هل يريد الله الغيبه للامام ام الناس هم سبب ذلك؟
*
هل الناس اختاروا غيبه الامام المهدي - عجل الله فرجه - ام ان الله تعالى اجبرهم علي العيش دون رويه امامهم؟
*
هذا البحث لا ينفك عن بحث الجبر والتفويض الذي يبحث في علم الكلام، وفي روايه عن الصادق عليه السلام: لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين من معنى الامر بين الامرين ان الانسان مفوض له اختيار الفعل ولكنه مجبر علي تحمل اثره!
*
علي سبيل المثال الانسان مفوض له صله الرحم فان قطعها فهو مجبر علي قصر عمره، فالاختيار من الانسان والله تعالى هو المهيمن علي هذا القول وقد وضع له نظاما يلزم الفاعل علي تحمل آثار افعاله.
*
وفي الروايات الشريفه بيان لآثار الافعال، فلصله الرحم طول العمر، ولليقظه بين الطلوعين سعه الرزق، ولقيام الليل طول العمر، وللصدقه دفع البلاء وهكذا...
*
في الروايه عن الصادق عليه السلام يقول: من يموت بالذنوب كثر مما يموت بالآجال، اي يمكن لانسان لم يات اجله بعد ولكنه بارتكابه الذنوب يعجل موته.
*
الانسان لا يتحكم بمصيره فقط بل يتحكم بالبر والبحر ايضا فالله تعالى يقول: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا).
*
هذه الآيه تشير الى وجوده علاقه بين فعل الانسان وبين البر والبحر، فقد ظهر الفساد والخراب فيهما بسبب افعال الناس.
*
اما قوله تعالى: (ليذيقهم بعض الذي عملوا) اي يذوقوا بعض اعمالهم، والله تعالى لم يقل ليذيقهم عقوبه بعض الذي عملوا بل اعمالهم بنفسها يذوقونها، فان كان عملهم صدقه يذوقونها فاذا هي دفع بلاء، وان كان صله رحم يذوقونها فاذا هي طول في العمر وهكذا.
*
اذن تبين ان فعل الله عز وجل يكون جوابا لافعال الناس كما هو واضح من الآيه الكريمه ومثلها في القرآن الكثير من الآيات منها:
*
قوله تعالى: (وضرب الله مثلا قريه كانت آمنه مطمئنه ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) اهل القريه كان ياتيهم رزقهم من كل مكان ولكن عندما كفروا بانعم الله اذاقهم الله لباس الجوع والخوف.
*
قوله تعالى: (لو ان اهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون).
*
بما ان اهل القري لم يومنوا ولم يتقوا لم تفتح عليهم بركات من السماء.
*
قوله تعالى: (والو استقاموا علي الطريقه لا سقيناهم ماء غدقا).
*
وغير ذلك من الآيات التي تدل بشكل واضح علي ما تقدم، فالله عز وجل يتعامل مع خلقه بحسب اعمالهم، فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذره شرا يره.
*
بالعوده الى غيبه الامام المهدي - عجل الله فرجه - فقد تبين انه عليه السلام لا يريدها ويدعو الله بالفرج، وبما ان الله لا يجبر الناس علي حرمانهم من امامهم فقد تبين ان الناس وبسبب اعمالهم غاب الامام عنهم، وقد ورد عن الامام الكاظم عليه السلام: اذا غضب الله تبارك وتعالي علي خلقه نحانا عن جوارهم.
*
اذن كما ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس كذلك غاب الامام المهدي - عجل الله فرجه - بما كسبت ايديهم.
منقول
وفقكم الله لمرضاته