:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي :: |
|
نور القـصص والعِـبـر (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ) |
|
أدوات الموضوع |
07-26-2012, 02:34 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
رسائل و مواعظ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم رسالة مباركة كتبها السيد أحمد الموسوي الحائري - حفظه الله - لشخص طلب منه منهجاً للسير والسلوك إلى الله تعالى، لكن السيد لم يجد منه عملاً صادقاً بوصايا سابقة. الهجرة من بيت النفس و إيقاد شعلة الشوق للقاء بسمه تعالى الخلود للحبيب والموت لكل ما سواه يا هدهد الصبا لها أنا أرسلك إلى سبأ فانظر من أين إلى أين أرسلك ! حيفّ أن يبقى طائر مثلك في متربة الدهر فها أنا إلى عش الوفاء أرسلك في طريق العشق مرتبة للقرب و أخرى للبعد أراك عياناً وبالدعاء أرسلك أيها الغائب عن العين والذي صار أنيساً للقلب أقول لك: بالدعاء والثناء أرسلك الذكر والتفكر هما دليلا طريق السلوك إلى الله فداءٌ لحقيقتك ! أيها الغافل عنه جل وعلا ! إن منهج العمل السلوكي هو أن تهجر نفسك والاستبداد برأيها. لقد ضاقت روحي ذرعاً من كثرة تكرار القول بأن طريق النجاة و الخلاص هو في الاستغراق بذكر الله تعالى والتفكر في معرفة النفس، فالذكر والتفكر هما دليلاك على الطريق: (( يا من اسمه دواء وذكره شفاء )) (1) و: دوائك فيك ولا تبصر وداؤك منك ولا تشعر(2) أنت نفسك حجاب نفسك، فتنح عن الطريق يا حافظ (3) وجنابكم الموقر تهتمون بكل شيء إلا بهذه الكلمة الواحدة فما دام الحال كذلك فاسمع: ابق أنت مع المسبحة والمصلي ومسلك الزهد والورع فطريقي أنا يمر عبر الحانة والناقوس وطريق الدير والمعبد (4) وعلى أي حال فقد خرج جناب الحاج الميراز فلان سلمه الله إن شاء الله من بين الماء والطين بحبل معرفة النفس، وكذلك السيد الميرزا فلان منشغل - ولله الحمد - بصورة جيدة تبعث على الأمل وسيظهر المرجو قريباً إن شاء الله. المجاهدة الصادقة تثمر المعرفة الوجدانية ببشاعة بيت النفس طلبت في رسالتك أن أكتب شيئاً في التضرع والابتهال أيضاً لكي لا تبقى المكتوبات السابقة ناقصة ! ولا أدري هل أضحك من هذه الكلام أم أبكي ؟! با ليت المكتوب قد نُقش في قلبك، وإلا فقد كتبوا الكثير الكثير ! إن هذه المسألة - فديتك - هي كسائر مسائل الآخرة، ذوقية شهودية وليست تعليمية، فالباعث للتضرع والابتهال هو الألم وحرقة القلب، أوجد هذه الحرقة في قلبك، عندها ستأتيتك بالتضرع والابتهال: عندما يصيبك قليل من ماء الشعير بالعطش تتفجر المياه من كل وجودك (5) هل سمعت من أحد يوماً أنهم علموا الثكلى البكاء أو علموا الحاملة الولادة؟ أجل إذا استأجروا امرأةٌ للنوح أو لتمثيل حالة الولادة احتاجوا إلى تعليمها تمثيل البكاء والمخاض ! إذن يتضح من قولك هذا - إضافة إلى أمور أخرى - أنك لم تتوجه إلى الذكر الإلهي والتفكر لإيقاد شعلة الشعور بالفراق وألم الهجران (6) وأنك قصرت أيضا في المجاهدة و أصابك الغرور، وإلا فإن المجاهدة الصادقة تثمرُ العلم الوجداني بقبائح الأعمال والأفعال والسكنات والأخلاق والملكات، وهي نتيجة لدناءة مرتبة ذات النفس وهي حقاً جهنم روحانية، والذي يرى نفسه فعلاً وحقيقةً في جهنم لا يحتاج إلى تعلم التضرع والابتهال: (( فهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون )) (7) والطريف الذي أثار تعجبي هو رغم عدم إلتفاتك إلى كل تلك الحقائق كيف عرفت حقيقةً واحدة وبصورة جيدة أيضاً وهي شدة بلادتي-أنا الحقير- فأدخلت السرور إلى قلبي بالرشوةِ التي قدمتها بقولك: لكي لا تبقى تلك المكتوبات ناقصة!! ومع ذلك تقول: لم يحصل لي كشفٌ ولا شهود ولم أحصل على علم بحقائق الأشياء! ابق في هذا الوهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته __________________________________________________ __ (1) مقطع من دعاء كميل المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام والاستشهاد بهذا المقطع يرجع إلى كون الاسم هو ما يدل على المسمى واسم الله هو ما يدل على صفاته والتفكر في الاسماء والصفات الإلهية يقود إلى معرفته وبالتالي الانجذاب إليه تعالى، كما أن ذكره يعين على شفاء الانسان من الرذائل و التخلية ثم التحلية، وهم جناحا الوصول إليه تبارك وتعالى. (2) الديوان المنسوب لأمير المؤمنين عليه السلام. (3) ترجمة نثرية لأشعار فارسية الأول لحافظ الشيرازي وفيه إشارة لاستحالة الهجرة إلى الله دون الاعراض عن وثنية النفس، والثاني يشير إلى ضرورة التحرر من العجب بالأعمال والجمود على ظواهرها الشكلية دون التعمق في مضامينها الجوهرية. (4) نفس المصدر السابق. (5) ترجمة نثرية لبيت شعر بالفارسية، ويبدو أن المقصود من ماء الشعير هو مقدار من المعارف الحقة يبعث الشوق للتحرك في روح السالك كما يشير لذلك كلام السيد-رضوان الله عليه- في الفقرة التالية لهذا البيت. (6) لأن الذكر بحضور القلب يرسخ المعرفة بالله تبارك وتعالى ويفجر ينابيع محبته في القلب فيعشقه ويتوسل بالضراعة والابتهال التي يفجرها العشق ويتضرع إليه للفوز بقربه، فيما يقول التفكر في صفات الله ومعرفة كماله وجماله وجلاله بتأجيج نار العشق المقدس هذا وبالتالي الضراعة والابتهال طلباً للزلفى من الحبيب جل وعلا. (7) مقطع من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام الشهيرة في وصف المتقين من نهج البلاغة. وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد محمد وآله الطاهرين عليهم السلام
|
|||
08-04-2012, 09:04 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: رسائل و مواعظ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم..
|
|||
08-08-2012, 04:45 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: رسائل و مواعظ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|