:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي :: |
|
|
أدوات الموضوع |
10-04-2011, 10:44 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيرٌ إلى الله في طريق التفكر أول مقام وأول شرط في التوجه نحو السير والسلوك إلى الله ومجاهدة النفس هو (التفكر) بل يُعد من المقومات الأساسية لبدْء المسير, ومن دون الارتقاء إلى مقام التفكر لا يمكن الخروج من عالم الغفلة والدخول في عالم اليقظة, ومعرفة من أين المبدأ وإلى أين المنتهى, قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: ( رحم الله امرأً عرف من أين وفي أين وإلى أين). إن التفكر في هذه الأمور المهمة تجعل الإنسان يصل إلى معطيات ونتائج تجعله على بصيرة من أمره في سيره إلى الله, وفي هذا الصدد قال أمير المؤمنين عليه السلام: ( العامل من دون بصيرة كالسائر على غير الطريق لا تزيده كثرة العطاء إلا بعداً ) . والتفكر في هذا المقام هو أن يأخذ من وقته بضع دقائق في خلوة مع نفسه يفكر في خالقه ومخلوقاته, واحتياج الكل إليه واستغنائه عن الكل (يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغني ) والتفكر في مبدأ الوجود (من أين وجوده) حتى لا يصل إلى ( جئتُ ولا أدري من أين أتيت) والتفكر أيضاً في غاية وجوده في هذه الدنيا وفي الذين يرحلون عنها وما خلفوه فيها وإلى أين مصيرهم وكذلك التفكر في النفس وتقلباتها, وفي الجسم وعجائبه, وفي الكون وغرائبه (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق....). (عالم الإنسانية .. عالم عميق الأغوار.. عالم غامض ومجهول, كثيرون من البشر يتصورون أنفسهم صغاراً محدودين لكننا لو أصغينا إلى هؤلاء وتساءلنا معهم عن شعور بالبداية أو إحساس بالنهاية لقلما وجدنا منهم من يذكر له بداية أو تخطر في باله نهاية. إن المرء يكاد ينكر أن تكون بدايته لحظة الميلاد ويكاد يرفض في الوقت نفسه أن يكون الموت هو النهاية.. هذا الإحساس المتجذر في الذات قد يكون أول الأدلة على أن تاريخ الإنسان روحياً يمتد إلى ماضٍ سحيق أمّا مستقبله فسوف يستمر إلى ما شاء الله و ما الدنيا إلا مرحلة عابرة في مسار طويل.. طويل جداً. يقولون إن الشعور بالضمأ أكبر دليل على وجود الماء.. والشوق إلى الخلد دليل على وجود عالم الخلد.. وإن الإنسان أكبر مما نتصور). يقول الإمام علي عليه السلام في الشعر المنسوب إليه: دواؤك فيك وما تبصر وداؤك فيك وما تشعر وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر. الإنسان مخلوق من طين من صلصال من حمأ مسنون ثم نفخ الله فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها وسجدت له الملائكة أجمعون وكرمه الله وخلقه في أحسن تقويم وشاءت إرادته سبحانه وتعالى أن يُمتحن الإنسان في عالم الدنيا, وأن يكتشف بنفسه الطريق إلى الله، وتكفل الله هدايته إلى معالم الطريق. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 يقول الإمام علي عليه السلام: (من عرف نفسه فقد عرف ربه). لقد انطوى العالم الأكبر فيك بغرائبه وعجائبه وأطواره المختلفة وقواه الكبيرة, فعلى الإنسان أن يتفكر في كل ذلك حتى يتوصل إلى معرفة نفسه وما مدى قواها لمجاهدتها والانتصار عليها و ترويض وكبح جماح قواها الغريزية وهواها الشهوانية الحيوانية, واصلاً إلى جنة اللقاء (لقاء الله) (أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى), بعد الانتصار في سوح الجهاد الأكبر مع النفس. قال أحد أساتذة العرفان: ( كان شاب ما انفك يتودد إليَّ ويطلب أن يكون تلميذاًُ عندي لتنمو روحه قال لي يوماً: لست لطيفاً بي ولا أدري لماذا؟ فأنت لا تعلمني شيئاً يساعدني في كبح شرور الهوى.. لا تعلمني ذكراً ولا دعاءً أو ورداً أستطيع به ترويض نفسي حتى لا تجرني إلى المعاصي, قلت له: أنت لا تعرف حتى إلى الآن حقيقة نفسك ولا تعرف مدى قوتها فكيف تريد صراعها, إن من لا يعرف مدى قوة عدوه فكيف يستطيع منازلته؟ النفس قوة كبيرة تستطيع جر الإنسان إلى الخطيئة, النفس عفريت لا ينام, حتى الأنبياء مع ما هم فيه من قدرة روحية يخشون نفوسهم ويستغيثون بالله من شرورها . يقول أمير المؤمنين: ( إن نفسك لخدوع إن تثق بها يقتدك الشيطان إلى ارتكاب المحارم, إن النفس لأمارة بالفحشاء, فمن ائتمنها خانته ومن استأمن إليها أهلكته ومن رضى عنها وردته شر الموارد, وإن المؤمن لا يمسي و لا يصبح إلا ونفسه ظنون عنده فلا يزال زاوياً عليها مستزيداً إليها). وعلى هذا إن أردت جهاد نفسك فعليك أن تستعد بأكثر من هذا ولقد كان لي صديق سافر إلى الهند وذهب إلى المرتاضين هناك وإلتقى معلماً لبعضهم فسأله: كيف يبدأ تلامذتك رياضتهم وما هي تعليماتك لهم؟ قال: إننا نختبر التلميذ في الأشياء التي يحبها أكثر والتي ينفر منها أكثر, وعندما يتضح لدينا ذلك تأتي التعليمات بضد ذلك انظر إلى هذا مثلاً- وأشار إلى تلميذ بيده ملعقة كبيرة يحرك بها محتوى قدر مليء بالعذرة- إنه حساس جداً يكاد يتقيأ إذا وقعت عينه على لعاب إنسان, لا يتناول طعامه إلاَّ بالشوكة والسكين وهنا أنت ترى كيف يعمل وفق هذه التعليمات لكي يتمرن على تحكمه بنفسه لا العكس!! وهذا الآخر متكبر ومغرور بثروته جاءنا وعرض علينا مالاً كبيراً مقابل تعليمه ورداً يستطيع أن يكبح أهواءه قلنا له: المال لا يصنع لك شيئاً إذا أردت أن تقهر نفسك فعليك أن تجلس في باب شركتك وتسأل الناس أن يتصدقوا عليك, أن تتسول من أجل تمريغ غرورك الفارغ بالتراب. لهذا قلت للشاب هكذا يفعل المرتاضون الهنود وكل هذا من أجل تقوية أرواحهم وهم يفعلون ذلك عن طريق غير مشروع, فإن أردت النجاح في جهاد نفسك عن طريق مشروع فما عليك إلا أن تقاوم رغبات نفسك وأهواءها, وتعاليم الإسلام ليست أعقد مما يفعلون, سواء أكانت في اتجاه إيجابي, يعني أداء الواجبات والمستحبات, أو الاتجاه السلبي وهو ترك المحرمات والمكروهات, كما إن هذه التعاليم الإسلامية مفيدة وتقرب الإنسان من الله زلفى وتوفقه ليكون من أتباع أهل البيت حقاً ومن أنصارهم في الدنيا وأحبابهم في الآخرة, وتزيل عن قلب الإنسان الحجب الظلمانية وتضع خطاه في الصراط المستقيم وتوصله إلى المقصود. وقرر الشاب أن يبدأ جهاده الأكبر بشهامة الشباب المؤمن وقال: سأقوم بكل ما من شأنه أن يكبح هوى النفس, حتى لو اضطرني ذلك للقيام بما يقوم به الهنود. قلت له: إن أردت أن تغلب هواك فكن شديداً على نفسك, لأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله يقول: ( لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده) ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: (غالب الهوى مغالبة الخصم خصمه فحاربه محاربة العدو عدوه لعلك تملكه) . كل هذا وذاك يعطي الإنسان وقفة تأمل واسترجاع الأمور برمتها ليكتشف إنه لم يُخلق إلا لهدف أسمى من إشباع الرغبات والشهوات, فلو تفكرنا في الإنسان الآلي ومما يتركب وفككنا أعضاءَهُ لرأينا أنه مزود بذاكرة تتلقى أوامر معينة, أي غاية صنعه هو نقل الأشياء من مكان إلى آخر فقط, أما لو تفكرنا في أنفسنا وفي مملكة جسمنا الغريب وكل النعم التي أنعم الله علينا بها, وما الغاية من إرسال الرسل والأنبياء إلينا ،لعرفنا أن كل تلك النعم ليست لأجل أن نعيش الحياة الحيوانية وإشباع شهواتنا ورغباتنا التي نشترك فيها مع الحيوانات بل هي من أجل هدف وغاية أخرى. (إن الإنسان إذا فكر للحظة واحدة, عرف أن الهدف من هذه النعم هو شيء آخر, وأن الغاية من هذا الخلق, أسمى وأعظم وأن هذه الحياة الحيوانية ليست هي الغاية بحد ذاتها, وأن على الإنسان العاقل أن يفكر بنفسه, وأن يترحم على حاله ونفسه المسكينة, ويخاطبها: أيتها النفس الشقية التي قضيت سني عمرك الطويلة في الشهوات ولم يكن نصيبك سوى الحسرة والندامة, ابحثي عن الرحمة, واستحي من مالك الملوك, وسيري قليلاً في طريق الهدف الأساسي المؤدي إلى حياة الخلد والسعادة السرمدية, ولا تبيعي تلك السعادة بشهوات أيام قليلة فانية, التي لا تتحصل حتى مع الصعوبات المضنية الشاقة, فكري قليلاً في أحوال أهل الدنيا, والسابقين, وتأملي متاعبهم وآلامهم كم هي أكبر وأكثر بالنسبة إلى هنائهم, في نفس الوقت الذي لا يوجد فيه هناء وراحة لأي شخص. ذلك الذي يكون في صورة الإنسان ولكنه من جنود الشيطان وأعوانه, والذي يدعوك إلى الشهوات, ويقول: يجب ضمان الحياة المادية, تأمل قليلاً في حال نفس ذلك الإنسان استنطقه, وانظر هل هو راضٍ عن ظروفه, أم أنه مبتلٍ ويريد أن يبلي مسكيناً آخر؟! وعلى أي حال, فادع ربك بعجز وتضرع أن يعينك على أداء واجباتك التي ينبغي أن تكون أساس العلاقة فيما بينك وبينه سبحانه و تعالى, والأمل أن يهديك هذا التفكير -المقترن بنية مجاهدة الشيطان والنفس الأمارة- إلى طريق آخر, وتوفق للترقي إلى منزلة أخرى من منازل المجاهدة) . وقد يصل الإنسان السالك إلى (مقام التفكر) وهو صامت, يفكر في نفسه ومن حوله وفي الآفاق, وليس شرطاً أن يكون في عزلة قد يكون في وسط الناس في عالم الكثرة وهو في عالم الوحدة مع الله سبحانه وتعالى, ولهذا جاء في الأثر إن عيسى بن مريم قال: (طوبى لمن كان صمته فكراً ونظره عبرة). ------------------------------- مصدر النقل: منتديات نور العترة - الكاتب/ الولي الصادق
|
|||
10-04-2011, 03:42 PM | رقم المشاركة : 2 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
10-04-2011, 07:36 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسمه تعالى،،
|
|||
02-29-2012, 12:44 AM | رقم المشاركة : 4 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
كيفيت العلاج والارتقاء الى الله والخروج من الدنيا والوصول الى نور محمد آل بيت محمد ؟؟ |
|
02-29-2012, 01:09 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم اقتباس:
بارك الله بكم ووفقكم لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام
|
||||
02-29-2012, 02:27 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
04-09-2012, 10:22 AM | رقم المشاركة : 7 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
04-19-2012, 10:14 AM | رقم المشاركة : 8 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
اِلـهي اَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي، فَوَ عِزَّتِكَ ما اَجِدُ لِذُنوُبي سِواكَ غافِراً، وَلا اَرى لِكَسْري غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالانابَةِ اِلَيْكَ، وَعَنَوْتُ بِالاْسْتِكانَةِ لَدَيْكَ . |
|
04-19-2012, 09:00 PM | رقم المشاركة : 9 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
06-23-2012, 10:00 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-27-2012, 11:48 PM | رقم المشاركة : 11 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
[ الله COLOR="DarkRed"]بسم الله الرحمن الرحيم |
|
10-09-2012, 11:55 PM | رقم المشاركة : 12 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسمه تعالى |
|
10-27-2012, 08:06 PM | رقم المشاركة : 13 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
10-31-2012, 12:08 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
موفقين لكل خير
|
||||||
11-04-2012, 04:37 PM | رقم المشاركة : 15 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
شكرا جزيلا على الطرح الرائع |
|
11-04-2012, 05:48 PM | رقم المشاركة : 16 | ||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم اقتباس:
فحري بالمؤمن أن يبذر البذرة و الله عز وجل هو الاولى بالانبات فهو صاحب المزرعة وهو الاحرص على استنبات هذه البذور فالله عندما يرى عبده ساعيا في الهداية فان الله يتدخل في المسك بيده ومن تلك البذور هي التفكر في الله عز وجل .. احسنتي اختي الكريمه على هذا الطرح النوراني وفقكم الله لمرضاته |
||
11-05-2012, 02:40 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
جميل
|
|||
03-06-2013, 08:22 AM | رقم المشاركة : 18 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
اللهم صلي على محمد وال محمد |
|
05-27-2013, 04:50 AM | رقم المشاركة : 19 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
10-07-2013, 09:27 PM | رقم المشاركة : 20 | |
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيدنا محمد وعلى أل بيته الطيبين الطاهرين |
|
10-10-2013, 12:44 AM | رقم المشاركة : 21 | |||
|
رد: السيرٌ إلى الله في طريق التفكر
موضوع رائع
|
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|