الصغائر قد تكون كبائر

[المهدي طاووس أهل الجنة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اعلم أن الصغيرة قد تكبر بأسباب:
احدها ـ الاصرار والمواظبة، روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ): " لا صغيرة مع الاصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار ".

ثانيها ـ استصغار الذنب.
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اتقوا المحقرات من الذنوب، فانها لا تغفر "
ثالثها ـ أن يأتي بالصغائر ولا يبالي بفعلها، اغتراراً بستر الله عليه، وحلمه عنه.
رابعها ـ السرور بالصغيرة واعتداد التمكن من ذلك نعمة، والغفلة عن كونها نقمة وسبب الشقاوة، فكلما غلبت حلاوة الصغيرة عند العبد كبرت وعظم أثرها في تسويد قلبه.
خامسها ـ أن يذنب ويظهر ذنبه بان يذكره بعد اتيانه، أو ياتي به في مشهد غيره، فان ذلك خيانة منه على الله الذي اسدله عليه، وتحريك الرغبة والشر فيمن اسمعه ذنبه أو اشهده فعله، فهما خيانتان انضمتا إلى خيانته فتغلظت به،

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له ".
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ): " من جاءنا يلتمس الفقه والقرآن وتفسيره فدعوه ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه ".
سادسها ـ ان يكون الآتي بالصغيرة عالماً يقتدي به الناس، فإذا فعله بحضرة الناس أو بحيث اطلعوا عليه، كبر ذنبه، وذلك كلبسه الذهب والابريسم، واخذه مال الشبهة، واطلاقه اللسان في اعراض الناس، ونحو ذلك. فهذه ذنوب يقتدي العالم فيها ويتبع عليها، فيموت ويبقى شره مستطيراً في العالم، فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، وفي الخبر: " من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من اوزارهم شيء " قال الله ـ تعالى ـ :
" ونكتب ما قدموا وآثارهم "[1]
الآثار: ما يلحق الأعمال بعد انقضاء العمل.
فعلى العالم وظيفتان:
ـ إحداهما ـ ترك الذنب، والأخرى ـ اخفاؤه، وكما تتضاعف اوزار العالم على السيئات إذا اتبع فيها، فكذلك يتضاعف ثوابه على الحسنات إذا اتبع.


.................................................. .
[1] يس، الآية: 12.

منقول بتصرف من كتاب جامع السعادات للنراقي ج3

[سهم الليل]

بارك الله فيك