مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة أهل البيت (عليهم السلام) > نور الإمام الحسين (عليه السلام)،،،(في ذكرى عاشوراء الأليمة)
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-27-2013, 12:28 PM   رقم المشاركة : 1
مرضية12
موالي جديد







مرضية12 غير متواجد حالياً

افتراضي جزع السيدة زينب عليها السلام في مدينة الكوفة إقرار وحجة - (الحلقة الثانية)

جزع السيدة زينب عليها السلام في مدينة الكوفة إقرار وحجة - (الحلقة الثانية)
بقلم فضيلة المحروس/ 27 نوفمبر 2013

الشعائر الحسينية شاملة للبكاء

قد يعترض البعض هنا على ان الإمام المعصوم عليه السلام لم يحدد نوع أو صورة الجزع في الروايات السابقة، ولم يحصره في شج الرأس وإخراج الدم منه كما تقدم في رواية المحمل الآنفة الذكر في الحلقة الأولى.
وحسب ما يزعمه أصحاب هذا الرأي انه لا يجوز إلا البكاء والتباكي على الحسين عليه السلام فقط، (...هناك جاءت روايات معارضة للكثير من الجزع وأنواعه منها التي تنص صراحة (... على حرمة نتف الشعر وخدش الجلد وجز الشعر وتشويه الخلقة وإظهار السخط ولو على أعز الأعزة من الأبناء والأباء والأزواج إلا أنه لم يستثن أحد من الفقهاء منه ما كان في إحياء العزاء على مصائب أهل البيت عليهم السلام فيفهم منه عموم الحكم)، واستدل على ذلك بقول صاحب العروة الوثقى على انه: "لا يجوز اللطم والخمش" . وعندما سئل وما هو المقدار الجائز من الشعائر الحسينية؟، أجاب- ‬القدر المقطوع به المتفق عليه أن الأصل في* ‬الشعائر الحسينية البكاء والتباكي* ‬والنياحة والإنتحاب عند استذكار مصاب أهل البيت عليهم السلام لما حل بهم في* ‬واقعة كربلاء المقدسة..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأجيب عن هذا الرأي المحقق السيد الخوئي يقول تعليقا على قول صاحب العروة الوثقى: "وهذا كسابقه وإن ورد النهي عنه في بعض الأخبار.. إلا أن الأخبار لضعفها سندا لا يمكن الإعتماد عليها في الحكم بالحرمة". نعم استثنى الأصحاب من حرمة تلك الأمور الإتيان بها في حق الأئمة والحسين بن علي عليه السلام من لطم الخد وشق الجيب كما ورد في رواية خالد بن سدير" . وأضاف: ان الخوئي كان يرى رواية الفاطميات ضعيفة السند، رغم انه في تتمة حديثه كان يرى ممارسة هذه الأمور جائزة للإمام الحسين عليه السلام.
هدفنا من نقل هذا الرأي في استثناء حرمة هذه الأمور لأهل البيت عليهم السلام، ذلك لأن هناك زعم ان لا أحد قد أبدى رأيا مخالفا بهذا الخصوص!.
صاحب الجواهر أيضاً ذكر في مؤلفه استثناء حرمة بعض هذه الأمور للإمام الحسين عليه السلام ، (على أن الشرع أباح شق الجيوب ليس على الإمام الحسين عليه السلام فقط، ولا على المعصومين عليهم السلام فحسب، وإنّما لكل رجل أن يشق جيبه في موت كل قريب له، عدا الولد والزوجة، ولكل امرأة أن تشق جيبها على كل قريب لها سوى من استثني.
ففي جواهر الكلام عن خالد بن سدير قال: سألت أبا عبد الله عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على أمه أو على أخيه أو على قريب له؟ فقال: (لا بأس بشق الجيوب، قد شقَّ موسى بن عمران على أخيه هارون، ولا يشقّ الوالد على ولده، ولا زوج على امرأته، وتشق المرأة على زوجها ولقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي عليهما السلام، وعلى مثله تشق الجيوب، وتلطم الخدود) .
وأتم السيد كلامه بالقول: (وهذه رواية صحيحة قد اتفق الأصحاب على العمل بها كالمحقق ابن إدريس الذي لا يعمل بالآحاد. إذاً فلا مانع من شق الجيوب على كل فقيد عدا من استثني، كما لا مانع من شق الجيوب على الإمام الحسين عليه السلام، بل يستحب لدخوله في عموم العزاء المندوب تجديده على الحسين عليه السلام ولأنّ الإمام الصادق عليه السلام ندب إليه في رواية الشيخ في التهذيب ورواية خالد بن سدير، بل يمكن التعدي إلى غير الإمام الحسين عليه السلام لمكان كلمة ((مثل)) في هاتين الروايتين) .
وهذه حال الأمام الحسن العسكري عليه السلام إذ شق جيبه على أبيه الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام، (... فلما توفي الإمام عليه السلام حضر جميع الأشراف والأمراء لتشييع جنازته الطاهرة، وشق الإمام العسكري عليه السلام جيبه، ثم انصرف إلى غسله وتكفينه ودفنه، ودفنه في الحجرة التي كانت محلاً لعبادته، واعترض بعض الجهلة على الإمام في ان شق الجيب لا يناسب شأنك، فوقع عليه السلام إلى من قال ذلك: «يا أحمق وما يدريك ما هذا، قد شق موسى على هارون» .
وشق الإمام العسكري صلوات الله عليه ثوبه " جزعا وحسرة على استشهاد أخيه الأكبر السيد محمد بن علي سبع الدجيل صلوات الله عليهما ولم يكن إماماً، وفعل ذلك في محضر أبيه الإمام الهادي صلوات الله عليه. وروى الكليني (أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد صلوات الله عليهم (سبع الدجيل) باب أبي الحسن (الهادي) يعزّونه، وقد بُسِط له في صحن داره والنساء جلوس حوله، فقالوا: قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مئة خمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس، إذ نظر إلى الحسن بن علي (العسكري) قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه) .
اللطم وشق الجيب وخمش الوجه في كربلاء المقدسة
وتكرر شق جيب العقيلة زينب عليها السلام على أخيها الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة في عدة مواطن ومناسبات حزينة لأهل البيت عليهم السلام، وجرى بعض ذلك أمام الحسين عليه السلام وبعد شهادته، وهي كالآتي :-
- حين سمعت السيدة زينب عليها السلام أخاها الإمام الحسين عليه السلام ينشد: يا دهر أف لك من خليل، الخ...
لطمت وجهها، وهوت إلى جيبها فشقته، ثم خرت مغشياً عليها..
- وحين أخبرها الإمام الحسين عليه السلام ، بأنه عليه السلام رأى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه قال له: إنك تروح إلينا: (لطمت أخته وجهها، ونادت بالويل، الخ...) .
- وروى السيد ابن طاووس قدس سره: فأمر يزيد بالحبال فقُطّعت ثم وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه، وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه، فرآه علي بن الحسين عليهما السلام، فلم يأكل بعد ذلك أبداً، وأما زينب عليها السلام فإنّها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب: واحسيناه .
- وذكر السيد هاشم البحراني قدس سره ـ ان بني هاشم لما بلغوا كربلاء بعد الرجوع من المدينة أخذوا بالبكاء والنحيب واللطم، وأقاموا العزاء ثلاثة أيام، فخرجت زينب عليها السلام في الجمع، وأهوت إلى جيبها فشقته، ونادت بصوت حزين: وا حسيناه، وا حبيب رسول الله، وابن مكة ومنى، وابن فاطمة الزهراء عليها السلام، وابن علي المرتضى عليه السلام ، آه ثم آه، ووقعت مغشياً عليها)
وروى الشيخ في التهذيب، عن الإمام الصادق انه قال: "ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات.. وقد روي ـ كما سبق - : "ان زينب وجميع النساء شققن الجيوب ولطمن الخدود" ـ في وفاة الإمام امير المؤمنين عليه السلام .
ويمكننا أن نلتمس إستحباب جميع أنواع الجزع على مصاب الإمام الحسين عليه السلام من موقف الإمام زين العابدين عليه السلام وسكوته - الذي يعد إقرار وحجة - عما بدر من الكوفيين من أفعال توحي عن شدة ندمهم وتحسرهم وإحساسهم بالتقصير إتجاه ابن نبيهم الإمام الحسين عليه السلام وعترته الميامين خاصةً بعد سماعهم خطب أهل البيت عليهم السلام التي أقرعت قلوبهم قبل آذانهم.
كما روى السيد ابن طاووس: (وخطبت أم كلثوم بنت علي عليه السلام.. رافعة صوتها بالبكاء.. فقالت: يا أهل الكوفة سوءة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه؟ فتبا لكم وسحقا.. قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله ونزعت الرحمة من قلوبكم ألا إن حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت- من ضمن ما قالت:
واني لأبكي في حياتي على أخي على خير من بعد النبي سيولد
بدمع غزير مستهل مكفكف على الخد مني دائما ليس يجمد
فضج الناس بالبكاء والنوح، ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رؤوسهن وخمشن وجوههن وضربن خدودهن ودعون بالويل والثبور.. وبكى الرجال ونتفوا لحاهم فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم) .
و خمش الوجه أحد هذه الأفعال الذي يعني في اللغة: خدشه ولطمه وضربه وقطع عضواً منه .
فلو كان في هذا السلوك أي محذور أو نهي شرعي لما أقره وأمضاه الأئمة المعصومين عليهم السلام في عصورهم، هذا بجانب أن وظيفتهم التشريعية تلزمهم ردع كل تصرفٍ أو فعلٍ غير صحيح أو غير مقبول، أو أي فعل فيه نقض للتكاليف والأحكام الشرعية، أو ضرر أو هلاك على النفس الإنسانية.
هذا فضلاً ان الأئمة المعصومين عليهم السلام شاركوا في إحياء وتعظيم سيرة الإمام الحسين عليه السلام بمختلف الطرق والوسائل المشروعة.

الضرر في استحباب الجزع على الحسين عليه السلام
جاءت كثير من الروايات والنصوص المعتبرة عن أئمتنا صلوات الله عليهم تؤكد على موضوع الجزع بمختلف مصاديقه وعناوينه على الإمام الحسين صلوات الله عليه في ذكرى يوم مصابه وفاجعته الأليمة، حتى مع ورود إحتمال الضرر على النفس والجسد، فنجد مثلاً إدمائهم صلوات الله عليهم على جدهم الحسين عليه السلام لم يقتصر على إدماء الراس فقط إنما تعداه إلى إدماء العين وتقرحها بجانب إزهاق النفس وهلاكها التي تعد أشد وطأة وحملا من إدماء الراس فقط.
فقد روى المجلسي أعلى الله مقامه في بحاره ان الإمام زين العابدين عليه السلام كان إذا أخذ إناءً ليشرب يبكي حتى يملأه دماً .
وكادت نفسه أن تخرج في بعض من حالات حزنه كما. ) في "إقناع اللائم" أيضاً برواية عن إبن شهر آشوب في مناقبه عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: عاش علي بن الحسين أربعين سنة وما وضع طعام بين يديه إلا وبكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك، يا ابن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال عليه السلام: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون إني لم أذكر *********ع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة .
وقال له خادمه مرةً: أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال عليه السَّلام له: «ويحك انّ يعقوب النبي عليه السَّلام كان له اثنا عشر ابناً، فغيّب اللّه واحداً منهم، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره من الغم و كان ابنه حياً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني؟» .
وفي رواية عنه صلوات الله عليه وعلى لسانه الشريف (في حديث قال ـ واصفاً حاله حين حملت النساء على الأقتاب، ورأى الشهداء صرعى ـ : (... فيعظم ذلك في صدري، واشتد ـ لِما أرى منهم ـ قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبينت ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي عليه السلام، فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك، يا بقية جدي، وأبي، وإخوتي، الخ..) .
ومن شدة البكاء تقرحت عين الإمام الرضا عليه السلام بعد مرور خمسة عصور على مصاب جده كما روى الصدوق عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن الإمام الرضا عليه السلام: (إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا) .
والإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لا زال منتحباً نادباً يبكي دماً وتأسفاً ولوعةً وحسرة على مصاب جده الحسين عليه السلام حتى يأذن الله له بالظهور والفرج القريب، ولا يبالي حتى ولو انتهى به البكاء إلى الموت بقوله: (... فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتياب...) .
كما حزنت حزناً شديداً السيدة الرباب رضوان الله عليها زوج الإمام الحسين عليه السلام بعد مقتله وبكته حتى جفت عيونها من الدموع وأوصت بعض جواريها باستخدام السويق الذي ينفع في إدرار الدمعة وعرّضت نفسها أيضاً للموت الحتمي تأسفا ولوعة عليه كما روي أنها ما استظلت من الشمس وبقيت على هذه الحال لمدة عام واحد لم يظلها سقف حتى بليت وماتت كمدا.
المتحصل من ذلك مشروعية وإباحة الجزع على الإمام الحسين عليه السلام حتى مع إحتمال وقوع الأذى والضرر فيه، وما فعلته الحوراء زينب صلوات الله عليها في مدينة الكوفة هو خير مفاد وشاهد ودليل على مشروعية وإباحة هذه الشعيرة "شعيرة إسالة الدماء". فالأصل في الأشياء هو الإباحة مادام لم يورد نص من الكتاب أو السنة يحرّمه أو يبطله شرعا، كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (كل شيء لك حلال حتى تعرف انه حرام) وعنه عليه السلام أيضاً (كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي) .
هذا فضلاً إن جميع الروايات التي ذكرت وصية الإمام الحسين لأخته السيدة زينب عليهما السلام تثبت خلاف قول المدعى، لأنها (وردت بسند مرسل) ، وإن النهي فيها ورد نهي تنزيهي وليس تحريمي، وقيل أنه (مع إمكانية أن يكون طلب عدم شق الجيب من باب الشفقة من الإمام على زينب، أو من باب عدم الوقوع في شماتة الأعداء، - أو من باب الحفاظ على عترة الحسين عليه السلام- ودواعي صيغة (لا تفعل) متعددة كما تعلمون، وكما هو ثابت في اللغة والبلاغة، ومع عدم وجود الدليل على تعيين إحدى المحتملات فلا مجال لإثبات الحرمة التكليفية) .
وقيل ان الوصية جاءت مقيّدة بظرف زمن المعركة وعليه يكون الجزع بجميع مصاديقه مقيد بهذا الظرف، وهو نظير وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لإبنته الزهراء وزوجها أمير المؤمنين علي عليهما السلام بعدم الجزع عليه بعد استشهاده.

تنويه: ممكن إرسال هذه المادة إلى جميع الجهات الإلكترونية لكن بدون تغير.







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.