خمس50-ون درسا في العرفان - الدرس الثاني- مفاتيح الرجوع
☘مفاتيح الرجوع☘
واعلم ـ ايدك الحق تعالى ـ ان الكلمات هي اهل البيت (عليهم السلام) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من الجنة أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا آدم ادع ربك قال : حبيبي جبرئيل ما أدعو ؟ قال : قل : رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلا تبت علي ورحمتني فقال له آدم ( عليه السلام ) يا جبرئيل سمهم لي قال : قل : رب أسألك بحق محمد نبيك وبحق علي وصي نبيك وبحق فاطمة بنت نبيك وبحق الحسن والحسين سبطي نبيك إلا تبت علي ورحمتني . فدعا بهن آدم فتاب الله عليه وذلك قول الله تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ) وما من عبد مكروب يخلص النية يدعو بهن إلا استجاب الله له . (تفسير فرات الكوفي :58) فبهم توسل ابونا ادم بعد ان تلقى شيئا بسيطا عن حقيقتهم فتوسل بمقدار ما يعرف والكف لما يغرف والعين البصيرية لما تطرف فأن جميع الانبياء والاولياء والعرفاء والسالكين يطرقون الباب بهذه الكلمات ويصيرون للجناب بهذه الايات والا فلا سير ولا سلوك ولا فيض ولا شروق وكل ما عدا ذلك يباب !
وطرق الباب بالكلمات يأتي بصور وحالات اهمها التوسل والتسول والتحول والتجول والعزاء والاول يكون بالقسم على الحق سبحانه بهم وتقديمهم بين يدي المطلب ومن اهم ما ورد في هذا الشأن دعاء التوسل المعروف الذي قال عنه العلامة المجلسي (قدس سره) ( عن بعض الكتب المعتبرة انه روى محمد بن بابويه هذا التوسل عن الائمة (عليهم السلام) وقال : ما توسلت لامر من الامور الا ووجدت اثر الاجابة سريعا) هذا بالنسبة للتوسل العام اما التوسل الخاص فله حالاته وصوره التي ثبتها العرفاء على الواح صدورهم او في قلوب مريديهم ولعل من اهمها التوسل بالامام الحسين (عليه السلام) فهو احد طرق فتح الباب قال العارف السيد محمد حسين الطباطبائي : ( واكثر الذين حالفهم التوفيق في نفي الخواطر في تطهير اذهانهم وتصفيتها الى ان ظهر لهم سلطان المعرفة انما تحقق لهم ذلك في احدى حالتين :
الاولى ـ حين تلاوة القران المجيد والالتفات الى صاحب هذا الخطاب ومن الذي يسخاطب بالقران في الحقيقة حيث ينكشف له انه الحق جل جلاله .
الثانية : بطريق التوسل بحضرة ابي عبد الله الحسين عليه السلام لان له عليه السلام عنايات واثار عظيمة في رفع الحجاب وموانع الطريق عن سالكي الله ) (رسالة لب الالباب) . وكذلك في التوسل بامام الزمان (ارواحنا فداه) فانه اصل اصول التوفيق فلا يتركه مريد ولا يحيد عنه سالك ولا يرافقه عارف البته .
وكذلك التوسل باربعين وليا من اولياء الله كابناء المعصومين والعرفاء الكاملين فأن هذا من المجربات المعروفة في فتح الباب لكل مريد في طريق السير والسلوم فأن الائمة واولادهم مفاتيح العطاء وقد ورد ( بنا عرف الله ، بنا عبد الله) وصدق من قال :
أنْتُم فُرُوضي ونَفلي
أنْتُم حَديثي وشُغْلي
يا قِبْلَتِي في صلاتي
إذا وَقَفْتُ أُصلّي
جَمالُكُمْ نَصْبُ عَيني
إليهِ وجّهْتُ كُلّي
وسِرّكُمْ في ضَميري
والقلبُ طُورُ التّجَلّي
آنسْتُ في الحَيّ ناراً
لَيْلاً فَبَشّرْتُ أهلي
قُلْتُ امْكُثُوا فَلَعَلّي
أجِدْ هُدايَ لَعَلّي
دَنَوْتُ مِنها فكانَتْ
نارُ المُكَلَّمِ قَبلي
نودِيتُ مِنها جِهاراً
رُدّوا لَياليَ وَصلي
حتى إذا ما تَدَانَى ال
ميقَاتُ في جَمْعِ شملي
صارَتْ جِباليَ دكاً
منْ هَيْبَةِ المُتَجَلّي
ولاحَ سرٌ خَفيٌ
يَدْريهِ مَنْ كَانَ مِثْلي
فالموتُ فيهِ حياتي
وفي حَياتيَ قَتلي
أنا الفقيرُ المُعَنّى
رِقُوا لِحَالي وذُلّي
واما التسول والتحول والتجول والعزاء فسيأتي بيانها في دروس اخرى والسلام .
#منقول عن الشيخ_علي_المياحي