بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يأتي الإمام علي (عليه السلام) في المرتبة الثانية في كونه أعظم رجل إعلامي على الأرض بعد الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله) ، فهو قد تربى في كنف الرسول( صلى الله عليه واله وسلم) واستقى منه الآساليب والمناهج الاعلامية المختلفة التي تساعده على حفظ الرسالة والقرآن ، ولم يكتفي بذلك بل قام الامام علي ( عليه السلام) بالسير على خطى الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله) من خلال استخدام اسلوب إعلامي روائي يعلمهم بأثر الذنوب وأهمية التوبة وأركانها.
فلقد روي عنه (عليه السلام) انه قال:
توقوا الذنوب، فما من نكبة ولا نقص رزق إلا بذنب، حتى الخدش والكبوة، والمصيبة، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ، ثم روي انه قال عليه السلام : وأوفوا بالعهد إذا عاهتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوها ان الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لما نزلت، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا الى الله عز وجَّل بصدق من نياتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لأصلح لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح.يظهر لنا مفاهيم مهمة من هذا الحديث: ان الذنوب تسبب نزول انواع البلاء والأمراض وقلة الارزاق،وان الذنوب تزيل النعم، ورفاهية العيش، وكل نوع من الذنوب يزيل نعمة من انواع النعم، فمثلاً: هذا الذنب يزيل الصحة، وذاك يجلب الفقر والخ.. ونجد ان الوسيلة للتخلص من تبعات الذنوب تكون بالدعاء وبالرجوع الى طاعة الله والندم وفعل الصالحات والاستغفار، وبذلك يمتنع نزول البلاء ونقصان الارزاق،والوسيلة التي نلجأ اليها اللى الله تعالى اذا ما زالت النعم ونزلت النقم، تكون في الفزع الى الله عز وجَّل، بنية صادقة من غير تهاون ولا اسراف، وكما تشير الآية الى ان الله تعالى يعفوا عن كثير من الذنوب برحمته.
وفي رواية موجزة عن الامـام عـلـي (عليه السلام): (الـتـوبـة عـلى أربعة دعائم: ندم بالقلب واستغفار باللسان، وعمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود).. هذه حفظها أسهل!.. بعد أن يمر بهذه المراحل الأربع؛ عندئذ يكتب الإنسان في زمرة التائبين.