بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم
السلام عليك سيدي ومولاي يا بقية الله في أرضه ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يمرّ المؤمن بعارضٍ جسدي فيذهب لطبيبٍ يخبرهُ بمدى حاجتهِ للدواء أو مدى حاجته للراحة فقط..
فكذلك الروح بعد العلاج الروحي.. يتم إرشادها للحفاظ على التنقية والتحصينات، لتكون درعًا حاميًا يحيطها بالأنوار.
وماذا بعد ذلك؟ هل تكفي للروح هذه المساحة لتستقي منها ما يريحها؟
روي عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الدعاءُ ترسُ المؤمن، ومتى تكثر قرع الباب يُفتح لك. (1)
معنى الترسُ: سِلاح دفاعيّ هو صفيحة مِن خَشَب أو مَعدِن كان يحملها المُحارِب في ذراعه للوقاية مِن السَّيف ونحوه.
ولهذا نرى العديد من الأحاديث الشريفة تحثّنا وترشدنا إلى الدعاء.
روي عن نبي الرحمة (صلّى الله عليه وآله): ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، ويدر أرزاقكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله
قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء. (2)
روي عن الإمام علي (عليه السلام): نعم السلاح الدعاء. (3)
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء. (4)
قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}
سُئِلَ الإمام الصادق (عليه السلام) عن الآية الشريفة فروي أنه قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: " يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي" فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم، فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله: " أتمهن"؟ قال: يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام اثنا عشر إماما " تسعة من ولد الحسين عليه السلام. (5)
(يقول أحد العلماء) يجب علينا عقلًا ونقلًا التمسّك بذيل ألطاف الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) والالتجاء إليه في الشدائد والملمّات والحوائج والمهمّات لأنّه (عجّل الله فرجه الشريف) سلطان الوقت، وإمام العصر، وإن كان غائبًا عنّا فإنّه يرانا ولا نراه أو نراه ولا نعرفهُ، وتشرق علينا شمس عنايته، ويقضي حاجة من توسّل به.
وتتجلّى أهمية الدعاء والتوسّل بحاجةٍ أو دون حاجةٍ أيضًا في جعل أصواتنا مألوفةً لدى قلبهِ الرحيم أرواحنا لتراب مقدمهِ الفداء..
وتعويد النفس على الارتباط بجليل مقامهِ..
لهذا من المستحسنِ لو تكونُ هناكَ عادة أسبوعية بقراءة دعاء التوسل لما لهُ من أهمية وحثّ الأسرة المؤمنة بالاجتماع على هذه الموائد الربانيّة في أيام الله المباركة.
خلاصة الموضوع
إنَّ الدعاء حِصنٌ حصينٌ للمؤمن
وامتدادٌ مستمر لما بعد العلاج الروحي
وإكسيرٌ للشفاء وراحةٌ وسكينة للأسرة المؤمنة.
المصادر
(1) الكافي2: 340/4.
(2-3-4) ميزان الحكمة - ج ٢ - الصفحة ٨٦٩
(5) بحار الأنوار - ج ١١ - الصفحة ١٧٧
والله تعالى أعلم
وفقكم الله لكل خير ونور ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام
(يا علي يا علي يا علي)