عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2015, 08:01 PM   رقم المشاركة : 1
يـوسُـف الـزّهـراء
منتسب سابق لمدرسة السير والسلوك
 
الصورة الرمزية يـوسُـف الـزّهـراء







يـوسُـف الـزّهـراء غير متواجد حالياً

افتراضي خَلَقْـتُـكَ.. لأَجْـلِـي.،!

بـــــــسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على برزخ الفيض بين الوجوب والإمكان
وعلى آلهِ الأنوارِ الساريةِ في قوالب الزمان والمكان




يقول أحد العُرَفاء الإلهيين :
لَـمّا غَلَّقَت زُلَيخا الأبواب، لاحظ يوسُف أنّها قد زيّنت نفسَها وتبرّجت على أفضل ما يكون، فسَلّمَ عليها ثُمَّ دارَ بوجهِهِ نحو الحائِط، فرأى صورته وصورة زُليخا مُنعكسة على ذلك الحائط،! فرفع رأسه ودار ببصره نحو السّقف، فرأى صورتيهِمَا منعكسة على السّقف كذلك،! فنكّسَ رأسهُ إلى الأرض، فلاحَت لهُ الصُّورة نفسها على الأرْض،! فتحْيَّرَ في الأمر،!! فكذلك أنتَ أيُّها العاشِق،! فإنَّ مجموع أطباق السّماوات والأرضين مِن سقفِ فَلَكِ الأطلَس إلى سَطْح الأرض هِي شكلٌ سُداسِيٌّ مبنيٌّ على مَحَبّة جلاله الأقدَس جَلَّ وعَلآ.،! وكان غرضُ زُليخا من تصميم البناء على تلك الشاكلة وتصوير القصر على تلك الهيئة، أن لايرى يوسُف عند دخوله عليها إلّا صورتها منعكسة في أطراف القصر وجوانبه،! ولايشاهد إلّا جمالها هِيَ وحدها، فتَدْخُل سلسلة العشق والمحبة في دائرة وحلقة مسدودة،! وكذا الهدف من خلق تلك الأجرام العُلْوِيّة والأجسام السُّفليّة، هو توجُّه هذه الحفنة مِن التُّراب إلى ذلك الجناب الأقدَس تعالى شأنه،! «يَابْن آدم! خلقْتُ الأشيَاءَ كُلَّها لك، وخلقْتُكَ لأجلي!» ومهما أخفَت -تلك الموجودات- وجوده بالحِلَل والخِلَع فإنهم جميعاً شَرِبوا من كأس شُهوده وأصبحوا مِرآةَ جمالِ مَظهَرِ ذاته وصِفاته،! حتى لايجد العارِف غير حُسْن محبوبه وجماله، أنّى نظر وإلى أي جانب أبصَر.،!
.
المصدر :
صفحة { ومضات عرفانية } على الإنستقرام:
https://instagram.com/al3rfan/


.






التوقيع

{أَنْ بُوْرِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِين!}
  رد مع اقتباس