يظلمونا وحاشا لله ذلك ولكنهم ظلموا أنفسهم فأدخلوها النار ..




-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-24-2013, 08:07 PM   رقم المشاركة : 13
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 58 إلى آية 61




وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)




اللغة :


((رَغَدًا)) :هانئاً لا عناء فيه.

((حِطَّةٌ)) :حطً ذنوبنا وحطّ الأحمال إذا وضعها عنها.

((بَدَّلَ)) :غيّر.

((رِجْزًا)) :عذاباً.

((اسْتَسْقَى)) :الماء – طلب ما يشرب.

((فَانْفَجَرَتْ)) :انشقت.

((عَيْنًا)) :العين منبع الماء.

((مَشْرَبَهُمْ)) :مكان شربهم.

((وَلَا تَعْثَوْا)) :العيث والعثي أشد الفساد.

((بَقْلِهَا)) :خضارها.

((وَقِثَّائِهَا)) :القثاء نوع من الخيار.

((وَفُومِهَا)) :الثوم وقيل الحنطة .

((الذِّلَّةُ)) :الّذل والصغار.

((وَالْمَسْكَنَةُ)) :الفقر.

((وَبَاءُو)) :رجعوا وعادوا.



المعنى :


58- ((وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا ...))هذه الآيات تنقل تمرد بني إسرائيل وسوء أدبهم مع ربهم ونبيهم ، (( واذكروا إذا أمرناكم أن تدخلوا بيت المقدس )) هذه القرية ، (( وأبحنا لكم أن تأكلوا منها كل طعام فيها بأحسن حال وأهنئها ولكن شرط أن تدخلوا الباب سُجَّداً متذللين خاشعين ، وأن تقولوا عند الدخول ربنا حط عنا ذنوبنا ونحن بدورنا إن امتثلتم أمرنا سنزيد المحسنين المطيعين )) ..


59 – ((فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ...)) ينقل سبحانه عصيانهم لأمره حيث يأمرهم الله أن يقولوا حُطَّ ذنوبنا فيقولون حبة حنطة استهزاء وسخرية بأمر الله ، وما كان جزاء من فسق عن أمر الله إلا أن ينزل عليه عذاباً من السماء .


60 – ((وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى ...)) واذكروا إذا دعا موسى ربه أن يسقي قومه فأمره ربه أن يضرب بعصاه الحجر فكانت المعجزة التي تفجّر الماء من الحجر وانقسم بعدد أسباط بني إسرائيل اثنتا عشرة نبعة ماء كل سبط وجماعته عرفوا عينهم التي يشربون منها .. ثم أباح لهم أن يأكلوا ويشربوا من رزق الله ونهاهم عن الفساد في الأرض ..


61 – ((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى ...)) ومن سوء تصرف بني إسرائيل أنهم يستبدلون الطّيّب بالخبيث واذكروا إذ قلتم لموسى يا موسى لن نصبر على طعام واحد – المن والسلوى – فادعوا الله ربك ان يخرج لنا مما تنبت الأرض وسمّوا أشياء منها – بقلها الخضار والخيار والثوم والعدس والبصل – وهنا يعيب الله عليهم ها الاختيار السيء فيقول لهم من سوء اختياركم أنكم تستبدلون الذي هو خير – المن والسلوى – بأصناف هي أدنى وأخسّ – بصل وثوم - ...


ويستجيب الله طلبهم ويقول لهم : انزلوا أرض ********* فإن لكم فيها ما طلبتم ثم ذكر سبحانه ظلمهم وعدوانهم وكيف استحقّوا غضب الله فأصابتهم الذلة والفقر ورجعوا بغضب من الله فيه عذاب مهين ، وذلك لأنهم كانوا يكفرون بآيات الله وما جاءهم به الأنبياء أنفسهم فقتلوهم ظلماً وعدواناً – بدون حق – ثم ذكر أن ما حصل لهم من الكفر والقتل إلا لأنهم قوم عصاة متمردون معتدون على الحرمات متجاوزون لقواعد الشرع والدين ..




-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 01-29-2013, 02:24 AM   رقم المشاركة : 14
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 62 إلى آية 68



إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ


اللغة :


((هَادُوا)) : يهوداً من الهود وهو الرجوع برفق .

((النَّصَارَى)) : اتباع نبي الله عيسى عليه السلام .

((وَالصَّابِئِينَ)) : هم عبدة النجوم .

((مِيثَاقَكُمْ)) : الميثاق العهد المؤكد باليمين .

((الطُّورَ)) : جبل في سيناء.

((بِقُوَّةٍ)) : بجد وعزم ويقين .

((تَوَلَّيْتُمْ)) : أعرضتم .

((اعْتَدَوْا)) : تجاوزوا حدود الطاعة .

((قِرَدَةً)) : مفرده قرد وهو الحيوان المسمى السعدان .

((خَاسِئِينَ)) : مهانين مطرودين .

((نَكَالًا)) : عقاباً وعبرة .

((هُزُوًا)) : سخرية .

((أَعُوذُ بِاللَّهِ)) : ألجأ إليه .

((لَا فَارِضٌ)) : ليست مسَّنة .

((وَلَا بِكْرٌ)) : ولا صغيرة.

((عَوَانٌ)) : وسط.

((فَاقِعٌ لَوْنُهَا)) : شديدة الاصفرار أو حسنة الاصفرار .



سبب النزول:

قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) هذه الآيات تنقل قصه موسى مع قومه حيث ينقلون إليه مشاكلهم فيدلّهم على الحلول ولكنهم يترددون ويشككون وربما أساؤوا معه الأدب ...

وقصة البقرة : أن رجلاً من بني إسرائيل قتل قريباً من أقربائه ثم أخذه فطرحه في طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء يطلب بدمه وكادت أن تقع الفتنة ، فأحالوا الأمر إلى موسى فأمرهم أن يذبحوا بقره ويضربوه ببعضها فيحيا وينطق من قتله ولكن بني إسرائيل تعنتوا وأخذوا يسألون موسى عن خصوصيات البقرة وهكذا ...




المعنى :

62 – ((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ...)) تضع الآية الميزان الصحيح لقبول الأعمال وتُسقط الألقاب و الأسماء ولذا فإن الذين آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم وكذلك اليهود والنصارى والصابئة لا تنفع هذه الألقاب ، نعم الذي ينفعهم ويفيدهم الإيمان بالله واليوم الآخر، البعث والحساب والعمل الصالح هؤلاء أصحاب هذه العقيدة لهم أجرهم عند ربهم الذي أعدّه لهم ولا خوف عليهم في الآخرة ولا يحزنون في الدنيا ...



63 – ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ...)) اذكروا يا بني إسرائيل كيف أخذنا منكم العهود المؤكدة على العمل بالتوراة وكيف عندما تمردتم رفعنا الجبل فوق رؤوسكم لننزله عليكم فعدتم للطاعة وعليه يجب أن تأخذوا التوراة بجد وعزم وتذكروا ما فيه من أحكام لعلكم تدفعون عن أنفسكم العذاب ...



64 – ((ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ)) هذا تمرد جديد من بني إسرائيل بعد أن رفع الله عنهم العذاب .. إنهم أعرضوا عن التوراة من جديد وأداروا لها ظهورهم ولكنه لرحمته لم يعجل بأخذهم بل أخّر أخذهم ليتوبوا ويرجعوا ولولا ذلك لكانوا من الخاسرين الذين خسروا الدنيا والآخرة .



65 –((وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ ... )) ذكرّهم سبحانه بما وقع على قوم منهم حيث حرّم الله عليهم صيد الحيتان يوم السبت فتعدّوا هذا الحظر واصطادوا فمسخهم الله قردة وجعلهم مطرودين من رحمته .


66 - ((فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا ... )) وعملية المسخ لهذه الفئة العاصية إنما كانت لتوقف المتمريدن يومها ومن يأتي بعدهم كما أن فيها عبرة لأهل التقوى الذين يعرفون أثر المعصية وخطر الانحراف فيحفظون أنفسهم عن العذاب ..



67 – ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى ...)) واذكروا إذا قُتل منكم قتيل وترافعتم إلى موسى فأمركم بأمر الله أن تذبحوا بقرة – وتضربوه ببعضها – فقالوا أتستهزئ بنا وتسخر منّا بهذا الأمر ، فأجابهم موسى عليه السلام ألتجىء إلى الله وأعوذ به أن أستهزئ بكم وأن أكون من الجاهلين الذين يمارسون هذا النمط الساقط .



68-69 – ((قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ ...)) قبلوا قول موسى أنه لم يستهزئ بهم وطلبوا منه أن يُبيّن لهم خصوصيات هذه البقرة وأجابهم موسى عن الله .. إن الله يقول إنها بقرة لا كبيرة السن ولا صغيرة ، فتية لم يلقّحها الفحل بل وسط بين الأمرين – عوان – ثم أمرهم أن ينفّذوا الأمر الذي أُمروا به ولكنهم أعادوا السؤال من جديد تعنتاً قالوا اطلب من ربك أن يكشف لنا ما لونها وأجابهم موسى عن ربه ، إنها بقرة صفراء شديدة الصفرة وتعجب من نظر إليها .



-----------------------------------------------------------------------

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






التوقيع

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2013, 01:02 AM   رقم المشاركة : 15
مهجة قلب المصطفى
موالي فعال







مهجة قلب المصطفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

تفسير سورة البقرة من آية 70 إلى آية 76




قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)


اللغة :

((تَشَابَهَ)) :تتشابه أي تتماثل.

((لَا ذَلُولٌ)) :الذل بكسر الذال الترويض وذلت الدابة إذا انقادت .

((تُثِيرُ)) :الأرض تحركها للزراعة.

((وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ)) :لا تعمل في سقي الأرض المحروثة.

((مُسَلَّمَةٌ)) :من السلامة مبرّأة من العيوب.

((لَا شِيَةَ فِيهَا)) :لا لون آخر فيها غير صفرتها.

((فَادَّارَأْتُمْ)) :تدافعتم ، اختلفتم وتخاصمتم.

((أَفَتَطْمَعُونَ)) :طمع في الشيء وبه حرص عليه.

((يُحَرِّفُونَهُ)) :تحريف الكلم حرفه عن معناه إلى معانٍ أخرى غير مناسبة.



المعنى :

70- ((قَالُوا ادْعُ لَنَا ...)):كرر بنو إسرائيل تعنّتهم وشدّدوا على أنفسهم وقالوا لموسى ادع ربك يكشف عن مواصفات هذه البقرة فإن البقر كثير وهو يتشابه علينا وأنّا إن شاء الله لمهتدون لما أراد . .


71- ((قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ ...)) :ويستجيب موسى لطلب بني إسرائيل ويتوجه إلى ربه ويأتيه الجواب فينقله إليهم قائلاً إن الله سبحانه يقول إنها بقرة لم تروّض لحراثة الأرض ولا لسقي الأرض من الماء وهي سليمة من العيوب ذات لون أصفر واحد لم تحمل غيره وعندها أفصحوا أن البقرة انكشفت مواصفاتها بدقة واتضحت صورتها وقالوا لموسى الآن جئت بالحق ، ولكن مع ذلك كان في تنفيذ هذا الأمر صعوبة على نفوسهم ولذلك قال تعالى : ((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)) يعني بصعوبة شاقة ذبحوها وكادوا أن لا يذبحوها . .


72- ((وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا ...)) :يكشف سبحانه عن أسباب الأمر بذبح البقرة وأن سببها جريمة حدثت وألقى كل منكم بها على الآخر ، فكان الأمر بالذبح لكشف الحقيقة.


73- ((فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ...)) :وبعد أن تمَّ ذبح البقرة أمر الله أن يُضرب الميت ببعضها فضربوه فأعاد الله إليه الحياة وكشف القاتل، ويذكر سبحانه بالمناسبة أن الموتى كلهم يحييهم الله بقدرته كما أحيا هذا الميت ... إنها آية من آيات الله يكشفها الله لكم والعاقل هو الذي يتدبّرها ويفكر فيها ليستفيد العبرة منها ..


74- (( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ...)) :يذكر سبحانه قساوة قلوب بني إسرائيل وأنهم مع رؤيتهم لكل آيات الله ومعاجزه لم تلن هذه القلوب وتستجيب للحق فهي كالحجارة صلابة بل أشد وأقسى ، ومعاذ الله أن تكون كالحجارة، فإن من الحجارة ما ينفجر فيخرج منه الماء أنهاراً متدفقة ، ومنها ما يشقق قليلاً وينصدع فيخرج منه الماء ، ومنها ما يتفتت ويتردى خوفاً من الله وإذعانا لمشيئته .. ثم هدّدهم سبحانه بأن الله عنده كل أعمالهم وسيحاسبهم عليها ..


75- ((أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا ...)) : هذا خطاب للنبي ومن معه حيث كانوا حريصين على إيمان اليهود فالله سبحانه يخبر أن هؤلاء اليهود على سيرة أسلافهم تمرداً وعصياناً وأنهم لن يؤمنوا ، وعلّل سبحانه ذلك أن بعض اليهود – وهم أصحاب النفوذ من رجال الدين – كانوا يسمعون كلام الله ويدركون صحته وصوابه ولكنهم يحرّفونه ويغيّرونه ويفسرونه كما يشتهون بحيث يضلون الناس لتبقى لهم الرياسة..


76- ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ...)) : هذا فريق من اليهود إذا التقى بالمسلمين قالوا لهم نحن مؤمنون بما تؤمنون به ، وأن صفات محمد عندنا بالتوراة ولكن إذا انفردوا مع إخوانهم من اليهود قال أولئك لهم : أتحدثون المسلمين بما عرفكم الله في التوراة من صفات محمد ليحتجوا عليكم عند ربكم أنكم عرفتم صدق محمد وعلامات نبوته ومع ذلك لم تؤمنوا ؟ أفلا تملكون عقولاً تمنعكم عن إفشاء علامات النبوة والتصديق بمحمد ؟!






-----------------------------------------------------------------------

نعتذر على التأخير

عطرو أفواهكم بذكر الصلوات المحمدية

يا صاحب الزمان مدد ...






  رد مع اقتباس
قديم 08-03-2013, 02:07 AM   رقم المشاركة : 16
نورة علي
موالي جديد







نورة علي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجًل فرجهم ياكريم


وفقكم الله لكل خير ببركات أهل البيت عليهم السلام .







  رد مع اقتباس
قديم 09-25-2013, 04:17 AM   رقم المشاركة : 17
عاشق للحق
منتسب سابق لمدرسة السير والسلوك
 
الصورة الرمزية عاشق للحق








عاشق للحق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب (( أوضح البيان لتفسير القرآن)) للسيد عباس علي الموسوي

احسنتم







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.