بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالنبي الأعظم (صل الله عليه وآله) أعظم رجل اعلام ، فالناظر إلى شخصية الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله) يفاجأ بما فيها من مزايا اعلامية ويستغرب من كثرة الوسائل التي استخدمها في سبيل نشر دعوته ويعجب بنجاحه الإعلامي الذي ما انهزم أبداً في معركة من المعارك.
ويرى الدارس تفوقه على من حوله تفوقاً واضحاً بيناً، وذلك مع ذكاء أعدائه وممارستهم في ميدان الحروب المعنوية والمادية، فالفارق شاسع كبير، كما بين السماء والأرض.
لقد كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مستكملاً للصفات التي لا غنى عنها في إنجاح كل رسالة عظيمة من رسالات التاريخ، فقد كانت له فصاحة اللسان واللغة، وكانت له القدرة على تأليف القلوب وجمع الشّقّة، وكانت له قوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة على نجاحها.
وهذه الصفات للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هي التي عليها المدار في تبليغ الرسالة.
"ولـن نكون مبالغين في القول إذا اعتقدنا إن الرسول الأعظم الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إلى جانب القوى الروحية التي اختصه الله بها عبقرياً إعلامياً، يتضاءل بجانبه جهابذة الإعلام منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
اكتشف أهمية الإعلام لنشر دعوته، ومارس العمل الإعلامي بفنونه المختلفة، وأعد له الخطط العلمية الدقيقة بصورة أذهلت الخبراء والضاربين في حقل الاتصال بالجماهير، ونهج في دعوته منهجاً إعلامياً خاصاً، ووضع لهذه الدعوة أصولاً تحوي من الأفكار ما هي بمثابة كنوز لم يكشف النقاب عنها حتى الآن بشكل كاف".
و لقد دعا الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله ) عن طريق الاعلام لنداءات التوبة ، وحث الناس عليها.
لقد اعلمنا و حثنا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها في الروايات على التوبة فقد روي عنه انه قال : (توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في كل يوم مئة مرة) 1 وهذا تعليم من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لنا أن نكون في حالة التوبة إلى الله دائما وحتى لو لم نرتكب الذنوب، فإن الإنسان مهما علا شأنه يظلّ مقصرا أمام ربّه عن أداء شكر النعم التي أنعم بها عليه، فليستغفرِ الله عن التقصير في أداء شكرها راجيا منه العون والتوفيق .
ولقد روي عنه (صل الله عليه وآله) أنَّه قال: "لأللهُ أفرح بتوبة عبده من ثلاثة: أفرح من العقيم الوالد "لاحظوا، عقيم لا تلد، ثم تلد، كم تكون هذه العقيم فرحة بولدها؟ إن الله تعالى أكثر فرحًا بتوبة عبده من تلك العقيم التي لم تكن تلد ثم وُفقت فولدت"، وأكثر فرحاً من الضَّال الواجد "ضلَّ وتاه في الطريق، ولا يدري أيّ طريقٍ يسلك، ضياعٌ في ضياع، ثم يجد الطَّريق. أو أضلَّ وسيلته وراحلته، ولا وسيلة ولا سبيل للخروج من مأزق الطريق المترامي الأطراف، إلَّا أن يجد راحلته، ثمَّ وجدها، كم يكون مبتهجاً؟"، ومن الظمآن الوارد" 2 رجلٌ عَطِشٌ ظمآن، يتلظَّى من الظمأ، ولا ماء يرفع به ظمأه، ثم يجد الماء، كم يكون مبتهجاً؟ إنَّ الله -عز وجل- أشدُّ فرحاً من هؤلاء الثلاثة. ولقد روي وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلـّم): (لو عملتم الخطايا حتى تبلغ السمآء ثم ندمتم لتاب عليكم) 3
وروي عن رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) انه قال : (بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا ، فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً)4
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) عن الرسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال : (ان لله فضولاً من رزقه ينحله من شاء من خلقه والله باسط يده عند كل فجر لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له ويبسط يده عند مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له ) 5
----------------------
1 - ميزان الحكمة، الحديث 2131.
2- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 ص 338.
3- جامع السعادات ج 2 ص 210 نقلاً عن الكافي الشريف باب التوبة.
4- جامع الاخبار ص 226 ح 576.
5- كتاب وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي- رحمه الله تعالى - (16 / 75)