بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من الأخبار الغيبية في القرآن الكريم ، هو الاعلام عن ذلك المصلح الإلهي الذي يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، والإعلام عن ما ستؤول له الأمور بعد ظهوره الشريف من اظهار الحق ، وازهاق الباطل ، ونصرة المستضعفين ، ووصول المجتمع البشري إلى الكمال المنشود على يديه الشريفتين ، وما سيعيشه الناس من سعادة وإزدهار في عصره.
الأيات التي تتحدث عن الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) أرواحنا لتراب مقدمه الفداء كثيرة نذكر منها:
1- قوله تعالى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}1
قال الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى في تفسير الآية: {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} قال أبو جعفر عليه السلام: هم أصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان.
ويدل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً صالحاً من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما قد ملئت ظلماً وجورا 2
2- قوله تعالى:}وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}3
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي عليه السلام في قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} قال: هم آل محمد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم، فيعزهم ويذل عدوهم 4
3- قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 5
قال علي بن إبراهيم في قوله: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ.. الخ} فإنها نزلت في القائم من آل محمد، وهو الذي ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله 6
وفي تفسير العياشي: عن أبي المقدام، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} يكون أن لا يبقى أحد إلا أقرّ بمحمد صلى الله عليه وآله.
4- قوله تعالى: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} 7
روى الشيخ الصدوق: عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} قال: من أقرّ بقيام القائم عليه السلام أنه حقّ.
وعن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزَّّ وجلَّ: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}؟ فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب.
5- {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}8
روى الشيخ الصدوق: عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في قول الله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ َمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} فقال: الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة هو القائم عليه السلام، فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام 9
6- قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} 10
روى الشيخ الصدوق: عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} قال: يحييها الله عزَّ وجلَّ بالقائم عليه السلام بعد موتها - بموتها كفر أهلها - والكافر ميت 11
7- قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} 12
تفسير علي بن إبراهيم: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ} يعني القائم عليه السلام وأصحابه.
---------------------------
1- الأنبياء: 5
2- تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ٧/ ١٢٠.
3- سورة القصص: 5
4- كتاب الغيبة، الشيخ الطوسي: ١٨٣ – ١٨٤ ح١٤٣، بحار الأنوار، الشيخ المجلسي: ٥١ / ٥٤
5- سورة التوبة : 33
6- تفسير القمي: ١/ ٢٨٩.
7- سورة البقرة، الآية: ١-٣.
8- سورة الأنعام: 158
9- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق: ١٨.
10- سورة الحديد، الآية: ١٧.
11- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق: ٦٦٨ ح١٣
12- سورة الإسراء: 7