مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة لمحـاسن الأخـلاق > نور فضائـــل الأخــلاق
التسجيل التعليمـــات التقويم

نور فضائـــل الأخــلاق (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-04-2014, 03:08 PM   رقم المشاركة : 1
المهدي طاووس أهل الجنة
مـراقـبة أولـى ( شؤون إدارية )







المهدي طاووس أهل الجنة غير متواجد حالياً

افتراضي ذم الغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لما علمت‏ حقيقة الغيبة و بواعثها، فاعلم انها اعظم المهلكات و اشد المعاصي، و قد نص الله سبحانه على ذمها في كتابه، و شبه صاحبها بآكل لحم الميتة،

فقال تعالى:«و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا، ايحب احدكم ان ياكل اخيه ميتا فكرهتموه‏» (1) .
و قال تعالى: «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم و كان الله سميعاعليما» (2) .

و قال: «ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد» (3) .
و روي عن رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه‏» . و الغيبة تتناول العرض.
و روي عنه -صلى الله عليه و آله-: «اياكم و الغيبة، فان الغيبة اشد من الزنا، فان الرجل قد يزنى و يتوب فيتوب الله عليه، و ان صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه‏» .

وروي عنه-صلى الله عليه و آله-: «مررت ليلة اسري بي على قوم يخمشون وجوهم باظافيرهم، فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء؟ قال الذين يغتابون الناس، و يقعون في اعراضهم‏» .
و خطب-صلى الله عليه و آله يوما حتى اسمع العواتق في بيوتها، فقال: «يا معشر من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه! لا تغتابوا المسلمين، و لا تتبعوا عوراتهم، فان من تتبع عورة اخيه يتتتع الله عورته حتى يفضحه في جوف بيته‏» .
و خطب صلى الله عليه و آله يوما فذكر الربا و عظم شانه، فقال: «ان الدرهم يصيبه الرجل من الربا اعظم عند الله في الخطيئة من ست و ثلاثين زنية يزنيها الرجل، و ان اربى الربا عرض الرجل المسلم‏» .

و مر-صلى الله عليه و آله-على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: «انهما ليعذبان في كبيرة، اما احدهما فكان يغتاب الناس، و اما الآخر فكان لا يستبرى من بوله‏» و دعا بجريدة رطبة او جريدتين فكسرهما، ثم امر بكل كسرة فغرست على قبره، و قال: «اما انه يهون من عذابهما ما كانتا رطبتين‏» .

و روى «انه-صلى الله عليه و آله-امر الناس بصوم يوم، و قال: لا يفطرن احد حتى آذن له. فصام الناس، حتى اذا امسوا، جعل الرجل يجي‏ء فيقول: يا رسول الله، ظلت صائما فاذن لي لافطر، فياذن له، و الرجل و الرجل، حتى جاء رجل، فقال: يا رسول الله، فتاتان من اهلى ظلتا صائمتين، و انهما تستحيان ان تاتياك، فاذن لهما لتفطرا. فاعرض عنه ثم عاوده فاعرض عنه. ثم عاوده، فقال: انهما لم تصوما، و كيف صام من ظل هذا اليوم ياكل لحوم الناس، اذهب فمرهما ان كانتا صائمتين ان تستقيئا. فرجع اليهما، فاخبرهما، فاستقاءتا، فقاءت كل واحدة منهما حلقة من دم. فرجع الى النبي صلى الله عليه و آله فاخبره، فقال: و الذي نفس محمد بيده! لو بقيتا في بطنيهما لاكلتهما النار» .

و اوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام: «من مات تائبا من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة، و من مات *********ا عليها فهو اول من يدخل النار» .

وروي عنه صلى الله عليه و آله: «من مشى في غيبة اخيه و كشف عورته كانت اول خطوة خطاها و ضعها في جهنم، فكشف الله عورته على رؤس الخلائق.
و من اغتاب مسلما، بطل صومه و نقض وضوءه، فان مات و هو كذلك مات و هو مستحل لما حرم الله‏» .
و روي عنه صلى الله عليه و آله: «الغيبة اسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه‏» (4) . و روي عنه -صلى الله عليه و آله-: «الجلوس في المسجد انتظارا للصلاة عبادة، ما لم يحدث‏» ، فقيل: يا رسول الله، و ما الحدث؟ قال: «الاغتياب‏» .

وروي عنه -صلى الله عليه و آله-: «بمن اغتاب مسلما او مسلمة لم يقبل الله صلاته و لا صيامه اربعين يوما و ليلة، الا ان يغفر له صاحه‏» .
و روي عنه -صلى الله عليه و آله: «من اغتاب مسلما في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه‏»
و روي عنه -صلى الله عليه و آله-: «من اغتاب مؤمنا بما فيه، لم يجمع الله بينهما في الجنة ابدا، و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه، انقطعت العصمة بينهما، و كان المغتاب في النار خالدا فيها و بئس المصير» .
و روي عنه-صلى الله عليه و آله-: «كذب من زعم انه ولد من حلال و هو ياكل لحوم الناس بالغيبة. فاجتنب الغيبة فانها ادام كلاب النار» .

و روي عنه-صلى الله عليه و آله-: «ما عمر مجلس بالغيبة الا خرب بالدين، فنزهوا اسماعكم من من استماع الغيبة، فان القائل و المستمع لها شريكان في الاثم‏» .
و روي عنه -صلى الله عليه و آله-: «ما النار في التبن باسرع من الغيبة في حسنة العبد» (5)
و روي عن الصادق عليه السلام: «من قال في مؤمن ما راته عيناه و سمعته اذناه، فهو من الذين قال الله عز و جل: «ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم‏» » .

و روي عنه عليه السلام:«من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه و هدم مروته ليسقط من اعين الناس، اخرجه الله من ولايته الى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان‏» .
و روي عنه عليه السلام: «من اغتاب اخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان‏» (6) .
و روي عنه عليه السلام: «الغيبة حرام على كل مسلم، و انها لتاكل الحسنات كما تاكل النار الحطب‏» .
و الاخبار الواردة في ذم الغيبة مما لا يكاد يمكن حصرها، و ما ذكرناه كاف لايقاظ الطالبين.

و العقل ايضا حاكم بانها اخبث الرذائل، و قد كان السلف لا يرون العبادة في الصوم و الصلاة، بل في الكف عن اعراض الناس، لانه كان عندهم افضل الاعمال، و يرون خلافه صفة المنافقين، و يعتقدون ان الوصول الى المراتب العالية في الجنة يتوقف على ترك الغيبة، لما ورد عن رسول الله-صلى الله عليه و آله-انه قال: «من حسنت صلاته و كثرت عياله، و قل ماله، و لم يغتب المسلمين، كان معي في الجنة كهاتين‏»
و ما اقبح بالرجل المسلم ان يغفل عن عيوب نفسه، و يتجسس على عيوب اخوانه، و يظهرها بين الناس، فما باله يبصر القذى في عين اخيه، و لا يبصر الجذع في عين نفسه.

اذا اردت ان تذكر عيوب غيرك، فاذكر عيوبك، و تيقن بانك لن تصيب حقيقة الايمان، حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، و حتى تبدا باصلاح ذلك العيب.
و اذا كان شغلك اصلاح عيوب نفسك، كان شغلك في خاصة نفسك، و لم تكن لك فرصة للاشتغال بغيرك، و حينئذ كنت من احب العباد الى الله، لقول النبي-صلى الله عليه و آله-: «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس! » .

و اعلم ان عجز غيرك في الاجتناب عن ذلك العيب و صعوبة ازالته عليه كعجزك عن الاجتناب عنه ان كان ذلك العيب فعلا اختياريا، و ان كان امرا خلقيا، فالذم له ذم للخالق تعالى.
فان من ذم صنعة فقد ذم صانعها. قيل لبعض الحكماء: يا قبيح الوجه!
فقال: «ما كان خلق وجهي الي فاحسنه‏» . و لو فرض براءتك عن جميع العيوب، فلتشكر الله، و لا تلوث نفسك باعظم العيوب.

اذا اكل لحوم الميتات اشد العيوب و اقبحها، مع انك لو ظننت‏ خلوك عن جميع العيوب لكنت اجهل الناس، و لا عيب اعظم من مثل هذا الجهل.
ثم ينبغي ان يعلم المغتاب ان الغيبة تحبط حسناته و تزيد في سيئاته.
لما ثبت من الاخبار الكثيرة: ان الغيبة تنقل حسنات المغتاب يوم القيامة الى من اغتابه، و ان لم تكن له حسنة نقل اليه من سيئاته.

روي عن رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «يؤتى احدكم يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله تعالى و يدفع اليه كتابه، فلا يرى حسناته، فيقول: الهي ليس هذا كتابي، فاني لا ارى فيه طاعتي، فيقول له: ان ربك لا يضل و لا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس. ثم يؤتى بآخر و يدفع اليه كتابه، فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: الهي ما هذا كتابي، فاني ما عملت هذه الطاعات، فيقول له: ان فلانا اغتابك فدفعت‏ حسناته اليك‏» . و في معناه اخبار اخر.
و لا ريب في ان العبد يدخل النار بان تترجح كفة سيئاته، و ربما تنقل اليه سيئة واحدة مما اغتاب به مسلما، فيحصل به الرجحان و يدخل لاجله النار.
و اقل ما في الباب ان ينقص من ثواب صالحات اعماله، و ذلك بعد المخاصمة و المطالبة و السؤال و الجواب و المناقشة في الحساب.
و روى عن بعضهم:
«ان رجلا قيل له: ان فلانا قد اغتابك، فبعث اليه طبقا من الرطب، و قال: بلغني انك قد اهديت الي من حسناتك، فاردت ان اكافيك عليها فاعذرني، فاني لا اقدر ان اكافيك على التمام‏» .
و الحاصل: ان العاقل ينبغي ان يتامل في ان من يغتابه ان كان صديقا و محبا له، فاظهار عيوبه و عثراته بعيد عن المروة و الانصاف، و ان كان عدوا له، فتحمل خطاياه و معاصيه و نقل حسناته الى ديوانه غاية الحماقة و الجهل.

............................................
1) الحجرات، الآية: 12.
2) النساء، الآية: 147.
3) ق، الآية: 18.
4) الرواية مذكورة في (البحار) : 4 مج 15 177. قال في الموضع المذكور: «بيان: الاكلة-كقرحة-داء في العضو ياتكل منه، و قد يقرا بمد الهمزة على وزن فاعلة، اى العلة التي تاكل اللحم. و الاول اوفق باللغة. و قيل الاكلة-بالضم-اللقمة، و كلاهما محتملان الى ان ذكر الجوف يؤيد الاول و ارادة الاضافة و الاذهاب يؤيد الثاني و الاول اقرب و اصوب، و تشبيه الغيبة باكل اللقمة انسب، لان الله سبحانه شبهها باكل اللحم‏» .
5) صححنا الاحاديث هنا على (الوسائل) : كتاب الحج، ابواب احكام العشرة، الباب 152. و على (البحار) : 4 مج 15 177. و على (المستدرك): 2 106 و على (احياء العلوم) : 3 123.
6) صححنا الاحاديث الثلاثة على (الوسائل) في الموضع المتقدم. و على (اصول الكافي) باب الغيبة و البهت. و على (المستدرك) .




مقتطفات من كتاب جامع السعادات للنراقي ج2 ...


وفقكم الله تعالى لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام







  رد مع اقتباس
قديم 12-01-2014, 03:07 PM   رقم المشاركة : 2
فراس العراقي
موالي جديد







فراس العراقي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذم الغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
احسنتم وجعله الله في ميزان حسناتكم







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.