مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة لمحـاسن الأخـلاق > نور القـصص والعِـبـر
التسجيل التعليمـــات التقويم

نور القـصص والعِـبـر (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-16-2016, 08:21 PM   رقم المشاركة : 1
سراج المشتاق
منتسب (مدرسة السير والسلوك)
 
الصورة الرمزية سراج المشتاق








سراج المشتاق غير متواجد حالياً

افتراضي المحاسبه / المحاضره السادسه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


المحاسبه

قال تعالى : {يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد }

المحاسب : هي ان تنظر النفس ماذا قدمت للاخره - وهو العمل - وما يصدر منه من الحسنات والسيئات , فان كانت الغلبه للسيئات فالتقوى المامور بها توجب عليه تكثير الحسنات وتنقيص السيئات , ولا يتم ذلك الا بالمحاسبه و ( سلوك المحاسبه ) عند المشايخ لا يتم الا بعد العزيمه واحكام حقائق التوبه .
والعزيمه هي تحقيق القصد والاستمرار عليه . والعقد هو العهد الموثق , فالعزيمه على عقد التوبه هو الايفاء بما عقد عليه واحكم نيته ,
مما عهد الله الى عباده في كتبه من الايمان والتوبه وغير ذلك , قال تعالى : { يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود }
اعلم يا اخي ان العزيمه لها ثلاث اركان :
الاولى : ان تقيس بين نعمته وجنايتك ,
وهذا صعب وشاق الا اذا توفرت لدى الشخص ثلاثة اشياء : نور الحكمه , وسوء الظن بالنفس , وتمييز النعمه من الفتنه .
وبعدها عليك ان تقيس او تقارن بين نعمة الله عليك وبين جنايتك , وانت تعلم ان حق النعمه عليك ان تشكر - وقد كفرت - ومن خلال المقارنه ترى حسناتك التي هي من باب شكر النعمه الى سيئاتك التي هي من باب كفرانها , فتحاسب نفسك لتعلم ايهما ارجح . وكما قلنا يتوقف ذلك على الامور الثلاث اعلاه وهي :
( نور الحكمه ) وهي علم الفقه ولا يمكن الاقتداء الى معرفة الحسنه والسيئه الا به .
وكذلك ( سوء الظن بالنفس ) وهو ان تعتقد انها مأوى للشر , ليغلب عليك الظن بانها لا تفعل خيرآ خالصآ لوجه الله أصلآ , الا ان يرحمها الله تعالى كما قال تعالى حكايه عن يوسف عليه السلام : { ان النفس لاماره بالسوء الا ما رحم ربي }
ادعوك يا اخي أتقان تفتيش عيوبها وهو الحزم , لان مع حسن الظن بها لا تكاد ترى عيوبها .
و( أما تمييز النعمه من الفتنه ) : بمعنى ان هناك فرق بين النعم التي يراد بها الاحسان , والنعم التي يراد بها الاستدراج , لان الاولى هي التي تجمعك على الله تعالى بان تشاهدها منه , ولا تميل بك الى غيره , والثانيه هي التي تفرقك عن الله تعالى وذلك بالنظر الى غيره .
الثانيه : تمييز ما للحق عليك عما لك او منك , فتعلم ان الجنايه عليك حجه , والطاعه عليك منه , والحكم عليك حجه مالك معذره .
هذا الركن هو ان تميز ما للحق عليك من الفرائض والواجبات التي هي الطاعات - فانها منه لله عليك - وبين ما لك نفعه او ما منك يصدر حتى تستحق عليه أجرآ , اعلم بان العبد لا يستحق بالعمل أجرآ , اذ القيام بحق العبوديه واجب , ولا تفي طاعتك بشكر نعمه فانها نعمه اخرى منضمه الى سايرها فليس لك بها أجر .
وكذلك الجنايه - الذنب - عليك حجه لكونها من مقتضيات عينك فهي منك , - جنيت بها على نفسك وعرضتها للعقاب - وقد وجب عليك الاجتناب منها .
( والحكم بها ) حكم الله تعالى في قضائه وقدره بها ايضآ حجه عليك , لان حكم الله بها تابع للعلم , والعلم تابع لما عليه انت فلا تكون الحجه عليك معذره لك .
والثالث : ان تعرف ان كل طاعه رضيتها فهي عليك , وكل معصيه عيرت بها اخاك فهي اليك , فلا تضيع ميزان وقتك من يديك .
ان الطاعه التي ترضي بها عن نفسك فهي عليك , لانك اذا رضيت بها فقد توهمت انك وفيت حق الله تعالى بها , وان نفسك ادت ما عليها من حق الله تعالى , وأي طاعه منها تليق بحضرة سيدها ؟ ومتى ادت حقه ؟ وكيف وفيت بها حقه وهي حق منه عليك ؟ فاذا رضيتها له فهي عليك - لا لك .
واعلم انك اذا عيرت اخاك بمعصيه رجوع المعصيه اليك , لانك لما عيرته بها قد نزهت نفسك منها وبرأتها, ورضيت واطماننة منها واعجبت بعصمتها , وظننت انك خير منه فمعصيتك اكثر من معصيته فقد آلت المعصيه اليك افحش واعظم مما كانت عليه , اذ عسى الله ان يعفو عنه ويغفر له ذنبه ويعاقبك بها .
ولا تضيع ميزانك من بين يديك اي ميز هذه الاشياء وزنها بميزان نفسك حتى لا تضيع وقتك اذ الخلل في الموازنه في وقت المحاسبه تضييع له .
اعلم يا اخي : ان على الانسان المجاهد الذي نهض لاصلاح نفسه , واراد ان يصفي باطنه ويفرغه من جنود ابليس , عليه ان يمسك ( خياله ) وان لا يسمح له ان يطير حيثما شاء , لان هذا الخيال طائر متحلق يستقر في كل آن على غصن ويجلب الكثير من الشقاء .
وانه احدى وسائل الشيطان التي جعل الانسان بواستطها مسكينآ عاجز ودفعه نحو الشقاء , وعليك ان تمنعه من التحليق في الخيالات الفاسده والباطله والمعاصي والشيطنه , وان توجه خيالك دائمآ نحو الامور الشريفه , وهذا الامر صعب في البدايه ويصوره الشيطان وجنوده لنا كانه امر عظيم , ولكنه يصبح يسير بعد المراقبه والمحاسبه والحذر .
عليك بسد الابواب العظيمه للشيطان في القلب وهي :
الشهوه والغضب والحرص والحسد والعداوه والعجب والحقد والكبر والطمع والبخل والخفه والجبن وحب حطام الدنيا والشوق الى التزيين بالثياب الفاخره والعجله في الامر وخوف الفاقه والفقر والتعصب لغير الله وسوء الظن بالخالق والمخلوق وغير ذلك من ذمائم الصفات ورذائل الملكات , فانها ابواب عظيمه للشيطان , فاذا وجد بعضها مفتوحآ يدخل منه الى القلب بالوساوس المتعلقه به , وذا سدت لم يكن له اليه سبيل الا على طريق الاختلاس .
وعليك بكثرة الذكر بالقلب واللسان , فاذا قلعت عن القلب اصول ذمائم الصفات المذكوره التي هي بمنزلة الابواب العظيمه للشيطان , زالت عنه وجود سلطنته وتصرفاته سوى على شكل خطرات او اجتيازات .
الذكر ييمنعه ويقطع تسلطه ويصرفه عن القلب , على ان تسد ابوابه , لانه لا ينفع الذكر اللساني في ازالته , لان حقيقة الذكر لا تتمكن في القلب الا بعد تخليته عن الرذائل وتحليته بالفضائل , وبدونهما يصبح الذكر حديث نفس لا يندفع به كيد الشيطان وتسلطه .قال سبحانه وتعالى :
{ ان الذين مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون }
ما عليك اخي : ومن باب التجربه ان تسيطر على جزء من خيالك وتنتبه له , فمتى ما اراد ان يتوجه الى امر وضيع اصرفه نحو امور اخرى كالمباحات والامور الراجحه , فاذا رايت انك حصلت على نتيجه فاشكر الله تعالى على هذا التوفيق وتابع سعيك لعل ربك يفتح لك برحمته الطريق امامك للملكوت وتهتدي الى صراط الانسانيه المستقيم , ويسهل عليك مهمة السلوك اليه سبحانه وتعالى .
وانتبه الى ان الخيالات الفاسده والتصورات الباطله هي من القاءات الشيطان الذي يريد ان يوطن جنوده في مملكة باطنك , فعليك المجاهده ضد الشيطان وجنوده , وانت تريد ان تجعل من صفحة نفسك مملكه الاهيه رحمانيه , عليك ان تحذر كيد اللعين , وان تبعد عنك هذه الاوهام المخالفه لرضا الله تعالى . حتى تنتزع - ان شاء الله - هذا المتراس المهم جدآ من يد الشيطان وجنوده في هذه المعركه الداخليه , فهذا المتراس بمنزلة الحد الفاصل فاذا تغلبت وانتصرت فتأمل خيرآ .
ايها العزيز : استعن بالله تبارك وتعالى في كل آن ولحظه واستغث بحضرة معبودك واطلب بعجز والحاح قائلآ :
اللهم ان الشيطان عدو عظيم كان له ولا يزال طمع بانبيائك واوليائك العظام .
اللهم فاعني وانا عبدك الضعيف المبتلى بالاوهام الباطله والخيالات والخرافات العاطله كي استطيع ان اجابه هذا العدو القوي .
اللهم وساعدني في ساحة المعركه مع هذا العدو القوي الذي يهدد سعادتي وانسانيتي , لكي استطيع ان اطرد جنوده من المملكة العائده لك , واقطع يد هذا الغاصب من البيت المختص بك .
والحمد لله رب العالمين






التوقيع

ظذذذالبرنامج الاول : 7 / 9 / 2019
البرنامج الثاني : 17 / 10 / 2019
البرنامج الثالث :
نهاية البرنامج الثالث :

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 10:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.