اعلم يا اخي ان حجة الله تعالى في خلقه وامينه في ارضه من علم الحيوان هو صورة الانسان وخليفته في ارضه على النبات والحيوان وكذلك المعادن ..
وان في المعادن جواهر فاضله شريفه وكذلك في النبات والاشجاروما يبدو عنها ويتكون فيها ..
وان في الحيوان ملوكآ ورؤساء , بعضهم جائر معتد ياخذ اموره بالقهر والظلم كانواع السباع والوحوش , فهي غايه في الذم وقلة الانتفاع في القرب منها , بل الاولى الهرب منها والبعد عنها .
ومنها ملوك ورؤساء ياخذون امورهم بحسن الخلق وطيب النفس مثل الفرس والبقر والغنم وكذلك الطير , وهذا موجود في الخليقه باسرها والدائره الارضيه باجمعها ..
اذا كان ذلك في المعادن والحيوان والنبات , فكيف لا يكون منه في عالم الانسان الذي هذا كله له ومن اجله ,
وبهذا البرهان ان كل جبار وسلطان ظهر فيه الجهل ولم يوجد فيه العلم فهو مثل السباع والوحوش ياخذ من زمانه ما قدر عليه . امثال معاويه ويزيد لعنهم الله تعالى .. ومن سار على ما ساروا عليه من ظلم وجور واستبداد وقتل . من اجل الحكم . ومن اجل الدنيا وملذاتها ..وان المجاورون لهم في تعب ونصب وخوف ومشقه مما يحملهم من مؤنه ومذلهفي مملكتهم ..
اما خلفاء الله من الانبياء والائمه والتابعين لهم باحسان _ صلوات الله عليهم اجمعين _ الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر , هم خلفاء الله تعالى التابعون لامرهوبهم صلاح العالم , وربما كانوا ظاهرين بالعيان موجودين في المكان في دور الكشف , وبالضد من ذلك في دور الستر , غير انهم في دور الستر لا يكونوا مفقودي الوجه الا من اعدائهم .
اما اولياؤهم فيعرفون مواضعهم ومن اراد منهم قصدهم تمكن منهم . ولو كان غير ذلك كان منه خلو الزمان من الامام الذي هو حجة الله على خلقه , والله تعالى لا يرفع حجته ولا يقطع الحبل الممدود بينه وبين عباده , فهم اوتاد الارض وهم الخلفاء بالحقيقه بالدورين جميعآ .
ففي دور الكشف يظهر ملكهم في الاجساد والارواح وفي دور الستر يجري امرهم في الانفس والعقول ..
اما خلفاء الشيطان واصحاب المملكه الارضيه والخلافه الجسمانيه انما تظهر في الاجساد افعالهم دون الانفس , لم يملكوا الملك الروحاني , ولا ايدوا بالتاييد السماوي , لذلك صاروا مشاغيل بمثل ما يشتغل به البهائم ليس لهم هم الا بطن والفرج , وكذلك ليس لهم هم الا جمع ذخائر الدنيا وجواهرها واغتنام لذاتها والحرص على نيل شهواتها كما قال تعالى : { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطره } الى قوله تعالى : { والله عنده حسن المآب } وهؤلاء الناس كامثال معاويه ويزيد ومن تبعهم في قتل سبط الرسول _ صل الله عليه واله _ وسيد شباب اهل الجنه _ عليه السلام _ ومن سار على نهجهم منذ ذلك الزمان الى الزمان الحالي هم المغرورون بالملك الارضي كما قال الله مخاطبآ للانسان : { يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم } .
فقد بان لك بهذا البرهان الفرق بين خليفة الله وخليفة الشيطان .. وسكنت الى ما علمته وملت نحو الخليفه الذي عنده الحق واليقين واستخلفته عل نفسك الزكيه وروحك المضيئه
والحمد لله رب العالمين