لماذا ربط موقع العرفان والانتظار عنوان العرفان بالإنتظار ؟
كما قلنا سابقا من يعرف ينتظر ومن يجهل لا ينتظر.
فكمال العرفان هو الانتظار.
العرفان عندما يكون بمعية الله يكون انتظارا في قوله تعالى ” فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْل أَيَّام الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلهمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ “
العرفان يصحح التوحيد الإلهي والتوحيد الإلهي يصحح العبادة لتصبح عبودية كاملة.
فالذي يعبد الله في معناه الذي وقع عليه إسمه المقدس ليس كمن يعبد الله بالتقليد أو العادة أو الطمع أو الخوف.
بالعرفان تصحح النيات فمعرفة النفس تؤهل الإنسان لمعرفة الرب.
فعز الربوبية هو ذل العبودية.
العرفان هو كله انتظار لان العارف ينتظر المزيد في قوله تعالى (( ولدينا مزيد )).
جاء في دعاء زمن الغيبة العبارة التالية :
(( أَللّهمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آبَائِهِ ٱلأَئِمَّةِ ٱلطَّاهِرِينَ وَعَلَىٰ شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمَالِهِمْ أَفْضَلَ مَا يَأْمَلُونَ وَٱجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّىٰ لاَ نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلاَ نَطْلُبَ بِهِ إِلاَّ وَجْهَكَ.))
وجه الله لا يطلب إلا بصاحب الزمان مولانا الإمام المهدي عليه السلام فمن لا يعرف وجه الله لا يعرف الله .
وجه الله الباقي بعد فناء كل شيء هو المطلوب في انتظارنا لصاحب الزمان عليه السلام .
فمن طلب الله للجنة فقد وسط الحق وهذا كفر بالله.
ومن طلب الحق خوفا من النار فقد ساء ظنه بالله. فأخرج من نار شكك ترى رحمة رب العالمين في كل شيء.
فمن توجه إلى الله وأمامه الجنة فلن يرى الله أبدا ولا ينظرالله إليه.
لا يوجد عز إلا في عبادة الله حقا ولا تتحقق هذه العبادة إلا بعرفان حقيقي منتظر لوجه الله .
لا تكون عارفا بالله إلا إذا عرفت إمام زمانك الدال على وجه الله في زمانك. ولهذا ارتبط إسم العارف بالزمان.فالعارف بزمانه لاتهجم عليه اللوابس.
العارف بزمانه هو المنتظر لمولانا الإمام المهدي عليه السلام فهو ينتظر فيه الوجه الباقي للرب ذو الجلال والإكرام.
لكي تدرك جلال الرب وإكرامه اللآمتناهي عليك أن تعرف إمام زمانك الذي سوف ينقلك إلى طور أخر من الوجود الحقيقي والباقي .
العامة تنتظر العدل الإلهي في انتظار صاحب الزمان عليه السلام والخاصة تنتظر فيه جلال الرب وإكرامه.
فبالعبودية تعرف الربوبية وبالربويية تعرف الألوهية .
الشيخ ابراهيم الأميني