بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
{ يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إلَيَّ الطَّيْرُ }
وهذا رمز شريف لأنه شبه العالم في خروجهم من كتم العدم بالسيل وشبه ارتفاعهم في ترقيهم بالطير لأن الأول ينحدر من الأعلى إلى الأدنى، والثاني يرتفع من الأدنى إلى الأعلى فقوله ينحدر عني السيل إشارة إلى أنه باطن النقطة التي عنها ظهرت الموجودات ولأجلها تكونت الكائنات، وقوله *(ولا يرقى إلي الطير)* إشارة إلى أنه أعلى الموجودات مقاما ولسائر البريات إماما، ولهم في الحشر قايدا وقساما، فهو قسيم نور الحضرة النبوية المحمدية صاحب الولاية الإلهية فهو الكلمة الربانية ومولى سائر البرية، ولقد أحسن ابن أبي الحديد إذ فوق سهم التوفيق راميا لهذا المرمى الدقيق عن قوس التحقيق فقال :
والله لولا حيدر ما كانت
الدنيا ولا جمع البرية مجمع
وإليه في يوم المعاد حسابنا
وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
تفسير الحافظ رجب البرسي رحمه الله