بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليك سيدي ومولاي يا بقية الله في أرضهِ ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- نكمل بحول الله وقوته -
3- أدوات البناء والتكوين:
تناولنا في النقطتين الأولى والثانية (الكفاءات الذاتيّة لمرشد الحجّ) و(شروط النجاح في أداء مهمة الإرشاد)، ونتناول في النقطة الثالثة (أدوات البناء والتكوين).
● كيف يبني المرشد نفسه، ويكوّن كفاءاته ويصوغ مؤهلاته وقدراته؟؟؟
أوجز أهمّ الأدوات والوسائل في الأمور التالية:
1- الدراسة الحوزويّة: من خلال هذه الدراسة يتشكّل المستوى العلمي لمرشد الحجّ، وتتشكّل القدرات الفقهيّة التي تؤهله لهذه المهمة، ويشترط أن تكون هذه الدراسة جادة ومخلصة لتكون فاعلة ومؤثرة.
2- الدورات التأهيليّة: من المهم جدًّا أن يدخل مرشد الحجّ (دورات تأهيليّة) مُوَجّهة ومعدّة إعدادًا متقنًا.
من خلال هذه الدورات تتكامل مؤهلات المرشد وتتركّز كفاءاته وقدراته، فربّما كانت بعض هذه المؤهلات والكفاءات غائبة فتمارس الدورات التأهيليّة دورها في صوغها وبنائها وتركيزها.
3- القراءة والمطالعة المكثّفة: المرشد في حاجة إلى قراءةٍ ومطالعةٍ مكثفةٍ لكي تتشكّل ذهنيّته الفكريّة والثقافيّة، ولكي يتشكّل وعيه الديني، وبصيرته الإسلاميّة.
ويجب أن تتنوع هذه القراءة:
● قراءة عقيديّة.
● قراءة ثقافيّة تتناول التعرف على مفاهيم الإسلام.
● قراءة فقهيّة.
● قراءة روحيّة.
● قراءة أخلاقيّة.
● قراءة تاريخيّة.
● قراءة اجتماعيّة.
● قراءة سياسيّة.
4- التواصل مع الكفاءات الإرشاديّة المتميّزة: ولهذا التواصل دوره الفاعل في اكتساب الخبرات، وتصحيح الأخطاء، وتأصيل الكفاءات، وتوجيه القدرات.
5- التدريب العمليّ: يساهم هذا التدريب في إعداد المرشد إعدادًا عمليًّا يؤهلهُ لممارسة دوره الإرشادي بنجاح، فالثقافة النظريّة وحدها قد تكون عاجزة عن تهيئة المرشد وإعداده، فمن الضروريّ للمرشد ممارسة عمليّة تدريبيّة قبل أن يتحمّل مسؤوليّة الإرشاد في سفرات الحج، بشرط أن يكون هذا التدريب العمليّ خاضعًا لإشراف جهات معتمدة ومؤهلة.
مفاهيم وقيم وعناوين:
على مرشدي الحجّ أن يؤكّدوا على مجموعة مفاهيم إيمانيّة وقيم إسلاميّة وعناوين مهمّة:
● التوحيد الخالص لله.
● حب الله والأنبياء والأوصياء.
● الحب في الله والبغض في الله.
● روحانيّة العبادة.
● التوبة الخالصة لله.
● المراقبة والمحاسبة.
● حسن الخلق.
● التقوى والورع.
● خدمة الآخرين وقضاء الحوائج.
● التفقّه في الدين.
● الدعوة إلى الله.
● الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
● التواضع والعفو والتسامح.
● التواصل الإجتماعي.
● التعاون.
● الحوار والتفاهم.
● الاقتداء بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام)، وبالصديقة الزهراء (عليها السلام).
● الارتباط الواعي بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف).
● التناصح.
● استثمار الوقت.
● البرمجة والتنظيم.
● بناء الوعي والثقافة (الإعداد الثقافي).
● الإعداد الروحي.
● الإعداد الرسالي.
● بناء الأسرة الصالحة.
● تربية الأولاد.
● العفاف والستر.
● العبادة الفاعلة (الصّلاة الفاعلة، الدّعاء الفاعل، التلاوة الفاعلة، الصّيام الفاعل، الحجّ الفاعل....)
● العلاقة مع القرآن الكريم.
كيف نصوغ الحالة الروحيّة عند الحجاج؟
(1) مرحلة الصوغ والإعداد:
● إعداد قبل السفر للحجّ وقبل أداء المناسك.
● إعداد أثناء ممارسة المناسك.
● إعداد بعد الإنتهاء من المناسك.
● إعداد بعد العودة من سفر الحجّ.
(2) وسائل الصوغ والإعداد:
● الدروس والمحاضرات (الروحيّة والأخلاقيّة).
● اللقاءات المباشرة وتوظيفها روحيًّا.
● التوجيهات العمليّة ومراقبة التطبيقات.
● القدوة العمليّة (أن يكون المرشد قدوة روحيّة وسلوكيّة وعمليّة للحجّاج).
● توفير مادّة روحيّة للحجّاج من خلال:
- كتب أخلاقيّة روحيّة.
- كاسيتات لمحاضرات روحيّة وأخلاقيّة.
- ملصقات تتضمن آيات قرآنية وروايات وأحاديث تتناول البعد الروحيّ والمعنوي لمناسك الحجّ.
● تدريب الحجّاج على التأمل والتدبر واستنتاج المعاني الروحيّة من ممارسات الحجّ ومناسكه.
● توظيف العبادات (الصلوات، الأدعية، الأذكار، التلاوات القرآنيّة) في بناء الحالة الروحيّة عند الحجّاج.
● التأكيد على صلاة الليل ودورها في البناء الروحيّ.
● التأكيد على أهمية الاستعداد لصوغ الحالة الروحيّة:
- نقاء القلب وخلوص النيّة.
- تجنّب الأكل الحرام أو المشتبه بالحرام.
- الابتعاد عن المعاصي والذنوب.
- الحذر من الغفلة.
- عدم الإسراف في الملذات المباحة.
● التأكيد على ضرورة استمرار الشحن الروحيّ (تعريف الحجّاج ببعض أدوات الشحن الروحيّ).
▪ العنصر الثالث: الحاج الناجح:
ولكي يكون الحاجّ – نفسه – ناجحًا يجب أن يتوفّر على ثلاثة أمور:
(1) أن يكون مؤهلاً للضيافة الربّانيّة:
وقد سبق الحديث عن شروط الضِّيافة الرّبانيّة والتي يمكن أن نوجزها في النقاط التالية:
● طهارة القلب والروح من كلّ التلوثات.
● طهارة البطن من الحرام.
● طهارة الجوارح من المعاصي والذنوب.
● أداء الحقوق (حقوق الله وحقوق الناس).
● تصفية الخلافات.
● الاشتغال بالطاعات.
(2) الأداء الناجح لفريضة الحجّ:
وهذا الأداء في حاجة – كما ذكرنا سابقًا – إلى:
● فهم فقهي صحيح.
● تطبيق فقهي صحيح.
● رؤية واعية لمضامين الحجّ ودلالاته.
● إخلاص لله تعالى في العمل.
● تجسيد عملي لمعطيات الحجّ.
(3) المحافظة على عطاءات الحجّ بعد العودة:
ويمكن المحافظة على تلك العطاءات من خلال الالتزام بالوصايا التالية:
أ- تجنّب الأسباب التي تؤدي إلى مصادرة العطاءات الروحيّة ومن أهمّها:
● تلوث القلب.
● الأكل الحرام.
● المعاصي والذنوب.
● الإسراف في الملذات.
ب- استمرار الشحن الروحيّ الذي يعطي لتلك العطاءات ديمومتها وبقاءها واستمراريتها.
ومن روافد الشحن الروحيّ:
● الإكثار من ذكر الله تعالى.
● المواظبة على صلاة الليل.
● الاكثار من تلاوة القرآن الكريم.
● الإكثار من ذكر الموت.
● الإستماع إلى المواعظ وقراءة كتب الأخلاق.
● مصاحبة الأخيار والصالحين.
ج- الترويض العمليّ الدائم للإرادة الإيمانيّة:
فكلّما كانت هذه الإرادة أقوى كان الإنسان أقدر في الحفاظ على عطاءات الحجّ، وأقدر في مواجهة عوامل الضمور والجفاف الروحيّ، وأمّا إذا ضعفت في داخله الإرادة الإيمانيّة قاده ذلك إلى الاستسلام والاسترخاء الروحيّ والكسل العباديّ.
د- المراقبة والمحاسبة:
وفي سياق الحفاظ على عطاءات الحجّ، والحفاظ على عطاءات كلّ العبادات يجب أن نمارس (المراقبة والمحاسبة) بشكل مستمر وبشكل فاعل من خلال عدة خطوات:
1- تدوين العطاءات ومراجعتها واستذكارها بشكل دائم ومستمرّ.
2- مراقبة التطبيق ومتابعة الالتزام بتلك العطاءات الروحيّة والأخلاقيّة والتربويّة.
3- محاسبة النفس ومعاتبتها في حالات التفريط والتقصير والإهمال.
* ارشادات روحيّة للحجّاج والزائرين .. سماحة السيد عبد الله الغريفي *
وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام