المؤمن صفاته وسماته

[نور فاطمة الكبرى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



المؤمن صفاته وسماته

سألني أحد الأخوة الناشطين في العمل الإجتماعي عما ينبغي أن يتصف به المؤمن العامل فأجبته بهذا الجواب وأحببت أن أشارككم به لما فيه من فائدة :

السلام عليكم ورحمة الله

سالتني أخي العزيز عما ينبغي أن يتصف به المؤمن في مسيره إلى الله تعالى فهاك الجواب الذي استمده من كتاب الله تعالى سائلا الله التوفيق والرعاية والتسديد لك لتفوز في دنياك وآخرتك .
إن من أهم ما يميز المؤمن عن غيره إيمانه بالله وحده لا شريك له ، فلا يعمل لسواه فيكون خالصا في كيانه ووجوده وكره وعمله له ، لا يشرك به شيئا ولا يتخذ من دونه ربا ، ولا يتقرب لغيره ولا يطلب العون من غيره .
وإنه ليدعو الناس كل الناس إلى الإيمان بالله وإقامة الصلاة وأداء الواجبات والابتعاد عن المحرمات فهذا هدفه الأعلى وغايته الأسمى .
ويبتعد المؤمن عن كل ما يخالف شريعة الله كما يبتعد عن كل ما يخالف القانون في البلد الذي يعيش فيه ، ويعمل المؤمن بشفافية ويعلن إيمانه ويمارس عباداته في الهواء الطلق حتى إذا ما شاهدها الناس عرفوا محاسنها وآمنوا بها ، ولا يعتمد المؤمن الاساليب الملتوية في الحياة ويجتنب النفاق والكذب ويحذر التفرقة ويدعو إلى الإلفة والمحبة والإعتصام بحبل الله تعالى ، ويتعاون مع جميع الناس على الخير والبر والتقوى ، ويحترم أهل الدين ويوقر كبارهم ويتقرب من ذوي المكانة والشأن فيهم ، ويداري المؤمن أهل النفرة والسرعة في الغضب فإن مداراة الناس نصف العقل كما ورد في الحديث الشريف .
ويحترم المؤمن رجال الدين لكنه يتنبه للمتطفلين منهم على العلم لأن الصلاة لا تجوز إلا خلف الإمام العادل ، وأما من لم تثبت عدالته فلا يحاربه المؤمن ولا يغتابه ولا يقاطعه لكنه لا يقويه ولا يصلي خلفه حتى تبين عدالته واضحة لا لبس فيها .
والمؤمن يقدم الأهم على المهم في حياته التي لم يتركه الله فيها سدى يعيش خبط عشواء بل يخطط لحياته ويضع البرامج الكفيلة بإيصاله إلى أهدافه ، فيخطط متى يحج ومتى يزكي ومتى يزور المشاهد المشرفة ومتى يحي المناسبات الدينية ، ويخطط كيف يحي ليالي شهر رمضان المبارك وكيف يصلي صلاة العيد ولا يترك شاردة ولا واردة الا ويضع لها برنامجها الخاص لأن ذلك يسهل عليه توفير الإمكانات المطلوبة ، كما أنه يسهل عليه محاسبة نفسه ليعرف هل أخطأ أو أصاب ، وكيف أخطأ وكيف أصاب ، ومتى أخطأ ومتى أصاب ، والسبب الذي أدى إلى ذلك كي يعمل على معالجة الخطأ والزيادة في الصحيح من الأعمال لأن حياته محدودة وأيامه معدودة وهو في مهلة فعليه أن يستغلها أفضل استغلال ليستفيد منها الإستفادة القصوى ، ولذلك لا يؤجل عمله لغده لأن لكل يوم عمل فإنه إن مر عليه يوم لم ينجز فيه شيئا فربما تذهب الفرصة وتنقضي المهلة ومن يدري فربما لا يعود إليه عام جديد .
والمؤمن إجتماعي يتواصل مع الناس ويزورهم ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ويتودد إليهم وإن الناس يحبون من يشاركهم حياتهم وخصوصا في أحزانهم ، وقد حثنا الله على الزيارة والتواصل وأخبرنا أن للزائر كرامة عند الله وعند المزور ، فضلا عما تبقيه الزيارة من اثر في النفوس .
والمؤمن لا يستبد برأيه لأن من استبد برأيه هلك كما يقول أمير المؤمنين (ع) ولهذا ترى المؤمن مستشيرا غيره وخصوصا أهل الرأي والتجربة من المؤمنين العدول الذين يهمهم أمر الدين ولا يهتمون لأنفسهم ، وقد ورد في الحديث ما خاب من استشار ، ومن شاور الناس شاركهم في عقولهم .
والمؤمن حريص على أولاده يعلمهم ويربيهم ويؤدبهم بآداب الإسلام ويقيهم من الحرام والآثام عملا بقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا . فهؤلاء هم الذين يهتم بهم بل يعطيهم الأهمية المطلقة لأنهم ذريته وخلفه الصالح الذي سيستمر في الحياة من بعده ويحمل راية الدين ليسلمها لإمام الزمان وسيد الأكوان .
هذه بعض من صفات المؤمن ،كتبتها لك على عجالة من أمري ، وإني لآمل أن تكرر قراءتها حتى تحفظها عن ظهر غيب ، ولن تحفظها عن ظهر الغيب إلا أن تدقق في كلماتها كلمة كلمة فهي دستورك في الحياة وفيها نجاتك بعد الممات ، أطال الله عمرك وأدام توفيقك وتسديدك
والسلام عليكم ورحمة الله

أخوك : السيد بلال وهبي
عصر يوم الاثنين الواقع في : 7/10/2013

وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام