:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي :: |
|
|
أدوات الموضوع |
09-02-2012, 01:00 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيد الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم ومنكر فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين
فقد رُوي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " ثلاث لم يجعل الله لأحد فيهنّ رخصة: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر وبرّ الوالدِّين برّين كانا أو فاجرين"(11). وعن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانياً فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: إنّي كنت على النصرانية وإنّي أسلمت، فقال: وأيّ شيء رأيت في الإسلام؟ قلت: قول الله عزّ وجلّ: ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء﴾(12). فقال: لقد هداك الله، ثمّ قال: اللّهمّ اهده ، ثلاثاً، سل عمّا شئت يا بنيّ فقلت: إنّ أبي وأمّي على النصرانية وأهل بيتي وأمّي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟ قال عليه السلام: يأكلون لحم الخنزير؟ فقلت: لا، ولا يمسّونه، فقال عليه السلام: لا بأس، فانظر أمّك فبرّها فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك. فلمّا قدمت الكوفة ألطفت لأمّي وكنت أطعمها وأفلّي ثوبها ورأسها وأخدمها, فقالت لي: يا بنيّ ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الّذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنفية؟ فقلت: رجل من ولد نبيّنا أمرني بهذا، فقالت: هذا الرجل هو نبيّ؟ فقلت: لا ولكنّه ابن نبيّ ، فقالت: يا بنيّ هذا نبيّ, إنّ هذه وصايا الأنبياء فقلت: يا أمه إنّه ليس بعد نبيّنا نبيّ ولكنّه ابنه فقالت: يا بنيّ دينك خير دين اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الإسلام وعلّمتها فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ثمّ عرض لها عارض في الليل فقالت: يا بنيّ أعد عليّ ما علّمتني فأعدته عليها فأقرّت به وماتت فلمّا أصبحت كان المسلمون الّذين غسلوها وكنت أنا الّذي صلّيت عليها ونزلت في قبرها (13). نعم هذا هو ديننا الحنيف دين الإنسانيّة دين الأخلاق والوجدان الدِّين الّذي يوصي بالإحسان إلى الوالدِّين وإن لم يكونا مسلمين ونصّ القرآن: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾(14) . من يقوم بالفعل المحزن لوالديه متهاوناً بمشاعرهما غير مكترث بأحاسيسهما كيف يطمئنّ إلى رضا الله عنه؟ وقد ورد في الرواية: "من أحزن والديه فقد عقّهما" (15).
الإسباغ على العيال : هذا ومن الأمور الّتي توصل إلى رضاه تعالى الإحسان إلى العيال ورحمتُهم والتوسعةُ عليهم، وقد ورد الكثير من الروايات في الحثّ على هذا الأمر الإنسانيّ الأخلاقيّ. فقد روي عن النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:"خيرُكم خيركم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي" (16). ورُوي عن الإمام زين العابدين عليه السلام:"إنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله"(17). وبعض الناس يقصّر في حقّ زوجته وأطفاله وعياله بحجّة الانشغال التامّ في العمل الإسلاميّ، ممّا يؤدّي إلى ضياع الأسرة، وتفكّك عراها، وتشتّت الأولاد لفقدانهم الرعاية الأبوية وربّما ضياع الزوجة، مع أنّ الله تعالى قد جعل على الرجل حقّ الزوجة وحقّ الأولاد، كما جعل عليه حقّ العمل الاجتماعيّ والجهاديّ، فإنّ لزوجك عليك حقاً وإنّ لولدك عليك حقاً ولا بدّ من التنسيق والجمع بين الحقوق دون تضييع لبعضها على حساب بعضها الآخر بقدر الوسع والإمكان. رضا العبد بقضاء الله ومن أهمّ موجبات رضا اللّه تعالى عن العبد رضاه بقضاء الله، فإنّ مقصود المؤمن الأصيل وغايته القصوى الوصول إلى رضا الله تعالى كما يصرّح بذلك القران الكريم بقوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّه﴾ (18). فهو يتّبع كلّ ما يحقّق له هذا الهدف المقدّس. ففي كلّ شؤونه يكون رضا الله تعالى قبلةَ آماله ومنتهى طموحاته والعمدة في ذلك معرفة الموصِل إلى هذه الغاية المقدّسة ، ثمّ سلوك طرق الوصول إليها ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (19) . وإنّ من أهمّ الطرق والموجبات لرضا المولى عن عبده كون العبد قد وصل إلى مقام الرضا بالقضاء كيفما وقع سرّاء كان أم ضرّاء، أكان من ناحية الرزق بأن يرضى بما قسم الله له من رزق في الدنيا سواء بما يرجع إلى الظاهر والبدن أم إلى المال والمواهب والقابليات أم من ناحية ما يصيبه من بلايا ومكروهات وقد قال الله تعالى للنبيّ موسى عليه السلام: "فإنّ رضاي في رضاك بقضائي" (20). فما معنى الرضا بالقضاء؟ وكيف يُعرَف العبدُ بأنّه راضٍ بالقضاء؟ قد تعرّضت الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام إلى معنى كون العبد راضياً عن الله وهو مقام سامٍ أرقى من مقام الصبر: فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال لجبرئيل عليه السلام: فما تفسير الرضا؟ قال "جبرئيل": "الراضي لا يسخط على سيّده أصاب من الدنيا أم لم يصب"(21). ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام: "اعلموا أنّه لن يؤمن عبد من عبيده حتّى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به على ما أحبّ وكره" (22). فهذه الروايات الشريفة موضِّحَة لمعنى الرضا بالقضاء بأنّه رضا في كلّ الأحوال سرّاء كانت أم ضرّاء. وهذا الأمر ثمرة اليقين والإيمان القويّ والعلم والمعرفة والمحبّة لله تعالى فقد رُوي عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "الرضا بالمكروه أرفع درجات المتّقين" (23). .................................... من كتاب ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ) عن شبكة المعارف الأسلامية 1- سورة المجادلة، الآية: 22. 2- نهج البلاغة، شرح الشيخ محمّد عبده، ج 2، ص 112. 3- م. ن، ص 12. 4- سورة المجادلة، الآية 22. 5- سورة النجم، الآية: 39. 6- سورة الزلزلة، الآيتان: 7-8. 7- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 75، ص 81. 8- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1098. 9- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 78. 10- مناجاة الشاكين، الصحيفة السجادية. 11- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 15، ص 207. 12- سورة الشورى، الآية: 52. 13- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 15، ص 207. 14- سورة لقمان، الآية: 15. 15- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج15، ص123. 16- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 14، ص 122. 17- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1098. 18- سورة آل عمرن، الآية: 174. 19- سورة آل عمران، الآية: 162. 20- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 2، ص 412. 21- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 11، ص 152. 22- م. ن. 23- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1093. 24- سورة النبأ، الآية: 40. والله أعلم ربي يحفظكم ويحميكم بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف عليهم السلام اجمعين
|
|||
09-08-2012, 12:58 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
03-21-2014, 12:10 AM | رقم المشاركة : 3 | |
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
يا مهدي أدركنا |
|
05-05-2014, 01:44 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|||
09-17-2016, 12:30 AM | رقم المشاركة : 5 | |
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
بارك الله فيك |
|
09-18-2016, 01:10 AM | رقم المشاركة : 6 | |
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه |
|
09-28-2016, 09:32 PM | رقم المشاركة : 7 | |
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ |
|
11-18-2016, 10:56 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ )
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
|
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|