مناظرات الملحدين في العصر الاموي والعباسي مع جعفر الصادق
انتشر الالحاد في العصر الاموي والعباسي كما هو منتشر حاليا فتصدى له عالم وفقيه زمانه جعفر الصادق بالفكر والاقناع لا بالترهيب والتخويف والسجن اليكم هذه القصه لعل الله يهدي بعض الزنادقه
سأل أبو شاكر الديصاني ـ أحد ملاحدة العرب
هشام بن الحكم يوما فقال : ألك رب ؟ فقال : بلى ، فقال : أقادر هو؟ قال : نعم قادر ، قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا ؟ قال هشام : النظرة ، فقال له : قد أنظرتك حولا ، ثمّ خرج عنه ، فركب هشام الى جعفر الصادق فاستأذن عليه فأذن له ، فقال له يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعوّل فيها إلاّ على الله وعليك ، فقال له : يا هشام كم حواسّك؟ قال : خمس ، قال : أيّها أصغر ؟ قال : الناظر ، قال : وكم قدر الناظر ؟
قال : مثل العدسة أو أقلّ منها ، فقال له : يا هشام فانظر أمامك وفوقك واخبرني بما ترى ، فقال : أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا ، فقال له أبو عبد الله : إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقلّ منها قادر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة ، فأكبّ هشام عليه يقبّل يديه ورأسه ورجليه ، وقال : حسبي يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وانصرف الى منزله.
ثمّ إن الديصاني دخل على جعفر الصادق يوما وقال : يا جعفر بن محمّد دلّني على معبودي ، فقال له : اجلس ، واذا غلام له صغير في كفّه بيضة يلعب بها فقال أبو عبد الله : يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضّة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضّة الذائبة ، ولا الفضّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ، ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها ، لا يدرى للذكر خلقت أم للانثى ، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لهذا مدبّرا؟ قال : فأطرق مليّا ، ثمّ قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأنا تائب ممّا كنت فيه .