مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة لمحـاسن الأخـلاق > نور القـصص والعِـبـر
التسجيل التعليمـــات التقويم

نور القـصص والعِـبـر (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-29-2016, 06:40 PM   رقم المشاركة : 1
سراج المشتاق
منتسب (مدرسة السير والسلوك)
 
الصورة الرمزية سراج المشتاق








سراج المشتاق غير متواجد حالياً

افتراضي التوبه وخصائصها !! / المحاضره الخامسه

]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

التوبه

قال تعالى : { ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون }

اعلم يا اخي :

ان النفس تعودت البطاله والركون الى الشهوات واللذات ومحبة الخلاعه بمقتضى نشأتها , فيجب عند تيقظها ان تخلعها بالتزام العزائم واجتناب الرخص فانها لوازم النوم والغفله , وموجبات الانتكاس والتسفل , فمالم تخلعها عن نفسها بتعود اضدادها لايمكنها السير والترقي .
ان الظلم منحصر في من لم يتب . كما ليس بظالم من تاب .
ما هي التوبه : هي الرجوع عن مخالفة حكم الله وشريعته . ولا تصح الا بمعرفة حقيقة الذنب وان فعله مخالف لحكم الحق .
ومعرفة انه في الوقت الذي خالف الحق تعالى كان منخلعآ عن عصمة الله وقت مخالفته . وكان ضالآ عن سواء السبيل لقوله تعالى :
{ ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم } , نتبين من ذلك اذا لم يعتصم بالله فقد ضل , ولو اعتصم بالله لعصمه الله فلم يخالفه ,
{فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ }
فاذا تبين له ضلالته بالمخالفه رجع الى الموافقه . واذا علم بفرحه عن اتيان الذنب حزن وتدارك .
واذا احس بالقعود وعدم تدارك الذنب و*********آ اي مستمرآ على الذنب , ندم وجد في التدارك وتلافي التقصير . وبعدها يعزم على ترك المعاوده للذنب , ولا يكون ذلك الا بعد ان يتيقن بان الله تعالى ينظر اليه عند المخالفه والا كان كافرآ ولا توبه للكافر .
شرط التوبه يتوقف على على الندم في القلب والاعتذار باللسان بكثرة الاستغفار والاقلاع بالجوارح , اي الكف عن القيام بالذنب والا لم تصح توبته .
اخي العزيز : حقيقة الشيء أصله وما يتحقق به وجوده , فأصل التوبه ان يعظم التائب جنايته اي ذنبه , والا اذا لم يعظمها لم يندم عليها, والندم شرط التوبه فلا تتحقق التوبه بدونه , كما ان الذي لا يعظم الذنب لا يستقبحه ولا يعزم على تركه ,
اما اتمام التوبه :

فهو ان يعتقد انه لم يقم بحقها كما ينبغي وعسى الله ان لايقبلها لكونها مؤفه ناقصه , فيخاف ويجتهد في تصحيحها والثبات عليها .
وان يطلب لكل من جنى عليه وارتكب ذنبآ عذرآ , فيعذر الكل في الذنب الا نفسه , فيرى نفسه شر الناس منفردآ في الاذناب , فيتضاعف عنده عظم جنيته وذنبه , اذ لا يرى احدا من الناس أسوء حالآ منه , وبذلك يجتهد في تصحيح توبته والاقلاع بالكليه عن جنايته اي ذنوبه .
حقيقة التوبه :

فاولها : - تمييز التقيه - اي التقوى من العزة , اي طلب الجاه بين الناس فان كثيرآ من الناس يتوب ويتجنب المخالفات للرياء والجاه والحشمه بين الناس ,
الصوره صورة التقوى والتوبه والحقيقه عزة النفس وطلب الجاه , فاحترز يا اخي من ذلك ولتخلص نيتك لله تعالى .
والثانيه : نسيان الجنايه - الذنب - لطول صفاء الوقت مع الله تعالى بالحضور فان ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء .
والثالثه : - التوبه من التوبه - ان الاشتغال بالحق والتوجه اليه بالكليه والوفاء ينفي تعلق الخاطر بالغير وذكر الذنب , وذلك يقتضي التوبه من التوبه الموقوفه على معرفة الذنب وذكره , ولكلما ترقى السالك الى مقام اعلى ظهر له علة االمقام السافل , فان التوكل ينفي النظر الى فعله وفعل ما سوى الحق تعالى , والذنب والتوبه منه كلاهما من افعاله , فالتوبه من التوبه من اسرار التوبه .
قال الله تعالى : { وتوبوا الى الله ايها المؤمنون } فان التائب من جملة المؤمنين فدخل في الجميع فكان مأمور بالتوبه , ولم يبق له ذنب يتوب عنه فانه قد تاب { التائب من الذنب كمن لا ذنب له } , فوجب عليه ان يتوب من التوبه الموقوفه على ذكر الذنب الذي هو الجفاء , فليتب عنها ليخلص من الجفاء وقت الصفاء .
ايها العزيز : اياك ان تسمح للشيطان والنفس الاماره بالهيمنه عليك والوسوسه في قلبك فيصوران لك العمليه جسيمه وشاقه ويصرفانك عن التوبه ,
اعلم بان انجاز الشيء القليل من هذه الامور يكون افضل , ولا تيأس من رحمة الله ولطفه , حتى وان كانت عليك صلاة كثيره وصيام غير قليل وكفارات عديده وحقوق ألهيه كثيره وذنوب متراكمه وحقوق الناس لا تعد والخطايا لا تحصى .
لان الحق المتعالي يسهل عليك الطريق عندما تقوم بخطوات حسب قدرتك في اتجاهه ويهديك سبيل النجاة , واعلم بان اليأس من رحمة الحق تعالى من اعظم الذنوب , ولا اظن ان هناك ذنبآ أسوء وأشد تاثيرآ في النفس من القنوط من رحمة الله تعالى .
لان الظلام الدامس اذا غشي قلب الانسان الياس من الرحمه الالهيه لا يمكن اصلاحه ولتحول الى طاغيه لا يوجد سبيل للسيطره عليه .
فاياك ان تغفل من رحمة الحق عز وجل واياك ان تستعظم الذنوب وتبعاتها لان رحمة الحق سبحانه اعظم واوسع من كل شيء .
ايها العزيز : ان طريق الحق سهل وبسيط ولكنه يحتاج الى انتباه يسير , فيجب العمل لان التباطىء والتسويف ومضاعفة الذنوب في كل يوم , تبعث على صعوبة الامر واما الاقبال على العمل والعزم على اصلاح السلوك والنفس يقرب الطريق ويسهل العمل .
جربه واعمل في الاتجاه المذكور , فاذا حصلت على النتيجه تبين لك صحة الموضوع , وان لم تصل الى النتيجه المتوخاه فان طريق الفساد مفتوح ويد المذنب طويله ,
والعمده من هذا الباب تحصيل هذا المقام - مقام التوبه - وانجاز هذه الحقيقه على نحو يتذكر الانسان تاثير معاصيه في روحه وعواقبها في عالم البرزخ ويوم القيامه كما جائنا في الماثور في اخبار اهل بيت العصمه - عليهم السلام - من ان المعاصي في عالم البرزخ والقيامه صورآ تتناسب معها وهذه الصور في ذلك العالم تكون ذات حياة واراده حيث تعذب الانسان المذنب وتسيء اليه عن شعور واراده , نار جهنم ايضآ تحرق الانسان عن اراده ووعي لان تلك النشأه نشأة الحياة .
ويتطابق ذلك ايضآ مع مسلك الحكماء وذوق اهل السلوك ومشاهدت اهل العرفان . ان تترك كل معصيه في الروح أثرآ عبر عنه في الاحاديث الشريفه بالنقطه السوداء . عن زراره عن ابي جعفر - عليه السلام - قال : { ما من عبد الا وفي قلبه نكته بيضاء , فاذا اذنب ذنبآ خرج في النكته نكته سوداء فان تاب ذهب ذلك السواد وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض , فاذا تغطى البياض لم يرجع صاحبه الى خير ابدآ } . وهي ظلام في القلب والروح ثم توسع هذه النقطه حتى تسوق الانسان الى الكفر والزندقه والشقاوه الابديه .
الانسان العاقل لو انتبه لهذه المعاني واعتنى بكلام الانبياء والائمه - عليهم السلام - والاولياء والعرفاء والحكماء والعلماء - رضوان الله عليهم - بقدر اعتنائه بقول الطبيب المعالج لا بتعد لا محاله عن المعاصي ولم يقترب منها ابدآ , واذا ابتلي بالمعاصي لا سمح الله ابدى بسرعه تبرمه وانزعاجه منها وندم عليا وظهرت صورة ندمه في قلبه وتكون نتيجة هذه الندامه عظيمه جدآ وآثارها حسنه وكثيره, ثم يحصل من جراء ندمه العزم على ترك المعصيه وترك مخالفة رب العالمين . وعندما يتوفر هذان الركنان - الندم على اقتراف المعصيه والعزم على عدم العوده اليها - يتيسر أمر سالك طريق الاخره وتغمره التوفيقات الالهيه ليصبح حسب النص القراني { ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } يصبح محبوبآ لله تعالى اذا كان مخلصآ في توبته , نحن قد نحب من جنسنا نتيجة شهوه او شعور بلذة الخطاب واللقاء ونشعر بشعور وهمي للسعاده مجرد ذكر الحبيب وهي ليست دائمه , فما بالك بحب الحق تعالى ونشوة السعاده الحقيقيه
في الدنيا والفوز بلذات الاخره والقرب الالهي .
اعلم اخي : يجب عليك بالرياضه العلميه والعمليه وبالتفكر والتدبر اللائق ان تسعى في سبيل تحقيق التوبه وان تفهم بان المحبوبيه عند الله لا تقدر في حساب , والله يعلم بان صورة حب الحق تعالى في تلك العوالم من اي نوع من الانوار المعنويه والتجليات الكامله تكون ؟ وان الله عز وجل كيف يتعامل مع محبوبه ؟ ايها الانسان كم انت ظلوم وجهول ؟! ولا تقدر نعم ولي النعم !! انك تعصي وتعادي سنين وسنين ولي نعمتك الذي وفر لك كل وسائل الرفاه والراحه من دون ان تعود منها عليه - والعياذ بالله - بجدوى وفائده عليه .
وطيلة هذه الفتره قد هتكت حرمته وطغيت عليه ولم تخجل منه ابدآ , ولكنك اذا ندمت على ما فعلت ورجعت اليه , احبك الله وجعلك محبوبآ له { ان الله يحب التوابين } فما هذه الرحمه الواسعه .
الهي !! نحن عاجزون عن شكر آلائك , والسنة البشر وجميع الاحياء في هذا الكون مصابه باللكنه - تجاه الحمد والثناء عليك - ولا يسعنا الا ان ننكس رؤوسنا ونعتذر لك لعدم حيائنا منك . من نحن حتى نستحق رحمتك ؟
ولكن سعة رحمتك وشمول نعمتك اوسع من تقديرنا لها
{ انت كما اثنيت على نفسك }
والحمد لله رب العالمين [/]
رابط الموضوع :
https://alkapi886.blogspot.com/2016/07/blog-post_2.html






التوقيع

ظذذذالبرنامج الاول : 7 / 9 / 2019
البرنامج الثاني : 17 / 10 / 2019
البرنامج الثالث :
نهاية البرنامج الثالث :

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 02:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.