أسرار الصوم (1)

[المهدي طاووس أهل الجنة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روي عن الرسول صلّ الله عليه وآله وسلم : الصوم جُنة من النار.

وروي عنه صلّ الله عليه وآله وسلم : الصائم في عبادة وإن كان نائمًا في فراشه مالم يغتب مسلمًا .

وروي ايضا عنه صلّ الله عليه وآله وسلم : قال الله تعالى : الصوم لي وانا أجزي به ، وللصائم فرحتان : حين يفطر وحين يلقي ربه عز وجل ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك .

وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام : قيّلوا فإن الله تبارك وتعالى يطعم الصائم ويسقيه في منامه .

قيل : ولو لم يكن في الصوم إلأ الارتقاء من حضيض حظوظ النفس البهيمية إلى ذروة التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقه ، وإنما كان الصوم جنة من النار لأنه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما تصلى نار جهنم في باطن الإنسان في الدنيا وتبرز له في الآخرة . وإنما قال صلّ الله عليه وآله وسلم " مالم يغتب مسلمًا " لأن الغيبة أكل لحم الميتة ، فهو نوع من الأكل يقوى به البدن .

وإنما كان الصوم لله مع أن سائر العبادات له ـ كما شرف البيت بالنسبة إليه الأرض كلها له ـ لوجهين :

أحدهما : إن الصوم كف وترك ، وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد وجميع الطاعات بمشهد الخلق ومرأى ، والصوم لايعلمه إلا الله .

والثاني : إنه قهر لعدو الله ، فإن وسيلة الشيطان الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب ، ولذلك روي عن الرسول صلّ الله عليه وآله وسلم : إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ، فضيقوا مجاريه بالجوع ، والشهوات مرتع الشياطين ومرعاهم .

وإنما كان خلوف الفم _ وهو تغير رائحته ـ اطيب عند الله من ريح المسك لأنه سبب طيب الروح الذي هو عند الله من الإنسان كما أنه بدنه عند نفسه ، وإليه أشير في قوله تعالى ( ماعندكم ينفد وماعند الله يبقى ) ، وإين طيب الروح من طيب المسك ؟ فإن الأول روحاني عقلي معنوي والثاني جسماني حسي صوري .

مقتطفات من كتاب : الأخلاق للسيد عبدالله شبر .

وفقكم المولى لكل خير ببركات محمد وآل محمد عليهم السلام