مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور مدرســة ( السـير والسـلوك ) > نور مواضيع مدرسة السير والسلوك
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-22-2015, 02:09 PM   رقم المشاركة : 1
نور فاطمة الكبرى
مشرفة








نور فاطمة الكبرى غير متواجد حالياً

افتراضي كلّما كان فهم الإنسان لمسألة السلوك أكثر كلّما كان اهتمامه بنفسه أكبر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل لا محمد وال مد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كلّما كان فهم الإنسان لمسألة السلوك أكثر كلّما كان اهتمامه بنفسه أكبر


نعم، ما لم يصل الإنسان إلى الحقّ، عليه أن لا يجزم بسرعة، وهذا صحيح! فالأشخاص الذين يجزمون سريعًا ينسحبون سريعًا أيضًا؛ فبمقدار ما يأتون بسرعة إلى الإمام، يرحلون عنه بسرعة أيضًا، وأمّا الشخص الذي يبقى ثابتًا، فهو الذي فهم المطالب ونفذت فيه بشكل كامل واستقرّت في قلبه؛ فهؤلاء ليسوا أصحاب كلام فارغ وضوضاء، بل عادةً ما يجلسون جانبًا ولا يسمع لهم صوت، ولا يريدون أن يعرفهم أحد ولا يسعون وراء التظاهر والظهور؛ فهم يعيشون في أجوائهم الخاصّة، اللهمّ إلاّ أن يكون لديهم تكليف بغير ذلك، لكنّهم هكذا يكونون عادة، لا أنّهم يطرحون أنفسهم وغير ذلك..
لقد كنت في محضر المرحوم العلاّمة ومحضر أساتذته لسنوات عديدة؛ نعم، في حياة المرحوم الأنصاري، كنت صغيرًا، وقد شاهدته مرّتين أو ثلاث مرّات فقط في أيّام طفولتي عندما كنت أبلغ أربع أو خمس سنوات من العمر، بخلاف السيّد الحدّاد، حيث كنت مطّلعًا على أوضاعه وتردّداته وعلى الأشخاص المرتبطين به؛ والحاصل، أنّنا في هذه المدّة التي خضنا فيها تجربة الحضور عند العظماء، كانت المسألة تبتني على أنّه: كلمّا كان الإنسان لديه إدراك وفهم أكثر لمسألة السلوك، كلّما كان كتمانه أكثر وتظاهره أقلّ وظهوره بين الناس أبْهَت؛ فتراه ثانيًا عطفَه مهتمًّا بنفسه ومبتعدًا عن الالتفات لأعمال الآخرين.واهًا لنا ثمّ واهًا واهًا!! وكأنّ التكليف الذي أُسند إلينا هو أن ننظر إلى الذي يفعله ذاك الجالس بجانبنا، لا أن نلتفت إلى أنفسنا وما الذي نفعله نحن وكيف هي أعمالنا! وكأنّنا موظّفون ونأخذ راتبًا شهريًّا لننظر إلى ذاك الجالس هناك ماذا يفعل، وإلى هذا الجالس هنا أين ذهب صباحًا وإلى منزل من دخل ومع من تحدّث وبمن اتّصل؟! وذاك الذي هناك مع من يتحدّث! فلأذهب إليه وأسأله: ماذا قال لك السيّد؟ وما كانت مسألتك؟ وأمثال ذلك.
إنّ مثل هؤلاء الأشخاص لن يصلوا إلى أيّ مكان! فأولئك الذين وصلوا، لم يكن لديهم أيّ شُغل بالآخرين، بل كان همّهم منصبًّا على أنفسهم، وكانوا يهتمّون بأنفسهم فقط، وبما يرتبط بطريقهم، وبماذا عليهم أن يفعلوا وحسب؛ فلا تجدهم يسألون عن ذاك الجالس بجانبهم والجالس أمامهم والموجود خلفهم، وعن من يأتي ومن يذهب، وعن هذا الذي أتى من أين أتى؟ وذاك الذي ذهب لماذا ذهب؟ فليذهب.. إلى جهنّم ذهب! فما دخلك أنت بعلّة ذهابه أو رجوعه؟! فكلّ شخص له طريقه ومسيره! فما دخلنا نحن بذلك؟! وبجدّ أقول لكم ذلك، فهذه مسألة مهمّة!
وهذا الذي قمنا به بعد وفاة المرحوم العلاّمة؛ إذ رأينا أنّ لكلّ شخص مسيره الخاصّ، فقلنا: لنُعرض عن كلّ ذلك، ولنذهب ونراقب أنفسنا، ونهتمّ بأمورنا.. نعم، لقد سعيت خلال برهة من الزمان إلى بيان مواضع البطلان والانحراف بشكل صريح وواضح، وبعد ذلك، عندما اتّضح لي أنّ تكليفي يقتضي أن أترك الأمر، تركته من دون أن أهتمّ لما سيحصل، حيث رأيت أنّه لا يوجد لديّ تكليف أكثر في بيان تلك المطالب.
فأحيانًا، يريد الإنسان أن يبقى نائمًا؛ فمن يريد أن يبقى نائمًا ماذا يمكنك أن تفعل له؟ الإنسان النائم تهزّه قليلاً، وتقول له: انهض، فينهض، وأمّا من يتظاهر بالنوم، فكيف يُمكنك أن توقظه؟! أو يريد أن يتجاهل.. فالجاهلُ جهلاً بسيطًا يُمكنك أن تبيّن له الأمر وتأتيه بالقرائن والشواهد... .
لكنّ بعضهم تُبيّن له المسألة، فيقول لك: الأمر هو هذا! فما الذي يعنيه ذلك؟ يعني أنّه لا يريد أن يسمع منك! عندئذٍ سنقول نحن: حسن جدًّا، جزاك الله خيرًا، لا تريد أن تسمع لأنّك هكذا، نحن أيضًا هكذا! والجميع يقولون ذلك؛ فبنو العبّاس وبنو أمّية كانوا أيضًا يقولون: نحن هكذا! ويزيد كان يقول: نحن هكذا! بايعني وإلاّ..!! لماذا نبايعك؟ هكذا! نحن هكذا! إمّا أن تبايع أو نفعل بك كذا! فنحن هكذا!
والظاهر أنّ كلمة (نحن هكذا) موجودة دائمًا وفي كلّ مكان؛ ولهذا، فنحن نحترم هذه الكلمة، ونحترم جميع من يقولها ـ وهم كثر ـ !! ولذلك، لا ينبغي على الإنسان أن يصرف وقته على مثل هؤلاء الأشخاص، فليتركهم لحالهم، وليمض لمعالجة مرضه وألمه!
وعليه، لا ينبغي على الإنسان أن يصرف وقته على هؤلاء "النحن هكذائيّين"، ولا ينبغي أن يتأسّف عليهم أو يشغل فكره بهم؛ فهؤلاء الأشخاص كانوا دائمًا على امتداد التاريخ يعيشون في أجواء من الإنغلاق الفكري والتحجّر، وواقعين في قبضة العصبيّة الجاهلية؛ وحينئذٍ، إمّا أن يأخذ الله تعالى بأيديهم، وإمّا أن يرحلوا عن الدنيا كما هم! فهذه هي نتيجة: نحن هكذا! إمّا أن يأخذ الله تعالى بأيديهم، وإمّا أن يبقوا مبتلين بهذا الأمر.



------------------------
أهمّية اليقين في السير والسلوك
ألقيت في السابعة والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1435 هجري قمري

ألقاها:
سماحة آية اللـه السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني حفظه اللـه
"موقع المتقين"







التوقيع

.. زهراء يا أنس الوجود ..

فأُطالبكَ يا الهي أن ترزقني شهادةً مُطَهِّرَةً
أنا اخترتُها
لنفسي كفارةً عن ذنبي،
شهادةً قلّ نظيرُها يتفتتُ
فيها جسدي و تنال كل جارِحة
من جوارحي ما تستحقُّه من
القصاصِ و العقوبةِ و بعدها
يا ربِّ يصبحُ حتماً أن تسكنني
بجِوارِكَ و جِوارِ أولِيائكَ

( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا )


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..
آخر تعديل السيد الحيدري يوم 03-24-2015 في 09:05 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 08-05-2015, 04:27 PM   رقم المشاركة : 2
العشق الخفي
موالي جديد







العشق الخفي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كلّما كان فهم الإنسان لمسألة السلوك أكثر كلّما كان اهتمامه بنفسه أكبر

شكرا لكم....💕







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 07:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.