:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي :: |
|
|
أدوات الموضوع |
06-08-2012, 10:20 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آداب المراقبــة الأول : ترك المعاصي وهذا هو الذي بُني عليه قوام التقوى ، وأُسّس عليه أساس الآخرة والأولى .. وما تقرب المقربون بشيء أعلى وأفضل منه. ومن هنا عندما سأل موسى (ع) عن العمل الذي صار به الخضر (ع) معلمــاً له ، كان الجواب : ترك المعصية . وعليه فلا بد من الالتفات إلى عظمة هذا الأمر ، لأن نتائجه أيضا عظيمة. فكم من القبيح أن يهتك العبد ستر الحياء وهو غارق في نعم مولاه ، مستمد من فيض العطاء آنا فآنا ، إذ أنه: مع كل شيء لا بمقارنة ، وغير كل شيء لا بمزايلة ، وهو معكم أينما كنتم. فلو حُبس العبد العاصي في سجن جبار السماوات والأرض أبد الآبدين لكان بذلك جديرا ، إلا أن ينزع عن المعصية بالتوبة لتشمله الرحمة الواسعة. الثاني : الاشتغال بالطاعات بعد الفرائض ولكن بشرط الحضور ، فإن روح العبادة هو حضور القلب .. ومن دون هذا الحضور فإنه لا تتحقق للقلب حياة أبدا. بل قد يقال أن العبادة بلا حضور قد تورث قسوة القلب الثالث: عدم الغفلة عن حضور الحق دائما وأبداً ، وهذا هو السنام الأعظم الرافع إلى مقام المقربين ، ومن كان طالباً للمحبة والمعرفة ، فليستمسك بهذا الحبل المتين ، وإلى هذا يشير قوله (ص) : اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. البحار 67/393.. فحالة العبد الباطنية في هذه المرحلة ، حالة من يرى نفسه واقفاً بين يدي مولاه ، والمولى يعلم ذلك منه ، ويرى ما هو فيه . وفي هذا الخبر إشارة إلى أن العبد - في مقام العبادة - لا يحتاج إلى استحضار هيئة خاصة للمولى ، ليحتاج بعد العجز عن ذلك ، إلى استحضار صورة مخلوق - كما زعمه بعض جهّال الصوفية - بل يكفي علمه بأن مولاه حاضر لديه وناظر إليه.. فتأمل فإنه دقيق نافع. الرابع: الحزن الدائم خوفاً من العقاب - لو كان من الصالحين - أو شوقاً إلى اللقاء - لو كان من المحبين - فإذا انقطع الحزن عن القلب ، انقطعت الفيوضات المعنوية تبعا لذلك. ومن هنا حكى عن لسان حال التقوى أنه قال: إني لا أسكن إلا في قلب محزون ، والشاهد على هذا المدعي قوله تعالى في الحديث القدسي: أنا عند المنكسرة قلوبهم. البحار 70/157 وعليه فاعلم أيها العزيز !.. أن ما يرد على القلب من الواردات الحسنة - سواء كان حزناً أو فكراً - فهو بمثابة الضيف الذي لو أُكرم عند نزوله - دفعاً لما يؤذيه وجلبا لما يرضيه - فإنه سيعود إلى ذلك المنزل مرة أخرى ، وإلا فإنه سيرحل كارهاً له ، غير عائد إليه. إن على العبد أن يعلم قدر ما هو عليه من الإقبال ، وإلا فإنه من المستبعد أن يعود إليه بعد الزوال. وبالجملة فلو أردت أن تشم رائحة الكمال ، فعليك بمجاهدة النفس التي هي أصعب من مجاهدة الأعداء.. فالعارفون يطلقون على هذا الجهاد : الموت الأحمر. ومن لوازم المجاهدة ، أن تؤمن بأن أعدى أعدائك هي نفسك التي بين جنبيك ، تلك النفس المتصرفه في رأسمالك وأركان وجودك !. إن على المراقب لنفسه أن يتفطن في أول النهار إلى أمور : الاول : المشارطة كمشارطتك شريكا لك في مالك عندما ترسله للتجارة ، بل أكثر من ذلك.. لأن خيانة الشريك غير معلومة، ولكن خيانة النفس قد علمتها مراراً وتكراراً. الثاني : المراقبة لئلا تسوق النفس الجوارح الى ما يسخط المولى المتعال ، وبالتالي ضياع فرصة من فرص العمر ، تساوي لحظة منها جميع الدنيا بحذافيرها . الثالث: المحاسبة لتعلم تفصيل ما فعلته في النهـار: خسارةً ، أو ربحاً ، أو بقاءً على رأس المال . الرابع: المعاتبة لتُلقي اللوم على نفسك إذا لم تكن رابحاً ، أو تعاقبها إذا كنت خاسرا.. ومعنى المعاقبة هو إلزام النفس بالرياضات الشرعية : كالصيام في الصيف ، أو المشي إلى البيت إذا لم يكن فيهما حرج شديد ، لاستعادة السيطرة على زمام النفس قبل فوات الأوان. والحاصل : أنه لو منعتك قسوة القلب من التأثر بالمواعظ الشافية ، ورأيت الخسران في نفسك يوماً بعد يوم ، فاستعن عليها بدوام التهجد والقيام، وكثرة الصلاة والصيام ، وقلة المخالطة والكلام ، وصلة الأرحام واللطف بالأيتام ، وواظب على النياحة والبكاء ، واقتد بأبيك آدم وأمك حواء ، واستعن بأرحم الراحمين ، وتوسل بأكرم الأكرمين ، فإن مصيبتك أعظم وبليتك أجسم ، إذا انقطعت عنك الحيل ، وزاحت عنك العلل ، فلا مذهب ولا مستغاث ولا ملجأ إلا إليه ، فلعله يرحم فقرك ومسكنتك ، ويغيثك ويجيب دعوتك ، إذ هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ، ولا يخيب رجاء من أمّله إذا رجاه ، ورحمته واسعة ، وأياديه متتابعة ، ولطفه عميم ، وإحسانه قديم ، وهو بمن رجاه كــريم . من كتاب تذكرة المتقين " للشيخ محمد البهاري الهمداني " وفقكم الله لكل خير وسددكم ببركة محمد وآله الاطهار عليهم السلام
|
|||
06-11-2012, 01:23 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-11-2012, 04:13 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-14-2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-15-2012, 09:51 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-19-2012, 12:56 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-19-2012, 01:20 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
جزاك الله خيرا
|
|||
06-28-2012, 12:13 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-29-2012, 02:19 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
07-04-2012, 05:37 AM | رقم المشاركة : 10 | |
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
07-05-2012, 10:42 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
03-06-2013, 08:18 AM | رقم المشاركة : 12 | |
|
رد: آداب المراقبــة
اللهم صلي على محمد وال محمد |
|
03-29-2017, 05:28 PM | رقم المشاركة : 13 | |
|
رد: آداب المراقبــة
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|