:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي :: |
|
نور القـصص والعِـبـر (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ) |
|
أدوات الموضوع |
05-15-2010, 11:13 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
شدّدوا فشدّد الله
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين بجميع محامده اللهم صلِّ على كامل النور الحبيب محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب ياكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنَّ قصة البقرة في القرآن قصة طريفة تحكي سهولة التشريع الاِلهي ، وتشديد الاِنسان على نفسه فيما يضعه من قيود وضوابط لم يكن ملزم بها من قبل ربه ، فبنو إسرائيل بعد أن ضيّقوا على أنفسهم ضيّق الله عليهم ، أولم يطلب منهم إلاّ ذبح بقرة نكرة . غير معرّفة بوصف معين كما هو منطوق الآية الشريفة ( وإذ قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ إنَّ اللهَ يأمُرُكُم أن تَذبَحُوا بَقَرَةً)(1) فهو سبحانه لم يعرّفها بالالف واللام ليسهل عليهم التكليف وليتحقق مراده بذبح أي بقرة أرادوا ذبحها ، وتحل مشكلتهم تلك بمعرفة الجاني الذي قتل أحد مشايخهم الاثرياء بضربه ببعضها ليحيا ويشخّص لهم القاتل وينتهي الخلاف المتأزم بينهم . إلاّ أنهم مارسوا اللجاجة وماطلوا كثيراً في أداء التكليف ، متّهمين موسى عليه السلام بالهزو فيهم ، إذ قالوا : ( أتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أعُوذُ بِاللهِ أن أكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ ) (2) ؛ لاَن الهزو يناسب الجُهّال وهو كليم الله ( قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيّن لَنَا مَا هِيَ ) (3) ظناً منهم أنها ذات خصوصية فريدة في أوصافها قال : (إنّهُ يَقُولُ إنَّها بَقَرَةٌ لا فَارضٌ وَلا بِكرٌ ) (4) أي ليست مسنة ولا صغيرة وإنّما هي ( عَوَانٌ بَينَ ذَلِكَ ) أي متوسطة ( فَافعَلُوا مَا تُؤمَرُونَ)(5) في ذبح هكذا بقرة ولا تماطلوا ( قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيّن لَنَا مَا لَونُهَا ) متكلفين البحث فيما ليس مطلوباً منهم ومشددين على أنفسهم بما لم يشدد به عليهم ( قَالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّها بَقَرَةٌ صَفرَاءُ فَاقِعٌ لَونُهَا تَسُرُّ النَاظِرِينَ )(6 ) غير أنّهم لم يقفوا عند هذا الحد من اللجاجة والمماطلة فيذبحوا بقرة صفراء متوسطة العمر ، وما أكثر البقر الذي يتمتع بهذه المواصفات ، فلم يريحوا أنفسهم ولا نبيهم من عناء البحث والتدقيق بل نراهم اندفعوا في أسئلتهم التي تعقّد عليهم الاَمر ( قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّك يُبَيّن لَنَا مَا هِيَ إنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَينَا ) ؟!! ( وإنَّا إن شَاءَ اللهُ لَـمُهتَدُونَ ) (7 ) يالهم من حمقى لا يرفقون بأنفسهم ولا يتأدبون مع نبيهم ، إذ لم يسكتوا عما سكت عنه ، ويالهم من متكبرين في نفوسهم والفاظهم إذ لم يقولوا ادعُ لنا ربنا وإنّما قالوا ادعُ لنا ربك ؟!! ومثل هذا الطرح يدلل على ضعف الاِيمان وغلظة الجَنان ، ولعل المقصود من قولهم ( وإنّا إن شَآءَ اللهُ لَـمُهتَدُونَ ) يعني إلى التصديق العملي بأوامرك وتنفيذها ، قال : ( إنّه يَقُولُ إنّها بَقَرَةٌ لا ذَلولٌ ) بين يدي مالكها ، طبعها النفور وعدم الانصياع ، صعباء لا تنقاد . فهي متمردة على العمل لا ( تُثِيرُ الاَرضَ )(8 ) أي لا تستخدم في حراثة الاَرض كغيرها من البقر الذلول الذي ذُلّل بين يدي صاحبه ( وَلا تَسقِي الحَرثَ ) إذ هي ترفض العمل كغيرها في إدارة الناعور ( مُسَلَّمَةٌ ) من العيوب الجسدية ( لا شِيَةَ فِيهَا ) لونها أصفر بالكامل حتى قرنها وظلفها . وهكذا شدّد الله عليهم بتشديدهم على أنفسهم ( قَالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقِّ ) أي بالوصف الشامل الكامل ( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفعَلُونَ) (9 ) للجاجتهم وقد أتعبتهم هذه المواصفات وأبهضهم ثمنها ، إذ لم تكن هناك إلاّ بقرة واحدة تتمتع بهذه الاَوصاف النادرة ، ولم يعثروا عليها إلاّ بشق الاَنفس ، فلو رفقوا بأنفسهم لرفق الله بهم ، ولكنّهم ضيقوا على أنفسهم فضيق الله عليهم . روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنّه قال : " لولا أنّ بني إسرائيل قالوا ( وإنّا إن شَاءَ اللهُ لَـمُهتَدُونَ ) ما اُعطوا أبداً ، ولو أنّهم اعترضوا بقرةً من البقر فذبحوها لاَجزأت عنهم ، ولكنّهم شدّدوا فشدّد الله عليهم"(10 ). وعن الاِمام علي عليه السلام " لكلِّ دين خلق وخلق الاِيمان الرفق " (11 ) فالرفق إذن خلق الاِيمان وهذا يعني إنّك لا تجد مؤمناً حقاً إلاّ وتجده رفيقاً وسهلاً ليّناً عطوفاً رؤوفاً ، ولا تجد متمتعاً بهذه الخصال إلاّ ووجدته سهل الانقياد إلى الاِيمان . اللّهم أعنا على أن نرفق بأنفسنا وبمن حولنا ولا تحرمنا رفقك ولطفك يا أرحم الراحمين . إنَّ من الرفق الرفق بالنفس ، وعدم تحميلها ما لا تطيق تحت شعار العبادة . إنَّ من يضيّق على نفسه يضيّق الله عليه . على العقل أن يمكر ويخطط لمواجهة مكر النفس وخداعها . __________ دار الحكمة للثقافة الإسلامية ، كتاب الرفق (1)البقرة 2 : 67 . (2) البقرة 2 : 67 . (3) البقرة 2 : 68 . (4) البقرة 2 : 68 . (5) البقرة 2 : 68 . (6) البقرة 2 : 69 . (7) البقرة 2 : 70 . (8) البقرة 2 : 71 . (9) البقرة 2 : 71 . (10) الميزان في تفسير القرآن 1 : 104 . والكشاف ، للزمخشري 1 : 151 . وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير 1 : 115 . (11) غرر الحكم : 542 | 32 ، ط دار الكتاب الاسلامي . إقرا ايضاً قصة بقرة بني إسرائيل حفظكم الإله العلي العظيم وسددكم ببركة الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وصلّ اللهم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم
|
|||
05-16-2010, 11:18 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ فالرفق إذن خلق الاِيمان وهذا يعني إنّك لا تجد مؤمناً حقاً إلاّ وتجده رفيقاً وسهلاً ليّناً عطوفاً رؤوفاً ، ولا تجد متمتعاً بهذه الخصال إلاّ ووجدته سهل الانقياد إلى الاِيمان . اقتباس:
دُمتِ بخير ولكِ جنائن من ورد وريحان ..
|
||||
05-18-2010, 11:55 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
06-28-2010, 11:34 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
بارك الله فيكم اختي الفاضله
|
|||
06-29-2010, 06:27 AM | رقم المشاركة : 5 | |
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
بسم الله الرحمن الرحيم |
|
12-21-2012, 11:38 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺮﻑ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺍﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻌﻦ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻭﻣﻨﻜﺮ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
|
|||
12-23-2012, 12:18 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
|||
12-24-2012, 03:55 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
أتوقع ان المؤمن يتوجب ان يكون مثل النحله :
|
|||
12-24-2012, 04:02 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
عندي نقطه أيضا احب ان اذكرها :
|
|||
12-25-2012, 10:00 PM | رقم المشاركة : 10 | |
|
رد: شدّدوا فشدّد الله
اللهم صل على محمد وآل محمد |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|