مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة أهل البيت (عليهم السلام) > نور الإمام الحُجة القائم (عجّل الله فرجه الشريف)
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-08-2012, 10:34 PM   رقم المشاركة : 1
زينب بنتُ الزهــراء
مرشــدة سابقة
 
الصورة الرمزية زينب بنتُ الزهــراء








زينب بنتُ الزهــراء غير متواجد حالياً

افتراضي وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم ..

السلام عليك ياسيدي ومولاي يارسول الله وعلى بضعتك الطاهرة وعلى آل بيتك الطاهرين جميعاً ورحمة الله وبركاته ..
السلام عليك ياسيدي ومولاي يابقية الله في أرضه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..





﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ-بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾
﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ-وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًاِ﴾ 
﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾

مشاعر النصر والفرح والظفر بطبيعتها خلقة تساعده علة فتح مشاعر وادراكات وتوجيهات أخرى .
ونحن كشيعة موالون لم نر الظفر والنصر والفتح وإلا فإننا نستطيع أن نتصور ، ماللظفر والنصر والفتح سيما إذا كان متعلق النصر والظفر مسألة الهيئة معنوية.

لاحظوا مشاعر هؤلاء الشباب الذين يتعلقون بفريق معين أو بجهة معينة فتحقق هذه الجهة الفتح والظفر والنصر ، لا أناقش في المتعلق فربما يكون المتعلق غير صحيح، لربما من يتعلق بفريق كرة - مثلاً - ويفرح هذا الفرح العظيم للانتصار، هذا المتعلق خاطئ، المشاعر صحيحة ولكن تعلقها خطأ، توجهها خطأ، الاهتمام خطأ، و إلا إذا كان المتعلق إلهي فإن هذا الظفر والنصر يأتي ببركات معنوية لا يمكن أن يكسبها الإنسان في أيامه العادية، ونحن كجيل جربنا انتصار الإسلام وجربنا انتصار الحوزة العلمية وجربنا انتصار العلماء في بقعة صغيرة في هذا الكون بالقياس إلى ما نحن موعودون فيه، جربنا الفتح والظفر وذقنا طعم الانتصار والعزة والرفعة، ورأينا أن كثيراً من المعنويات كانت ببركة ذلك الانتصار ذلك الانتصار كما أنه حقق في الواقع والظاهر وجود، كذلك أثار في الباطن وأوجد في الباطن معنويات فتحها كما فتح القلاع، لاحظوا عندما يأتي النصر فإنه يحذف كل المواقع الخارجية، فإنه يبيد كل المواقع الخارجية ثم يمشي ويمشي،
لذلك الآية كنّت وقالت: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح ﴾ كأنما نصر الله موجوداً ضخماً عميقاً لذلك نسبت له المجيء وإلا المعنويات لا تنسب، المجيء لا يمكن أن ينسب للنصر والفتح، ولكن الآية تريد أن تقول : إذا جاء النصر المتعلق بالله ، إذا جاء نصر دين الله فُتح شيئين شيء في الخارج وهو الواقع، قُلب الواقع، بُدل الواقع، وشيء في الداخل.

﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾
ما هي النتيجة؟
 ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) هناك أبواب مفتوحة، أما إذا جاء نصر الله لا تبقى معنوية إلا وتتفتح، ولا يبقى علم إلا ويتفتح ولا يبقى كمال إلا تنفتح أبوابه.

لاحظوا الإمام الحسين (ع) في دعاء عرفة في المقطع الذي يتلو فيه الحمد على الله تعالى يقول: ﴿اللهم ولك الحمد إذا لم تخرجني في دولة الكفر الذين كذبوا برسلك، ولكنك أخرجتني للذي كان لي من الهدى﴾ فيقول: الدولة الإسلامية، الحكومة الإسلامية أوسع باب للجنة وأوسع باب للهدى ليس فقط كنظام تنفيذي وإنما كحالة تثير في داخل الإنسان الإحساس بالعزة والإحساس بالرفعة، والإحساس بالكمال، هذا الشعور خير باعث للإنسان وخير مقوم للإنسان لأن يسلك طريق تنفيذ شرعة الله في نفسه وخارج نفسه.

ونحن موعودون منذ ليلة ولادته أن الحق يظهر على يديه، وربما لا يكون ظهور الحق دفعة واحدة في وقت واحد، ربما يكون لظهور الحق تدرج. وكما يرى بعض العلماء والباحثين في روايات الملاحم وفي الروايات المتحدثة عن أعلام ظهور الإمام (ع) وربما يستشف من بعيد من كلمات السيد الإمام روح الله (قده) أن هذا أول علامات النصر وأول علامات الظهور، وأنا لست ممن يحب أن يطبق الروايات "روايات الملاحم" على الواقع لأنني أقل من ذلك وأصغر من ذلك، ولكن أرى أن بعض الروايات فيها إشارة بل سمعت حتى ممن لم يقف وقفة إيجابية مع هذه الدولة إن صاحب الراية هو الخرساني الذي في يده خال والخال يعني الخلل يعني صاحب اليد التي فيها خلل، ونحن نرى أنه خراساني وفي يده خلل وربما معنى الراية هو هذا "الذي يبدأ برفع الراية" ربما يكون هذا هو أول سمات الانتصار، ولكن تبقى المسئولية الكبرى علينا نحن فكيف نرتبط نحن مع هذا الانتصار؟ كيف نبني نحن علاقة مع هذا الانتصار؟ لا تتصوروا أن المسألة خالية وبلا دليل، ولا تتصورون أنها فكرة جوفاء راجعوا الروايات والأدلة التي جعلها الإمام (ع) كمسلك للشيعة في عصر الغيبة.

أنا لا أريد أن أقول أن هذا هو الحق فقط ولا شيء غيره ، ولكن أريد أن أقول أن من كان له أدنى حس ديني أو ارتباط بالإمام (ع) فسوف يرى أنه من واجبه الشرعي في مثل هذا اليوم وفي مثل هذا الوقت هو الالتفات إلى هذا النصر، الذي فتح الله به كما نرى وكما رأينا كثير من المعنويات والعلوم والمعارف، متى كان لنا أن نعرف علوم القرآن وتفسير القرآن، لاحظوا النصر والفتح والظفر هو الذي جاء بهذا، وربما يكون استفادة السيد الإمام من لطف الله تعالى.
حيث أنه فهم من الرواية التي جعلها الإمام (عج) ضابطاً لنوّابه فقال في خاتمتها: ﴿وهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم﴾ السيد الإمام يفهم ويستفيد من هذه العبارة أوسع مما يستفيده غيره، يقول: ليس المرجع حجة فقط الإدلاء بالأحكام الفقهية، لأنه عندما يقول الإمام: (هم حجتي عليكم وأنا حجة اله عليكم) نرجع إلى كلمة أنا حجة الله عليكم، هل أن الإمام حجة الله علينا في بيان الأحكام الشرعية! أو أن بيان الأحكام الشرعية جزءاً يسير من نصر الله تعالى، جزءاً يسير لا يذكر مما أراده الله عندما يقول الإمام: ﴿أنني جعلت نواباً حتى لا تلجأوا إلى غيرهم ، حتى لا تأخذوا شيء في حياتكم ليس فقط في الجانب الفقهي والتشريعي وإنما في كل جوانب حياتكم، ألست حجة الله عليكم حتى في شئونكم الإجرائية التنفيذية، حتى في قضاياكم الخاصة، (أنا حجة الله عليكم) يعني أنا بينكم وبين الله أنا المبين وأنا بينكم وبين الله المنفذ (أنا حجة الله عليكم وهم حجتي عليكم)﴾.

الإمام فتح بهذا الفهم أبواباً لا تعد ولا تحصى في الفقه، في الأخلاق، في المعارف، في التفسير، في العمل، في كل شيء فتح ظفراً ونصراً.

وهناك عبارة مكتوبة على أغلب جدران قم (الذي لم يتمكن أن يعشق الخميني محال أن يعشق المهدي) الذي رآه، وفتح له الإمام كل هذه الأبواب ولم يستطع أن يعشقه هذا النظيف، النزيه، هذا الذي جاء بالمعنويات.
من جاءنا بصلاة الليل، من جاءنا بدعاء كميل، من جاءنا بدعاء الندبة أليس هو الإمام؟

جاء ومعه كل هذه المعنويات، الذي لم يأخذ منه هذه المعنويات محال أن يعشق الإمام (ع) هذه مسألة أؤكد أنه يجب أن نلتفت إليها ويجب أن ندقق فيها ويجب أن نعيد النظر في بعض المسائل التي لست بصدد الحديث عنها.
يجب أن نعرف الرابط وأن نؤدي وظيفة هذا الربط والارتباط وما خيّب الله تعالى عبداً أراد رفع مظلومية محمد وآل محمد(ص).

إذن الوظيفة الأولى: الارتباط بالحوزة العلمية وبولاية الفقيه
مسألة لابد من التحدث عنها في هذا اليوم وفي هذا المجال، وفي هذا الوقت، هذه مسألة لم استطع التخلص من مسؤولية الحديث عنها، فهي مسألة مهمة.

الأمر الأخر:
وأن كانت هناك عشرات المسائل التي يمكن أن تطرح ويستفاد من الروايات في الحديث عنها، لكن أرى أن هناك المسألة الأهم من بين تلك المسائل وهي الارتباط الصحيح المطلوب بالإمام في حال غيبته، هناك دعاء يقرأ في زمن الغيبة وهذا الدعاء طريق أكيد ومضمونه متين، فهو من جهة السند والمضمون صحيح جاء فيه: ﴿اللهم وألن قلبي لوليك﴾ سوف اشرح معنى إلانة القلب وكونه موطأ ولين للإمام، لأن فعل تليين القلب غير مسألة الإيمان والاعتقاد بوجود الإمام،
نحن كشيعة موالون وكمسلمون حتى غير المسلمين، كما تعرفون – أن هناك مسائل مفروغ منها- أنه (ع) ولد وأنه موجود والإمام (ع) حاضر وناظر وصاحب للزمان بل الزمان هو صاحب للإمام صاحب الزمان وليس العكس يعني الزمان، الوقت، العمر هو الذي يصاحب الإمام صاحب الزمان، نحن نعيش في الزمان في الوقت، لكن الإمام صاحب الزمان ، الزمان يمشي معه لأنه قدرته فوق حد الزمان، لذا يكفينا الأسماء التي وردت في الروايات وتسمية الإمام حتى نؤمن بأن صاحب الزمان موجود وحاضر وناظر هذه مسألة مفروغ منها. هذا الإيمان وهذه المعرفة أدنى درجات التشيع، هذه أول درجات التشيع.

إذن ما هي صفة التشيع في المقام الأعلى؟
ما هي صفة المرتبة العليا من الموالين والمؤمنين بالإمام؟
الموالون المؤمنون المتعلقون بالإمام وطنّوا قلوبهم، لينوا قلوبهم، جعلوا قلوبهم موطئاً لتراب أقدامه (ع).
لاحظوا: عندما أقول: وطأت لك الأرض، لينّت لك الأرض، سهلت لك الأرض، أقصد ضع قدمك أينما تشاء في هذه الأرض سوف تطاع وسوف تجاب وسوف ترى منيّ الانقياد، ولكن عندما أقول: وطأت لك قلبي، عندما أقول: وطنّت لك قلبي فمعناها ضع أقدامك بل ضع تراب أقدامك على قلبي تراها موطئاً، وهذا غير مجرد الإيمان به (ع) هذا معناه الإدراك الأوسع والوعي الأكمل والمزج والارتباط بمسائل الغيب أكثر، لأنه إذا رأيتم في القرآن، فإن الروايات تطبق أكثر موارد الغيب على الإمام (ع): ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ الغيب هو الإمام الحجة (ع).

إذن لاحظوا أن توطين القلب معناه وجود الرابط والعلاقة بين الإنسان وبين عالم الغيب، في الرواية التي ينقلها شيخنا الصدوق في كتابة إكمال الدين وإتمام النعمة وكذا في البحار بل ولعلها في الكافي أيضاً "يعني الرواية متينة السند ودقيقة المتن" يقول الإمام زين العابدين (ع) بعدما يتحدث عن ولاية الأئمة (ع) يصل إلى ولاية صاحب الأمر فيصف مجموعة خاصة من المؤمنين بغيبته، المعتقدين بغيبته فيقول: ﴿يا أبا خال إن أهل زمان غيبته – اللفظ مطلق ولكن الإمام يقيد – القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان﴾ ثم يعلل الإمام لماذا الشيعة في ذلك الزمان المنتظرين هم أفضل من أهل كل زمان، هنا نكته دقيقة، يقول: لان الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة – هذا النوع من الفهم لا كل فهم، هذا النوع من تعقل المسائل، نوع من معرفة المسائل هو عطية إلهية، بعض التعقل بالدرس والبحث والمعرفة والقراءة، ولكن هناك تعقل لا يكون ربما يكون الإنسان حتى لا يدرس ولا يبحث لكنه هبه إلهية.
هذا التعقل هو توطئة القلب للإمام (ع) هذا النوع من الفهم للمسائل وهذا النوع من إدراك المسائل، هذا النوع من المعرفة لا كل معرفة ولا كل فهم – الفهم يختلف، نحن عندنا الأذكياء الدارسون العارفون كُثر، لكن هناك فهماً خاصاً عندما يحدث أي حدث فإنهم لهم تعامل خاص مع هذا الحدث، لهم لوناً من الفهم خاص، وليس لوناً من العلم، بل لوناً من الفهم والتعقل، التعقل غير العلم فالعلم بعد النظر في الروايات أن نعرف أن الإمام موجود لكن الفهم فيه علاقة، التعقل فيه علم وعلاقة، هذا النوع من التعقل والفهم وهذا النوع من المعرفة أوصلهم إلى حال، وهذا الحال مشروح في الآيات القرآنية وبعض الروايات تشير إليه، ويجب أن يسعى كل منا أن يصل إلى هذا الحال.

نحن ألا نبحث عن أحسن حال ونقول: ﴿اللهم غير حالنا إلى أحسن الأحوال﴾ سوف أشرح ما ورد في الرواية عن الحال الذي وصلوا إليه، وبسبب هذا الحال أعطاهم الله هذه الهبة من العلم والمعرفة والفهم، وقد قلت يوماً أن الذي يعطي الله مالاً الله لا يعطيه مال الله يعطينه رأسمال إنساني .
ما هو رأس مال الإنسان؟ الفهم، العلم، العقل، هذه أشياء تزول، لا تتغير، الذي يعطي الله الدينار، الذي ينفق ما في يده لله تعالى، هذه الأوساخ الدنيوية، وعلى حد تعبير الإمام – الفضلات الدنيوية – هذه عندما يعطيها الله، تعرفون ماذا يعطينا الله تعالى؟ يعطينا فهماً وعلماً وفقهاً وعقلاً وهذا أحوج ما يكون له الإنسان وهو نماء ورأس مال وهو ازدياد، دائماً في وجود الإنسان.

لذا يقول (ع):﴿لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة﴾، الرواية ﴿ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة﴾ ما الذي يجعل الإنسان تضعف همته؟ هو غيبة الأشياء عن الإنسان، الإنسان لو كان يشاهد الحضور الإلهي، لو كان يشاهد الإمام بين عينية، لو كان يشاهد البعث والنشور وتطاير الكتب والحساب والصراط لما عصى الله أبداً، ليس فقط كذلك، بل لعمل فوق وظائفة المهمة الرئيسية حتى وظائف المستحبات، لو انقلبت الغيب إلى شهود، إذا استطاع الإنسان أن يقلب كل المغيبات إلى شهود، إذا استطاع الإنسان أن يرفع الحجب عن المغيبات لحلت جميع مشاكل الإنسان، لرأى ليس فقط الدنيا صغيرة، لرأى حتى الجنة أمام رضوان الله صغيرة، لرأى أنه ليس فقط الذنوب تافهة وصغيرة لرأى حتى عطايا الله أمام ﴿رضوان من الله أكبر﴾.

عندما ترى الشهود ترى الغيب وترى الإمام راضياً عنك، كم فرق بين الإنسان لا يرى سخط الإمام ولا يرى رضا الإمام ولا يرى انقباض الإمام ولا يرى انبساط الإمام.

نحن كان ينقل بعض الأساتذة؟ ينقل الشيخ المصباح اليزدي – لنظرة واحدة من عين السيد يمكن أن أكتب فيها من المعارف والعلوم ومن البينات ما يستغرق مني عشرين سنة. نظرة من نظراته تعبر عن معاني دقيقة يعجز الفلاسفة والعلماء والمتدينون…

لاحظوا عندما ينقلب الغيب إلى شهادة ما الذي يجعل الإنسان يتأخر عن السير والسلوك والبحث والفهم والعلم والتعقل إلا أنه هناك حجب. من جهة علمية هناك حجب علمية ومن جهة نفسية هناك حجب نفسية، هناك حجب ظلمائيه، عندما نرفع كل هذه الحجب عندما يرى الإنسان عالم الغيب، يرى الإمام إذا قال إننا إذا عرفتم وإذا عرفتم وإذا * بنا فإننا نسر. نرى كيف أن أعمالنا الصغيرة واقعاً تدخل السرور على قلب الإمام لو أن الواحد منا نالته بسمة من الإمام أو ناله كلمة دعاء من الإمام، أقسم بالله العظيم أنه لو كان عند الإنسان أدنى إحساس وأدنى تفتح سوف تبقى هذه الكلمة تأخذ بشاعره ماحيي وسوف تبقى هذه الكلمة مفتاح للمعنويات.

جربوا عندما يمدحكم عالم معين، أو عندما يصلكم أو يبركم إنسان عاقل وقد رأيت عندما كان يزورنا بعض العظماء كانت بعض الأخوات ينقلن لي أنهم كانوا يعيشون لذة هذا الاعتناء والاهتمام شهور وسنوات. لأنه أن ينالك لطف الإمام أن ينالك الارتباط ودعاء بالإمام، لو أنه كشف لكم ورأيتم أنه في بعض الأعمال الصالحات وفي بعض أنماء الارتباط بأهل البيت في الروايات عن الإمام الصادق: ﴿إذا اجتمتعم وتحدثتم حديثنا والله لوددت إنني معكم إنها مجالس أحبه﴾ هذه الرواية، لو ترون كيف يفرح الإمام عندما ترتبطون بالقرآن لو ترون هذا واقعاً، كيف يسر الإمام عندما ترتبطون بالدين وبالقرآن وبأهل البيت، لو رفعت كل هذه الحجب ورأيتم تلك الطلعة البهية وذلك الوجه النوراني وهو يتبسم ثقوا أن هذه البسمة تبقى تحرق وجود الإنسان، وتبقى تثير الجوانب الخيرة في الظفر والنصر.

الخروج عن المشاعر والعقل عن النصر، هذا الخروج صحيح جيد وتكويني وصحيح، ولكن أن يكون المتعلق صحيح ، في مقابلة مع السيد صاحب الميزان عن استشهد الشيخ المطهري، صاحب الميزان كان يحب الشيخ المطهري محبة خاصة.

والشيخ المطهري من المفكرين الإلهيين العاملين يعني جمع الصفتين العمل، الفقاهة، العلم وكان للشهيد المطهري تعلق شديد بأهل البيت وتعلق بكل ما يرتبط بهم (ع) حتى أن نقل أحد أساتذتي أنه في عيد الغدير مرّ على بيت صاحب الميزان حتى يعايده يقول: رأيت الشهيد المطهري يقبل جدران بيت صاحب الميزان.. هذا التعلق ليس طفولي، كان عمره 65عند استشهاده.

لاحظوا: كلام صاحب الميزان عن الشهيد المطهري حتى نعرف كيف تصل العلاقات المعنوية بالإنسان؟ العلاقات الطاهرة كيف تصل بالإنسان.
قال له المذيع: ما مدى علاقتك بالشهيد؟ وكان يبكي بشدة؟ في البداية دفع السماعة بشدة، قال: لا تثير شجوني. رجع المذيع وقال: المستمعون يطلبون ذلك. قال: لا أجد تعبيراً عنه، لا تسألني عن ذلك.
أصّر عليه المذيع، أتعرفون ماذا قال:
قال: عندما أرى الشيخ الشهيد في الدرس تنتابني حالة من الرقص، من شدة التعلق أشعر كأنها تخرج عن قلبي، كأنها تفرض علي، يقول: استحي كيف أن هذه العلاّمة فيها نحو خارج عن الفهم .

هذا نحو من الفهم والتلقي، أمير المؤمنين يصف بعض القلوب فيقول: لقنه يعني تستطيع أن تتلقى وأن تأخذ، بعض القلوب جوفاء سطحية تأخذ المعارف، تأخذ القرآن لكنها سطحية ما أن تستقر حتى تذهب، وبعضها غور وعمق، عندما ترى المسائل المعنوية ينتابها السرور والفرح من القعر إلى الآخر حتى تظهر في السماوات والعلامات.

إذن أصحاب ذلك العصر كيف حصلوا على هذا النوع من الفهم والمعرفة؟ وعلى هذا النوع من الإلهام؟ سموا هذا الفهم عطايا إلهية، إلهام إلهي، أنما حصلوا عليه لأنه أصبح الغيب عندهم بمنزلة الشهود كيف وفي أي مقام يصل الإنسان أن يصبح الغيب بمنزلة الشهود، الفارق بيننا وبين علي (ع) أنه يشاهد كل شيء ونحن لا نشاهد شيء.

لاحظوا الفرق بين علي وغير علي، أن الغيب عن علي شهود. عندنا ثلاث مراحل:
الاعتقاد بوجود الله، الارتباط بالنبي، ومعرفة أحداث يوم القيامة، ليس هناك مغيباً كهذه الثلاثة.
أما في معرفة الله فيقول علي (ع): ﴿ما كنت أعبد رباً لم أره﴾ يعني رأيته فعبدته شاهدته حضوراً فوصلت هذا المقام من العبودية هذا في مقام معرفة الله.

أما في مقام الارتباط بالنبي (ص)، يقول رسول الله (ص): ﴿أنا مدينة العلم وعلي بابها﴾ دققوا الباب له وجهان وجه خارجي ووجه في الداخل فهو ليس ذو وجه واحد، الباب بالنسبة لمن هو خارج المدينة يعطيهم الوجه الظاهري ولكن كل باب ليس كالبوّاب، البواب يبقى خارج الدار، الباب يدخل متى ما يشاء للداخل ويخرج متى ما يشاء للخارج، الباب غير البواب. تعبير رسول الله (ص) دقيق يعني لا يدخل في باطنه إلا علي لا يعرف غيبي إلا علي، يعني علي ليس بواب وعلي باب والباب ذو وجهين وجه في الخارج ووجه يقابل الداخل، وجه في الخارج ووجه يقابل الأعماق، باب المدينة يدخل إلى أعماق المدينة لكن من جهة الداخل. أنتم تنظرون لعلي في الخارج، ولكن علياً باب والباب يدخل متى ما يشاء، بل الباب حتى وهو مغلق ينظر للداخل، الباب له وجهان.
وأما علي وعالم البعث يقول (ع): ﴿كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً﴾ ليس معناها أن هناك غطاء ولو كشف لازددت يقيناً، لأنه لو فرض أن هناك حجاب وكشف حتماً يزداد على الأقل شهود ويقين، محال أن يكون هناك حجاب بين شيئين ويرفع هذا الحجاب ولا يستفيد المدرك لما هو في الداخل، يريد أن يقول علي:أنه ليس بيني وبين البعث، ليس بيني وبين عالم الغيب حجاب.

لاحظوا الإمام يقول: أنهم وصلوا إلى مقام علي (ع) يعني يدخلون في باطن رسول الله ويدخلون في باطن الغيب يقول: كأنما…
ويقول العرفاء: الفرق بين أن علي يرى وأنت كأنما ترى، لا يمكن أن نرى كما يرى علي، نحن كأنما نرى، والفرق في ذلك كمن يرى الشخص ويعرفه ويشخصه وأحياناً لا يرى الشخص بل يرى شبح الشخص، عندما ترى الشبح فأنت ترى لكن كأنما ترى، فنقول: كأنما أرى الإمام (ع) كأنما أرتبط بالإمام (ع) والفرق بين كأنما أرى ومن لا يرى أصلاً فرق بين السماء والأرض.

إذن المنتظرون يجب أن يرتبطوا بعالم الغيب ويعرفوا عالم الغيب ثم يقول (ع): وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) بالسيف أولئك، (من هم أولئك؟) المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله عز وجل سراً وجهراً، نكتفي في هذا المقام بالقدر ونسأل الله تعالى بهذا اليوم الذي خفيره صاحب العصر والزمان والذي منسوب للإمام أن لا يرجعنا إلا بالارتباط ولو على نحو ضعيف بالإمام (ع).

واختم حبذا لو كان هناك ارتباط في يوم الجمعة وفي مثل هذا الوقت الارتباط بدعاء الندبة إذا قرأتم الأدعية فليس هناك أجمل من دعاء الندبة في عباراته – ولست في مقام شرح عباراته – من حيث الجمال ليس هناك دعاء أجمل من دعاء الندبة.
ثم لعله قراءة دعاء الندبة جماعة أفضل من قراءة دعاء كميل جماعة لأن لسان دعاء الندبة لسان جماعي.. حبذا لو… لأن بزوغ الشمس يرتبط بظهوره (ع)…

....................................
للأستاذة العالمة / أم عباس

وفقكم الله لكل خير ببركات وسداد أهل البيت عليهم السلام ..







التوقيع

« من كان باذلاً فِينَا مهجتَه، وموطِّناً على لِقَاء الله نفسه، فلْيَرْحَل مَعَنا، »
السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ الذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسين ..
• • • •
قال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(( فاطمة بهجة قلبي ، وأبناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والائمة من ولدها
أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم به نجا ، ومن تخلف عنه هوى ))
• • • •
اَللّـهُمَّ اَعْطِني بَصيرَةً في دينِكَ، وَفَهْماً في حُكْمِكَ، وَفِقْهاً في عِلْمِكَ، وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَوَرَعاً يَحْجُزُني عَنْ مَعاصيكَ، وَبَيِّضْ وَجْهي بِنُورِكَ،
وَاجْعَلْ رَغْبَتي فيـما عِنْدَكَ، وَتَوَفَّني في سَبيلِكَ، وَعَلى مِلَّةَ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم ..
• • • •
[
  رد مع اقتباس
قديم 08-17-2013, 04:25 AM   رقم المشاركة : 2
يامهدي313
منتسب سابق لمدرسة السير والسلوك
 
الصورة الرمزية يامهدي313







يامهدي313 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ

ماشاء الله على الطرح
سعي مشكوور ان شاء الله







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 12:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.