عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2015, 06:30 PM   رقم المشاركة : 1
نور فاطمة الكبرى
مشرفة








نور فاطمة الكبرى غير متواجد حالياً

افتراضي يتمنون الليل.. ويعشقون الغروب ..

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الخلوة هي من أهم مهمات الطريق والسلوك الى الله تعالى... وأفضل أوقاتها جوف الليل وقت السحر. {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} . أجمل اللحظات فيه حين تراق لرب العالمين المدامع.. وتخشع فيه القلوب..
يا خلوة الليل..
يا كأسًا طاب مشربه..
عالم التأمّل فيك علّمني..
كيف أكون نجمًا.. أنير درب العالمينَ..
كيف أكون انسانًا..يهتدي به الخلق..

ان المؤمن في النهار يعيش بركات الليل . لأنه يكون مشحونًا بالطاقات مزودًا بالوقود..
فيعيش مع رب العالمين على الدوام..
على الانسان ان يغتنم فرصة الخلوة بالليل ويوسّع من دائرتها، فيبدأ بساعة لتزداد شيئا فشيئا
حتى يصقل القلب.. وتزكّى النفس.. وتُفتّح المدارك ... !
من هنا كان الصالحون في كل زمان ومكان يأنسون بالليل لأنهم يختلون فيه مع ربهم جل وعلا ويجدون فيه راحتهم حيث الوصال بالمعشوق ومناجاته في عتمة الليل وسكونه ..يتزودون فيه من ألطاف الرب العظيم ويعيشون اللذة التي يعجز عن وصفها غيرهم ولا يدركها إلا أمثالهم..فيكسوهم ربهم من نوره ويفيض عليهم من بركاته ..

سئل الإمام زين العابدين عليه السلام: ما بال المتهجدين في الليل من أحسن الناس وجها؟.. قال: (لأنهم خلوا بربهم، فكساهم الله من نوره)..

يا خلوة الليل يا أنسًا
أتوق له ...
لأناجي الحبيب.. والخلق نيامُ


الخسارة الحقيقية هي عندما يُحرم الانسان من الخلوة بنفسه في الاوقات المحمودة وهي الاوقات التي يكون فيها الجو مهيأً له بالتمام كي يخلو فيه مع ربه وهي عقب الصلوات ووقت السحر..
فلو أننا جلسنا لمدة من الوقت عقب صلواتنا نحدّث فيها ربنا وندعوه بقلب خاشع لنزلت البركات علينا من لدن عزيز حكيم ولم نُحرم الخيرات والبركات والنور

{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}،
ولا ننسى بأن مصيرنا الى الخلوة الإجبارية في نهاية المطاف..فلمَ لا نجعلها خلوة اختيارية...؟؟؟
حفظكم الرحمن






التوقيع

.. زهراء يا أنس الوجود ..

فأُطالبكَ يا الهي أن ترزقني شهادةً مُطَهِّرَةً
أنا اخترتُها
لنفسي كفارةً عن ذنبي،
شهادةً قلّ نظيرُها يتفتتُ
فيها جسدي و تنال كل جارِحة
من جوارحي ما تستحقُّه من
القصاصِ و العقوبةِ و بعدها
يا ربِّ يصبحُ حتماً أن تسكنني
بجِوارِكَ و جِوارِ أولِيائكَ

( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا )


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..
  رد مع اقتباس