مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـــور الـســـادة الإســلامــيـة > نور الأدعية والزيارات > قسم الأدعية اليومية
التسجيل التعليمـــات التقويم

قسم الأدعية اليومية قسم خاص بالأدعية اليومية .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-11-2011, 03:23 PM   رقم المشاركة : 1
سلام الحاج
موالي جديد








سلام الحاج غير متواجد حالياً

افتراضي دعاء الأمان للامام علي عليه السلام هدية من الكاتبة سلام الحاج في شهر رمضان


دعاء الامان للامام علي عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآ ل محمد وعجل فرجهم

اللهم انك ابتدأتني بالنعم ولم استوجبها منك بعمل ولا شكر، وخلقتني ولم أك شيئا، سويت خلقي وصورتني فاحسنت صورتي وغذوتني برزقك جنينا وغذوتني به كبيرا، ونقلتني من حال ضعف الى حال قوة، ومن حال جهل الى حال علم، ومن حال فقر الى حال غنى.

وكنت في ذلك رحيما رفيقا بي، تبدلني صحة بسقم وجدة بعدم، ونطقا ببكم، وسمعا بصمم، وراحة بتعب، وفهما بعيًّ وعلما بجهل، ونعما ببؤس، حتى اذا اطلقتنني من عقال وهديتني من ضلال فاهتديت لدينك اذ هديتني، وحفظتني وكنفتني وكفيتني، ودافعت عني وقوّيت.

فتظاهرت نعمك علي وتم احسانك الي وكمل معروفك لدي، بلوت خبري فظهر لك قلة شكري، والجرأة عليك مني مع العصيان لك، فحلمت عني ولم تؤاخذني بجريرتي، ولم تهتك ستري، ولم تبد للمخلوقين عورتي، بل اخرتني ومهلتني وانقذتني فانا اتقلب في نعمائك مقيم على معاصيك، اكاتم بها من العاصين وانت مطلع عليها مني، كأنك اهون المطلعين على قبيح عملي وكأنهم يحاسبون(1) عليها دونك.

الهي فايّ نعمك اشكر، ما ابتدأتني منها بلا استحقاق او حلمك عني بادامة النعم وزيادتك اياي كأني من المحسنين الشاكرين ولست منهم.

الهي فلم ينقض عجبي من نفسي ومن اي اموري كلها لا اعجب، من رغبتني عن طاعتك عمدا، او من توجهي الى معصيتك قصداً، او من عكوفي على الحرام بما لو كان حلالاً لما اقنعني.

فسبحانك ما اظهر حجتك علي، واقدم صفحك عني، واكرم عفوك عمن استعان بنعمتك على معصيتك وتعرض لك على معرفته بشدة بطشك وصولة سلطانك وسطوة غضبك.

الهي ما اشد استخفافي بعذابك(2) اذ بالغت في اسخاطك واطعت الشطان وامكنت هواي من عناني وسلس له قيادي، فلم اعص الشيطان ولا هواي رغبة في رضاك ولا رهبة من سخطك.

فالويل لي منك ثم الويل، اكثر ذكرك في الضراء واغفل عنه في السراء، واخف في معصيتك، واثاقل عن طاعتك، مع سبوغ نعمتك علي وحسن بلائك لدي وقلة شكري، بل لاصبر لي على بلاء ولا شكر لي على نعماء.

الهي فهذا ثنائي على نفسي وعلمك بما حفظت ونسيت وما استكنّ في ضميري مما قدم به عهدي وحدث من كبائر الذنوب وعظائم الفواحش التي جنيتها اكثر مما نطق به لساني واثنيت به على نفسي.

الهي وها انا ذا بين يديك، معترف لك بخطائي، وهاتان يداي سلم لك وهذه رقبتي خاضعة بين يديك لما جنيت على نفسي، ايا حبة(3) قلبي تقطعت اسباب الخدائع واضمحل عني كل باطل وزاسلمني الخلق وافردني الدهر، فقمت هذا المقام، ولو لا ما مننت به علي يا سيدي ما قدرت على ذلك.

اللهم فكن غافرا لذنبي وراحما لضعفي، وعافيا عني مما اولاك بحسن النظر لي، وبعتقي اذ ملكت رقي، وبالعفو عني اذ قدرت على الانتقام مني.

الهي وسيدي اتراك راحما تضرعي وناظرا ذل موقفي بين يديك ووحشتي من الناس وانسي بك يا كريم، ليت شعري ابغفلاتي معرض انت عني ام ناظر الي، بل ليت شعري كيف انت صانع بي ولا اشعر.

اتقول يا مولاي لدعائي: نعم، ام تقول: لا، فان قلت: نعم، فذلك ظني بك، فطوبى لي، انا السعيد طوبى لي، انا المغبوط طوبى لي، انا الغني طوبى لي، انا المرحوم طوبى لي، انا المقبول طوبى لي، وان قلت يا مولاي - واعوذ بك-: لا، فبغير ذلك منتني نفسي، فيا ويلي ويا عولي، ويا شقوتي، ويا ذلي، ويا خيبة املي، ويا انقطاع اجلي، ليت شعري أللشقاء ولدتني امي فليتها لم تلدني، بل ليت شعري أللنار ربتني فليتها لم تربني.

الهي ما عظم ما ابتليتني به واجلّ مصيبتي واخيب دعائي واقطع رجائي وادوم شقائي ان لم ترحمني، الهي ان لم ترحم عبدك ومسكينك وفقيرك وسائلك وراجيك، فالى من او كيف او ماذا او من ارجو ان يعود علي حين ترفضني، يا واسع المغفرة.

الهي فلا تمنعك كثرة ذنوبي وخطاياي ومعاصي واسرافي على نفسي واجترائي عليك ودخولي فيما حرمت علي ان تعود برحمتك على مسكنتي، وبصفحك الجميل على اسائتي وبغفرانك القديم على عظيم جرمي، فانك تعفو عن المسيء وانا يا سيدي المسيء، وتغفر للمذنب وانا يا سيدي المذنب، وتتجاوز عن المخطئ وانا يا سيدي مخطئ، وترحم المسرف وانا يا سيدي مسرف.

اي سيدي اي سيدي اي سيدي، اي مولاي اي رجائي اي مترحم اي مترئف، اي متعطف اي متحنن، اي متملك اي متجبر، اي متسلط، لا عمل لي ارجو به نجاح حاجتي.

فاسألك باسمك المخزون المكنون الطهر الطاهر المطهر الذي جعلته في ذاتك فاستقر في علمك وغيبك فلا يخرج منهما ابداً، فبك يارب اسألك وبه وبنبيك محمد صلى الله عليه وآله، وباخي نبيك امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، وبفاطمة الطاهرة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة من الاولين والاخرين، وبالائمة الصادقين الطاهرين الذين اوجبت حقوقهم وافترضت طاعتهم وقرنتها بطاعتك على الخلق اجمعين، فلا شيء لي غير هذا ولا اجد امنع لي منه.

اللهم انك قلت في محكم كتابك الناطق على لسان نبيك الصادق صلوات الله عليه وآله:«فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ»(4).

فها انا يا رب مستكين، متضرع اليك، عائذ بك، متوكل عليك، وقلت يا سيدي ومولاي:«وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» (5).

وانا ياسيدي استغفرك واتوب، وابوء بذنبي واعترف بخطيئتي واستقيلك عثرتي، فهب لي ما انت به خبير، وقلت جل ثناؤك وتقدست اسماؤك: «يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»(6)

فلبيك اللهم لبيك وسعديك والخير في يديك، انا سيدي المسرف على نفسي وقد وقفت مواقف الاذلاء المذنبين العاصين المتجرئين عليك، المستخفين بوعدك ووعيدك، اللاهين عن طاعتك وطاعة رسولك.

فأيّ جرأة اجترات عليك، واي تغرير غررت بنفسي، فانا المقر بذنبي، المرتهن بعملي، المتحير عن قصدي، المتهور في خطيئتي، الغريق في بحور ذنوبي، المنقطع بي، لا اجد لذنوبي غافراً، ولا لتوبتي قابلاً، ولا لندائي سامعاً، ولا لعثرتي مقيلاً، ولا لعورتي ساترا، ولا لدعائي مجيبا غيرك.

يا سيدي فلا تحرمني ما جدت به على من اسرف على نفسه وعصاك ثم ترضّاك، ولا تهلكني ان عذت بك ولذت وانخت بفنائك واستجرت بك ان دعوتك يا مولاي، فبذلك امرتني وانت ضمنت لي، وان سألتك فاعطني، وان طلبت منك فلا تحرمني.

الهي اغفر لي وتب علي وارض عني، وان لم ترض عني فاعف عني، فقد لايرضى المولى عن عبده ثم يعفو عنه، ليس تشبه مسألتي مسألة السؤال، لان السائل اذا سأل وردّ، ومنع امتنع ورجع، وانا اسألك والحّ عليك بكرمك وجودك وحياءك من رد سائل مستعط، يتعرض لمعروفك ويلتمس صدقتك وينيخ بفنائك ويطرق بابك.

وعزتك وجلالك يا سيدي لو طبقت ذنوبي بين السماء والارض وخرقت النجوم وبلغت اسفل الثرى، وجاوزت الارض السابعة السفلى، واوفت على الرمل والحصى، ما ردني اليأس عن توقع غفرانك ولا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك.

الهي وسيدي دللتني على سؤال الجنة وعرفتني فيها الوسيلة اليك، وانا اتوسل اليك بتلك الوسيلة محمد وآله صلى الله عليهم اجمعين، فاتدل على خيرك ونوالك السؤال ثم تمنعهم، وانت الكريم المحمود في كل الافعال، كلا وعزتك يا مولاي انك اكرم من ذلك واوسع فضلاً.

اللهم اغفر لي وارحمني وارض عني وتب علي واعصمني واعف عني وسددني ووفقني واجرني واجعلني في ذمتك ولا تعذبني.

اللهم واجعل لي الى كل خير سبيلا وفي كل خير نصيبا، ولا تؤمني مكرك ولا تقطني من رحمتك ولا تؤيسني من روحك، فانه لا يأمن مكرك إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ولا يقنط من رحمتك الا القوم الضالون، لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِك إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ، آمنت بك اللهم فآمني، واستجرت بك فأجرني، واستغثت بك فأغثني.

اللهم اني اسألك الامان الامان يا كريم يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فصعق من في السماوات ومن في الارض، الا من شاء الله، ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون، وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ.

وأسألك الامان الامان يا كريميَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا،

وأسألك الامان الامان يا كريم يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ، وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ.

وأسالك الامان الامان يا كريم يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا،

وأسألك الامان الامان يا كريم يوم تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.

وأسألك الامان الامان يا كريم يوم يفر المرء من اخيه، وامه وابيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه،

وأسألك الامان الامان يا كريم يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.

واسألك الامان الامان يا كريميَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.

واسألك الامان الامان يا كريم يوم الآزفة، إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ،

واسألك الامان الامان يا كريم يَوْم لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ.

اللهم فقد استأمنت اليك فاقبلني، واستجرت بك فأجرني، يا اكرم من استجار به المستجيرون، ولا تردني خائبا من رحمتك، وهب لي من لدنك الرضا، انك على كل شيء قدير.


هدية على حب محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
نسألكم الدعاء
ونرجو تثبيت الادراج
الكاتبة سلام الحاج
من جنوب لبنان







  رد مع اقتباس
قديم 08-11-2011, 03:27 PM   رقم المشاركة : 2
سلام الحاج
موالي جديد








سلام الحاج غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دعاء الأمان للامام علي عليه السلام هدية من الكاتبة سلام الحاج في شهر رمضان

مناجاة الامام علي عليه السلام


دعاؤه عليه السلام في المناجاة


الهي صل على محمد وآل محمد، وارحمني اذا انقطع من الدنيا اثري، وانمحى من المخلوقين ذكري، وصرت من المنسيين، كمن قد نسي قبلي.


الهي كبرت سني، ورق جلدي، ودق عظمي، ونال الدهر مني(1)، واقترب اجلي، ونفدت ايامي، وذهبت ‏شهوتي، وبقيت تبعتي.


الهي ارحمني اذا تغيرت صورتي، وامتحت محاسني(2)، وبلي جسمي وتقطعت اوصالي، وتفرقت اعضائي.


الهي افحمتني(3) ذنوبي، وقطعت مقالتي، فلا حجة لي ولا عذر، فانا المقر بجرمي، المعترف باساءتي، الاسير بذنبي، المرتهن بعملي، المتهور في بحور خطيئتي(4)، المتحير عن قصدي، المنقطع بي، فصل على محمد وآل محمد، وارحمني برحمتك، وتجاوز عني ياكرم بفضلك.


الهي ان كان صغر في جنب طاعتك عملي، فقد كبر في جنب رجائك املي.


الهي كيف انقلب بالخيبة من عندك محروماً، وقد كان ظني بجودك ان تقلبني(5) بالنجاة مرحوماً.


لم اسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين، فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين، الهي عظم جرمي اذ كنت المبارز به، وكبر ذنبي اذ كنت المطالب به، الا اني اذا ذكرت كبر جرمي وعظم غفرانك، وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك.


الهي ان دعاني الى النار بذنبي مخشي عقابك، فقد ناداني الى الجنة بالرجاء حسن ثوابك، الهي ان اوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك، فقد آنستني باليقين مكارم عطفك.


الهي ان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد انبهتني المعرفة يا سيدي بكريم آلائك، الهي ان عزب(6) لُبّي عن تقويم ما يصلحني، فما عزب ايقاني بنظرك لي فيما ينفعني.


الهي ان انقرضت بغير ما احببت من السعي ايامي، فبالايمان امضتها الماضيات من اعوامي، الهي جئتك ملهوفا، قد البست عدم فاقتي، واقامني مقام الاذلاء بين يديك ضر حاجتي.


الهي كرمت فاكرمني اذ كنت من سؤالك، وجدت بالمعروف فاخلطني باهل نوالك، الهي مسكنتي لا يجبرها الا عطاؤك، وامنيتي لا يغنيها الا جزاؤك(7).


الهي اصبحت على باب من ابواب منحك سائلا، وعن التعرض لسواك بالمسألة عادلا، وليس من جميل (امتنانك) رد سائل ملهوف، ومضطر لانتظار خيرك مالوف.


الهي اقمت نفسي على قنطرة (من قناطر) الاخطار، مبلواً بالاعمال والاعتبار، فانا الهالك ان لم تعن عليها بتخفيف الاوزار، الهي امن اهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي، ام من اهل السعادة خلقتني فابشر رجائي.


الهي ان حرمتني رؤية محمد صلى الله عليه وآله في دار السلام، واعدمتني طواف(8) الوصفاء(9) من الخدام، وصرفت وجه تاميلي بالخيبة في دار المقام، فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الفضل والانعام.


الهي وعزتك وجلالك، لو قرنتني في الاصفاد طول الايام، ومنعتني سيبك(10) من بين الانام، وحلت‏ بيني وبين الكرام، ما قطعت رجائي منك، ولا صرفت وجه انتظاري للعفو عنك.


الهي لو لم تهدني للاسلام ما اهتديت، ولو لم ترزقني الايمان بك ما آمنت، ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت، ولو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت، ولو لم تبين لي شديد عقابك ما استجرت.


الهي اطعتك في احب الاشياء اليك وهو التوحيد، ولم اعصك في ابغض الاشياء اليك وهو الكفر، فاغفر لي ما بينهما.


الهي احب طاعتك وان قصرت عنها، واكره معصيتك وان ركبتها، فتفضل علي بالجنة وان لم اكن اهلها، وخلصني من النار وان كنت استوجبتها.


الهي ان اقعدني التخلف عن السبق مع الابرار فقد اقامتني الثقة بك على مدارج الاخيار، الهي قلب حشوته من محبتك في دار الدنيا، كيف تطلع عليه نار محرقة في لظى.


الهي نفس اعززتها بتاييد ايمانك، كيف تذلها بين اطباق نيرانك، الهي لسان كسوته من تماجيدك(11) انيق اثوابها(12)، كيف تهوي اليه من النار مشعلات التهابها، الهي كل مكروب اليك يلتجيء، وكل محزون اياك يرتجي.


الهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا، وسمع الزاهدون بعظيم جزائك فقنعوا، وسمع المولون عن القصد بجودك فرجعوا، وسمع المجرمون بسعة غفرانك فطمعوا، وسمع المؤمنون بكرم عفوك وفضل عوارفك(13) فرغبوا، حتى ازدحمت مولاي ببابك عصائب(14) العصاة من عبادك، وعجت اليك منهم عجيج الضجيج(15) ‏بالدعاء في بلادك، ولكل امل ساق صاحبه اليك محتاجاً، ولكل قلب تركه وجيب(16) خوف المنع منك مهتاجا(17)، وانت المسؤول الذي لا تسود لديه وجوه المطالب، ولم تزر بنزيله قطيعات المعاطب(18).


الهي ان اخطات طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها، فقد اصبت طريق الفزع اليك بما فيه سلامتها، الهي ان كانت نفسي استسعدتني متمردة على ما يرديها، فقد استسعدتها الآن بدعائك على ما ينجيها.


الهي ان عداني الاجتهاد في ابتغاء منفعتي، فلم يعدني برك بما فيه مصلحتي، الهي ان قسطت في الحكم على نفسي بما فيه حسرتها، فقد اقسطت الآن بتعريفي اياها من رحمتك اشفاق رأفتها(19)، الهي ان اجحف بي(20)
قلة الزاد في المسير اليك، فقد وصلته بذخائر ما اعددته من فضل تعويلي عليك.


الهي اذا ذكرت رحمتك ضحكت اليها وجوه وسائلي، واذا ذكرت سخطك بكت لها(21) عيون مسائلي، الهي فافض بسجل من سجالك على عبد بائس(22)، فقد اتلفه الظما، واحاط بخيط جيده كلال الونى(23).


الهي ادعوك دعاء من لم يرج غيرك بدعائه، وارجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه، الهي كيف ارد عارض تطلعي الى نوالك وانما انا في استرزاقي لهذا البدن احد عيالك، الهي كيف اسكت‏ بالافحام(24) لسان ضراعتي، وقد اقلقني(25) ما ابهم علي من مصير عاقبتي.


الهي قد علمت‏ حاجة نفسي الى ما تكفلت لي به من الرزق في حياتي، وعرفت قلة استغنائي عنه من الجنة بعد وفاتي، فيا من سمح لي به متفضلاً في العاجل لا تمنعنيه يوم فاقتي اليه في الآجل، فمن شواهد نعمآء الكريم استتمام نعمائه، ومن محاسن آلاء الجواد استكمال آلائه(26).


الهي لولا ما جهلت من امري ما شكوت عثراتي، ولولا ما ذكرت من التفريط ما سفحت عبراتي، الهي صل على محمد وآل محمد وامح مثبتات العثرات بمرسلات العبرات، وهب لي كثير السيئات لقليل الحسنات.


الهي ان كنت لا ترحم الا المجدين في طاعتك فالى من يفزع المقصرون، وان كنت لا تقبل الا من المجتهدين فالى من يلتجئ المفرطون، وان كنت لا تكرم الا اهل الاحسان فكيف يصنع المسيؤون، وان كان لا يفوز يوم الحشر الا المتقون فبمن يستغيث المجرمون.


الهي وان كان لا يجوز على الصراط الا من اجازته براءة عمله، فانى بالجواز لمن لم يتب اليك قبل انقضاء اجله، الهي ان لم تجد الا من عمر بالزهد مكنون سريرته، فمن للمضطر الذي لم يرضه(27) بين العالمين سعي نقيبته(28).


الهي ان حجبت عن موحديك نظر تغمدك لجناياتهم(29)، اوقعهم غضبك بين المشركين في كرباتهم، الهي ان تنلنا يد احسانك يوم الورود، اختلطنا في الجزاء بذوى الجحود، الهي فاوجب لنا بالاسلام مذخور هباتك، واستصف ما كدرته الجرائر منا بصفو صلاتك.


الهي ارحمنا غرباء اذا تضمنتنا بطون لحودنا، وغميت(30) باللبن سقوف بيوتنا، واضجعنا مساكين على الايمان في قبورنا، وخلفنا فرادى في اضيق المضاجع، وصرعتنا المنايا في اعجب المصارع، وصرنا في ديار قوم كانها ماهولة(31)، وهي منهم بلاقع(32).


الهي واذا جئناك عراة حفاة مغبرة من ثرى الاجداث رؤوسنا، وشاحبة(33) من تراب الملاحيد وجوهنا، وخاشعة من اهوال القيامة ابصارنا، وذابلة(34) من شدة العطش شفاهنا، وجائعة لطول المقام بطوننا، وبادئة هنالك للعيون سوآتنا، وموقرة من ثقل الاوزار ظهورنا، ومشغولين بما قد دهانا(35) عن اهالينا واولادنا، فلا تضاعف المصآئب علينا باعراض وجهك الكريم عنا، وبسلب عائدة ما مثله الرجاء منا.


الهي ما حنت هذه العيون الى بكائها، ولا جادت منسربة بمائها، ولا اسهدها بنحيب الثاكلات فقد عزائها، الا لما اسلفته من عمدها وخطائها، وما دعاها اليه عواقب بلائها، وانت القادر يا عزيز على كشف غمائها.


الهي ان كنا مجرمين فانا نبكي على اضاعتنا من حرمتك ما تستوجبه، وان كنا محرومين فانا نبكي اذ فاتنا من جودك ما نطلبه.


الهي شـُب حلاوة(36) ما يستعذبه لساني من المنطق في بلاغته، بزهادة ما يرفعه قلبي من النصح في دلالته، الهي امرت بالمعروف وانت اولى به المأمورين، وامرت بصلة السؤال وانت ‏خير المسؤولين.


الهي كيف ينتقل بنا الياس عن الامساك عما لهجنا بطلابه(37)، وقد ادرعنا من تاميلنا اياك اسبغ اثوابه، الهي اذا هزت الرهبة(38) افنان مخافتنا انقلعت من الاصول اشجارها، واذا تنسمت(39) ارواح الرغبة اغصان رجائنا اينعت(40) ‏بتلقيح البشارة اثمارها.


الهي اذا تلونا من صفاتك "شديد العقاب" اسفنا، واذا تلونا منها الغفور الرحيم فرحنا، فنحن بين امرين، فلا سخطتك تؤمننا ولا رحمتك تؤيسنا، الهي ان قصرت مساعينا عن استحقاق نظرتك، فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك.


الهي انك لم تزل علينا بحظوظ صنائعك علينا منعما، ولنا من بين الاقاليم مكرماً، وتلك عادتك اللطيفة في اهلى الخيفة، في سالفات الدهور وغابراتها، وخاليات الليالي وباقياتها.


الهي فاجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك درجات نرقى بها الى ما عرفتنا من جنتك(41)، الهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا، وكيف تلتئم في غمراتها امورنا، وكيف يخلص لنا فيها سرورنا، وكيف يملكنا باللهو واللعب غرورنا، وقد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا.


الهي كيف نبتهج بدار قد حفرت فيها حفائر صرعتها، وفتلت(42) بايدي المنايا حبائل غدرتها، وجرعتنا مكرهين جرع مرارتها، ودلتنا النفس على انقطاع عيشتها، لولا ما اصغت اليه النفوس من رفائغ(43) لذتها، وافتتانها بالفانيات من فواحش زينتها.


الهي فاليك نلتجي من من مكائد خدعتها، وبك نستعين على عبور قنطرتها، وبك نستفطم(44) الجوارح من اخلاف شهوتها، وبك نستكشف من جلابيب حيرتها، وبك نقوم من القلوب استصعاب جهالتها.

يتبع بعونه تعالى

سلام الحاج







  رد مع اقتباس
قديم 08-11-2011, 03:28 PM   رقم المشاركة : 3
سلام الحاج
موالي جديد








سلام الحاج غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دعاء الأمان للامام علي عليه السلام هدية من الكاتبة سلام الحاج في شهر رمضان

يتبع المناجاة
يتبع للمناجاة للامام علي عليه السلام



الهي كيف للدور بان تمنع من فيها من طوارق الرزايا، وقد اصيب في كل دار سهم من اسهم المنايا، الهي ما تتفجع انفسنا من النقلة عن الديار، ان لم توحشنا هنالك من مرافقة الابرار، الهي ماتضرنا(45) فرقة الاخوان والقرابات، ان قربتنا منك يا ذا العطيات.


الهي ما تجف من ماء الرجاء مجاري لهواتنا(46)، ان لم تحم طير الاشائم بحياض رغباتنا، الهي ان عذبتني فعبد خلقته لما اردته فعذبته بعدلك، وان رحمتني فعبد وجدته مسيئا فانجيته برحمتك.


الهي لا سبيل الى الاحتراس من الذنب الا بعصمتك، ولا وصول الى عمل الخيرات الا بمشيتك، فكيف لي بافادة ما اسلمتني فيه مشيتك، وكيف لي بالاحتراس من الذنب ما لم تدركني فيه عصمتك.


الهي انت دللتني على سؤال الجنة قبل معرفتها، فاقبلت النفس بعد العرفان على مسالتها، فتدل على خيرك السؤال، ثم تمنعهم النوال، وانت المحمود في كل ما تصنعه يا ذا الجلال والاكرام.


الهي ان كنت غير مستوجب لما ارجو من رحمتك فانت اهل التفضل علي بكرمك، فالكريم ليس يصنع كل معروف عند من يستوجبه، الهي ان كنت غير مستاهل لما ارجو من رحمتك فانت اهل ان تجود على المذنبين بفضل سعتك، الهي ان كان ذنبي قد اخافني، فان حسن ظني بك قد اجارني.


الهي ليس تشبه مسألتي مسألة السائلين، لان السائل اذا منع امتنع عن السؤال، وانا لا غناء بي عما سألتك على كل حال.


الهي ارض عني فان لم ترض عني فاعف عني، فقد يعفو السيد عن عبده وهو عنه غير راض، كيف ادعوك وانا انا، ام كيف أيأس منك وانت انت، الهي ان نفسي قائمة بين يديك وقد اظلها حسن توكلي عليك، فصنعت ‏بي ما يشبهك، وتغمدتني بعفوك.


الهي ان كان قد دنا اجلي، ولم يقربني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف بالذنب اليك وسائل عللي(47)، فان عفوت فمن اولى منك بذلك، وان عذبت فمن اعدل في الحكم منك هنالك.


الهي اني جرت على نفسي في النظر لها، وبقي نظرك لها، فالويل لها، ان لم تسلم به، الهي انك لم تزل بي بارا ايام حياتي، فلا تقطع برك عني بعد وفاتي، الهي كيف ايأس من حسن نظرك لي بعد مماتي، وانت لم تولني الا الجميل في ايام حياتي.


الهي ان ذنوبي قد اخافتني، ومحبتي لك قد اجارتني، فتول من امري ما انت اهله، وعد بفضلك على من غمره جهله، يا من لا تخفى عليه خافية، ولا تغيب عنه غائبة، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ما قد خفي على الناس من امري.


الهي سترت علي في الدنيا ذنوبا، ولم تظهرها وانا الى سترها يوم القيامة احوج، وقد احسنت‏ بي اذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين، فلا تفضحني بها يوم القيامة على رؤوس العالمين.


الهي جودك بسط املي، وشكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب اجلي، الهي ليس اعتذاري اليك اعتذار من يستغني عن قبول عذره، فاقبل عذري يا خير من اعتذر اليه المسيؤون، الهي لا تردني في حاجة قد افنيت عمري في طلبها منك وهي المغفرة.


الهي انك لو اردت اهانتي لم تهدني، ولو اردت فضيحتي لم تسترني، فمتعني بما له هديتني، وادم لي ما به سترتني، الهي ما وصفت من بلآء ابليتنيه، او احسان اوليتنيه، فكل ذلك بمنك مما قد فعلته، وعفوك تمام ذلك ان اتممته.


الهي لولا ما اقترفت من الذنوب، ما فرقت عقابك، ولولا ما عرفت من كرمك، ما رجوت ثوابك، وانت اولى الاكرمين بتحقيق امل الآملين، وارحم من استرحم في تجاوزه عن المذنبين.


الهي نفسي تمنيني بانك تغفر لي، فاكرم بها امنية بشرت بعفوك، وصدق بكرمك مبشرات تمنيها، وهب لها بجودك مدمرات تجنيها، الهي القتني الحسنات بين جودك وكرمك، والقتني السيئات بين عفوك ومغفرتك، وقد رجوت ان لا يضيع بين ذين وذين مسي‏ء ومحسن.


الهي اذا شهد ايماني بتوحيدك، وانطلق لساني بتمجيدك، ودلني القرآن على فواضل جودك، فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعودك، الهي تتابع احسانك الي يدلني على حسن نظرك لي، فكيف يشقى امرؤ حسن له منك النظر، الهي ان نظرت الي بالهلكة عيون سخطتك، فما نامت عن استنقاذي منها عيون رحمتك.


الهي ان عرضني ذنبي لعقابك، فقد ادناني رجائي لك من ثوابك، الهي ان عفوت فبفضلك، وان عذبت فبعدلك، فيا من لايرجى الا فضله، ولا يخشى الا عدله، صل على محمد وآل محمد، وامنن علينا بفضلك، ولا تستقص علينا في عدلك.


الهي خلقت لي جسما، وجعلت فيه آلات اطيعك بها واعصيك، واغضبك بها وارضيك، وجعلت لي من نفسي داعية الى الشهوات، واسكنتني دارا قد ملئت من الآفات، ثم قلت لي: انزجر، فبك انزجر وبك اعتصم وبك استجير وبك احترز، واستوفقك لما يرضيك، واسالك يامولاي فان سؤالي لا يحفيك(48).


الهي ادعوك دعاء ملح لا يمل دعاءه مولاه، واتضرع اليك ضراعة من قد اقر على نفسه بالحجة في دعواه، الهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التنصل(49) ابلغ من الاعتراف به لاتيته، فهب لي ذنبي بالاعتراف، ولا تردني بالخيبة عند الانصراف.


الهي سعت نفسي اليك لنفسي تستوهبها، وفتحت افواه آمالها نحو نظرة منك برحمة لا تستوجبها، فهب لها ما سالت، وجد لها بما طلبت، فانك اكرم الاكرمين بتحقيق امل الآملين.


الهي قد اصبت من الذنوب ما قد عرفت، واسرفت على نفسي ما قد علمت، فاجعلني عبدا اما طائعا فاكرمته واما عاصياً فرحمته.


الهي كاني بنفسي قد اضجعت في حفرتها، وانصرف عنها المشيعون من جيرتها، وبكى الغريب عليها لغربتها، وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها، وناداها من شفير القبر ذوو مودتها، ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها، ولم يخف على الناظرين اليها عند ذلك عدم فاقتها، ولا على من رآها قد توسدت الثرى عجز حيلتها، فقلت: ملائكتي، فريد قد نأى عنه الاقربون، ووحيد جفاه الاهلون، نزل بي قريبا، واصبح في اللحد غريبا، وقد كان لي في دار الدنيا داعيا، ولنظري له في هذا اليوم راجيا، فتحسن عند ذلك ضيافتي، وتكون اشفق علي من اهلي وقرابتي.


الهي لو طبقت ذنوبي ما بين السماء الى الارض، وخرقت التخوم، وبلغت اسافل الثرى، ما ردني الياس عن توقع غفرانك، ولا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك، الهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه، فلا تحرمني جزاءك الذي وعدتنيه، فمن النعمة ان هديتني بحسن دعائك، ومن تمامها ان توجب لي محمود جزائك.


الهي وعزتك وجلالك لقد احببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي، وما تنعقد ضمائر موحديك على انك تبغض محبيك، الهي انتظر عفوك كما ينتظره، ولست ايأس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون.


الهي لا تغضب علي فلست اقوى على غضبك، ولا تسخط علي فلست اقوم لسخطك، الهي اللنار ربتني امي فليتها لم تربني، ام للشقاء ولدتني فليتها لم تلدني.


الهي انهملت(50) عبراتي حين ذكرت عثراتي، وما لها لا تنهمل وما ادري الى ما يكون مصيري، وعلى ماذا يهجم عند البلاغ مسيري، وارى نفسي تخاتلني، وايامي تخادعني، وقد خفقت فوق راسي اجنحة الموت، ورمقتني(51) من قريب اعين الفوت، فما عذري وقد حشا مسامعي(52) رافع الصوت.


الهي لقد رجوت ممن البسني بين الاحياء ثوب عافيته ان لايعريني منه بين الاموات بجود رأفته، وقد رجوت ممن تولاني في حياتي باحسانه ان يتغمدني عند وفاتي بغفرانه.
يا انيس كل غريب آنس في القبر غربتي، ويا ثاني كل وحيد ارحم في القبر وحدتي، ويا عالم السر والنجوى، ويا كاشف الضر والبلوى، كيف نظرك لي بين سكان الثرى، وكيف صنيعك الي في دار الوحشة والبلى، فقد كنت‏ بي لطيفا ايام حياة الدنيا، يا افضل المنعمين في نعمائه.


الهي كثرت اياديك عندي فعجزت عن احصائها، وضقت ذرعاً في شكري لك بجزائها، فلك الحمد على ما اوليت، ولك الشكر على ما ابليت ولك الحمد على ما اعطيت، الهي احب الامور الى نفسي واعودها منفعة علي في رمسي ما ترشدها بهدايتك اليه وتدنيها برحمتك عليه فصل على محمد وآله واستعملها بذلك اذ كنت ارحم بها مني.


الهي ان اشار بي التقصير الى استيجاب الحرمان فقد اومأني الاعتراف من رحمتك الى الاحسان. الهي هل للمذنبين من قبول لديك ان اعترفوا وهل يغني الاعتراف عن الخطائين بما اقترفوا.


الهي اثني عليك احسن الثناء لان بلائك عندي احسن البلاء احسنت الي واسات الى نفسي اوقرتني ‏نعما واوقرت نفسي ذنوبا كم من نعمة لم نؤد شكرها وكم من خطيئة علي احصيتها استحيي من ذكرها واخاف معرتها ان لم تعف لي عنها. الهي فارحم ندائي اذا ناديتك واسمع مناجاتي اذا ناجيتك فاني اعترف لك بخطيئتي واذكر لك فاقتي ومسكنتي وميل نفسي وقسوة قلبي وضعف عملي فانك قلت: «فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ» (53).


فها انا ذا يا الهي بين يديك تراني وتسمع كلامي وتعلم منقلبي ومثواي وما اريد ان ابتدا به مقالي جرت مقاديرك يا سيدي باساءتي وما يكون مني من سريرتي واعلاني وانت متمم ما اخذت عليه ميثاقي بيدك لا بيد غيرك ما تشاء من زيادتي ونقصاني فصل على محمد وآله وافعل بي ما انت اهله وهب لي ما سالته وان لم استوجبه بكرمك يا كريم.


الهي خلقتني سويا وربيتني صبيا وجعلتني مكفيا غنيا فلك الحمد على ذلك وعلى كل حال فتمم ذلك يا الهي بالفوز بالجنة والنجاة من النار يا كريم، الهي ان اخذتني بذنوبي وقايستني بعملي فليس يمنعك ذلك من ان تكون رحيما بالمساكين، جوادا للسائلين، وهابا للطالبين، غفاراً للمذنبين، لانك ارحم الراحمين.


وانت ‏يا الهي الذي لا يتعاظمك ذنب تغفره ولا عيب تصلحه فصل على محمد وآله واغفر لي ذنوبي واصلح عيوبي وهب لي من العمل بطاعتك ومن واسع رحمتك ما تجعلني به من خالصتك واصفيائك واهل كرامتك فاني قد سالتك عظيما وانت اعظم مما سالتك وتب علي إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.


يا خير من دعاه داعٍ، وأفضل من رجاه راجٍ، بذمّة الإسلام أتوسّل إليك، وبحرمة القرآن أعتمد عليك، وبحقّ محمّد وآل محمّد أتقرّب إليك، فصلّ على محمّد وآل محمّد، واعرف ذمّتي التي رجوت بها قضاء حاجتي، برحمتك يا أرحم الراحمين‏.

المصدر : الصحيفة العلوية


هدية على حب محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


نسألكم الدعاء
ونرجو تثبيت الادراج
الكاتبة سلام الحاج
من جنوب لبنان







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 03:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.