مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور مدرســة ( السـير والسـلوك ) > نور مواضيع مدرسة السير والسلوك
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-22-2015, 05:31 PM   رقم المشاركة : 1
نور فاطمة الكبرى
مشرفة








نور فاطمة الكبرى غير متواجد حالياً

افتراضي متى كان أمر المرحوم العلّامة يتعلّق بحالة كهذه !!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الملاحظ في الدستورات العامة هو الحالة الطبيعية للأشخاص

لذا يُشاهِد الإنسان بأنَّه عندما يصوم في شهر رمضان المبارك ويكف نفسه عن المباحات طوال اليوم، أو عندما يصوم في سائر الأيام الأخرى، يُشاهد وجود تفاوت في مقدار توجّهه إلى الله. ما السبب في حصول هذا التفاوت؟ إنَّ ذلك يعود إلى تحرّر الروح والنفس في هكذا ظروف عن الارتباط والانشغال بالبدن وبعمل الجهاز الهضمي، فهضم الطعام وعمل الجهاز الهضمي لا يكون بمعزل عن الفكر والنفس والروح.

كنت أشاهد ذلك الأمر في سلوك العظماء؛ فقد كان المرحوم الوالد رضوان الله عليه أو المرحوم أستاذه يكتفون بالقليل من الطعام عندما يسافرون إلى مكان ما على سبيل المثال. بالطبع فإنَّ هذا الأمر ينطبق ـ وكما ذكرت مراراً ـ على الأشخاص الذين يتمتعون بحالات صحية طبيعية، ولا يشمل بعض المصابين ببعض الابتلاءات الصحية الاستثنائية؛ فالامتناع عن تناول الطعام لمدّة ساعتين أو ثلاثة لبعض الأشخاص قد يؤدِّي إلى ضعف قواهم، فالأمر لا ينطبق على هذا الصنف من الناس، فقد يختلّ عمل جهاز الهضم وحرق الدهون وبناء الخلايا نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، أو بسبب عدم الحركة أو لخلل في عمل الغدد وغيرها، فيُصاب أمثال هؤلاء بالضعف والوهن؛ مثل المصابين بمرض السكّري.

لقد كان المرحوم العلاّمة يُعاني من هكذا مشاكل في أواخر عمره، فكنت أُلاحظ بأنَّه لم يكن يتمكن من النهوض إذا مضت عليه ساعة دون أن يتناول شيئاً من الطعام. وتشرّفت بالذهاب معه مرة إلى زيارة حرم الإمام ليلاً، وفي طريق العودة جلس إلى جانب الطريق وقال لي: يا سيَّد محمّد محسن، لا أستطيع مواصلة السير! فقلت له: هل أصبت بالضعف؟ قال: نعم! فذهبت إلى مكان قريب وجلبت له بعض الحلوى، فتناول منها وبقي جالساً لعدة دقائق حتّى تمكّن من النهوض بعدها، وكذا الأمر فيما يتعلّق بالأمراض الخاصة بالمعدة والأمعاء والإثني عشري أو الأمراض القلبية، فجميع هذه الحالات حالات غير طبيعية لا يشملها حديثنا؛ فتلك ظروف خاصة، لا بدّ للشخص من مراعاتها، وإلاّ فسيمرض وتحصل له مشاكل صحية وسيُعاق عن الحركة كلياً، فنحن لا نتكلم عن هكذا ظروف، بل نتكلم عن كيفية تصرف الشخص الطبيعي السليم والذي يتمتع بظروف صحية طبيعية، فالإفراط والتفريط قد يفعل فعله بالإنسان.

لقد كان المرحوم العلاّمة رضوان الله عليه مخالفاً لموضوع تحديد النسل بدون عذر مقبول، وفي ذلك الوقت كانت إحدى السيدات تُعاني من مرض انزلاق الفقرات، وكان الأطباء قد منعوها من الحمل، لكنها لم تستمع لنصيحة الأطباء في ذلك؛ ظناً منها أن ذلك يخالف دستور العلامة، وحملت وتعرضت إثر ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة كادت أن تؤدِّي بها إلى عواقب وخيمة. وعندما سمع المرحوم العلاّمة بذلك قال: ومتى كان كلامي ذلك موجّهاً إلى أمثالكِ؟ فكلامي لا يشمل حالتكِ، أنت التي تعانين من انزلاق في الفقرات، وإذا ما حملتِ، فإنَّ ذلك قد يؤدِّي بكِ إلى الإصابة بإمراض شديدة وخطرة، بل كان خطابي موجّهاً إلى النساء الطبيعيات اللواتي لا يُعانين من أمراض.

تلك الأمور التي طُرحت من قبل العظماء في ذلك الوقت كانت تتعلق بالنساء الطبيعيات اللواتي لا يُعانين من حالة مرضيّة خاصة، أمّا اللواتي يُعانين من بعض الأمراض، فيجب أن يتم الحمل تحت إشراف أطباء متخصصين. فمتى كان ذلك التكليف الذي أمر به العظماء يشمل حالة كهذه؟ فهذا يتنافى بشكل كامل مع القواعد العقلانية للسلوك، إذ السلوك مبنيٌ على أسس وقواعد عقلانية، بل هو يعني أساساً متابعة القواعد العقلية؛ فلينظر الإنسان ليرى ما الذي يحكم به العقل والمنطق في حالة كهذه فيتّبعه.

بالطبع فإنَّه إذا ما كان الأمر يفوق قابلية الإنسان للتشخيص، فذلك أمر آخر، فيُقال عندها دع تشخيصك جانباً، واعمل بما تؤمر به؟ أمّا إن كان الأمر خارجاً عن هذا النطاق، فكيف سيتصرف الإنسان؟
علمت في إحدى الحالات التي حصلت، بأنَّ تشخيص الطبيب حين إجراء العملية الجراحية كان يقضي بضرورة استئصال الرحم، فعارض [الزوج] ذلك قائلاً: لا، بل يجب أن يبقى الرحم؛ لأنَّه في حالة استئصاله، لن تكون المرأة قادرة على الحمل، وهو يخالف ما أمر به السيِّد العلاّمة! ولقد ابتليت المرأة على إثر ذلك بمرض السرطان وماتت. [والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو]: متى كان أمر المرحوم العلاّمة يتعلق بحالة كهذه؟! فذلك من الإفراط. فإعمال كلّ من الإفراط والتفريط في تطبيق أوامر العظماء من قبل السالك، يعتبر عملاً خاطئاً وبعيداً عن المنطق والمعايير العقلانية. بل وحتّى بالنسبة لغير السالكين من الأشخاص العاديين، فكيف بالسالك الذي يجب عليه أن يكون دقيقاً في هكذا موارد، تلك من دقائق وظرائف الأمور التي كنت أشاهدها طوال حياة المرحوم العلاّمة.




-------------------

الغذاء وأثره على السلوك
مقتبسة من محاضرة
ألقاها:
سماحة آية اللـه السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني حفظه اللـه
ألقيت في التاسع عشر من جمادى الثاني من عام 1435 هجري قمري
"موقع المتقين"







التوقيع

.. زهراء يا أنس الوجود ..

فأُطالبكَ يا الهي أن ترزقني شهادةً مُطَهِّرَةً
أنا اخترتُها
لنفسي كفارةً عن ذنبي،
شهادةً قلّ نظيرُها يتفتتُ
فيها جسدي و تنال كل جارِحة
من جوارحي ما تستحقُّه من
القصاصِ و العقوبةِ و بعدها
يا ربِّ يصبحُ حتماً أن تسكنني
بجِوارِكَ و جِوارِ أولِيائكَ

( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا )


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 10:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.