عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 01:51 PM   رقم المشاركة : 4
انوار العصمة
موالي جديد







انوار العصمة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: **كيف ابعث الروح والحياة في صلاتي **

أسرار أفعال الصلاة اكثر من رائعة لو تأملناها وتدبرناها وطبقناها:

لابدّ للمكلّف المُتيقّظ من التّفكر في أسرار الصلاة والتّأدب بآدابها، وإلا كانت بمنزلة الجسد من غير روح، والشجرة من غير ثمرة، والعمل من غير غاية.


النية:
النية هي العزم على إجابة الله تعالى في إمتثال أمره بالصلاة وإتمامها، رجاء ثوابه وطلب القربة منه. قال الصادق عليه السلام: (صاحب النية الصادقة، صاحب القلب السليم)، وقال الله
تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
إن صاحب النية الخالصة، نفسه، وهواه معه مقهوران تحت سلطان الله والحياء منه.


تكبيرة الإحرام:
إن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيئ أو أكبر من يوصف أو من أن يدرك بالحواس، أو يقاس بالناس. قال الصادق عليه السلام إذا كبّرت فإستصغر ما بين السموات العلى والثرى دون
كبريائه). إن تكبيرة الإحرام تبعث في النفس بهجة وفي القلب سروراً بمناجاة الله تعالى؛ وذلك لمن صدق في تكبيره لله، وإلا فقد عرف سلب لذة المناجاة وحرمان حلاوة العبادة.


القيام:
دوام القيام تنبه على إدامة القلب مع الله تعالى على نعت واحد من الحضور، قال النبي (ص) إن الله مقبل على العبد ما لم يلتفت). قال تعالى (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)


القراءة والذكر:
إن كلام الله المُشتمل على الأساليب العجيبة والأوضاع الغريبة، والأسرار الدقيقة، والحكم الأنيقة، ليس المقصود منها محرد حركة اللسان، بل المقصود معانيها وتدبّرها، ليستفيد منها حكمة
وحقائق، وأسراراً، وأمراً ونهياً، وذكر أنبيائه ونعمه.
أن كل ما يُشغل عن فهم معاني القراءة فهو وسواس، لذا يجب قول "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لأنه مترصد لصرف القلب عن
الله تعالى حسداُ على مناجاته.


الركوع:
في الركوع ذكر لكبرياء الله تعالى وعظمته، وذُلاُ وتواضُعاً له. و تكرار ذكر "سبحان الله العظيم وبحمده" زيادة في الخضوع والرّفعة عند الله تعالى. قال الصادق عليه السلام: (لا يركع
عبد لله تعالى ركوعاً على الحقيقة إلاّ زينه الله تعالى بنور بهائه وأظلّه في ظلال كبريائه وكَساه كُسوة أصفيائه).
في الركوع أدب وفي السجود قرب ومن لا يُحسن الأدب لا يَصلح للقرب.
إن الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له، ويهديهم إلى أصول التواضع والخضوع والخشوع بقدر إطّلاع عظمته على سرائرهم.


السجود:
هو أعظم مراتب الخضوع وأحسن درجات الخشوع، وأعلى مراتب الإستكانة، وأحق المراتب بإستيجاب القرب إلى الله تعالى، وتَلقّي أنوار رحمته.

وقد جعل اله تعال معنى السجود سبب
التقرب إليه بالقلب والسرّ والروح، فمن قرُب منه بَعُد عن غيره.
قال الصادق عليه السلام: (ما خَسر والله قَطْ من أتى بحقيقة السجود، ولوكان في العمر مرة واحدة).

إن تكرار ذكر "سبحان ربّي الأعلى وبحمده" تجديد لعظمة الله وعلوّه في كل مرة، أما حركات السجود تذكير للعبد بالموت والبعث. قال تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى) أي :
أنه من التراب خُلقَ، وإليه يُردّ، ثم يُخرجُ منه مرةُ أخرى.

التشهد:

قال الصادق عليه السلام: (التشهد ثناء على الله تعالى فكن عبداً له في السرّ خاضعاً له في الفعل)، لذا يجب أن يرافق التشهد شعور بالرهبة والحياء والوجل من الله تعالى.

إن شهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والمقرونة بالصلاة على النبي وآله تأسيس لمراتب السعادة والفضيلة. قال صلى الله عليه وآله (منْ صلّى عليّ صلاةً واحدةً صلّى اللهُ عليهِ عشراً).

التسليم:
وهو قول "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" وأصل السلام مُشترك بين التحية الخاصة وبين الإسم المقدّس من أسماء الله تعالى،

ومن قوله تعالى (هو الله الذي لا إله إلا هو * الملك
القدّوس المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّ يشركون). سورة الحشر الآية 23

. قال الصادق عليه السلام: (معنى السلام في دبر كل صلاة الأمان) أي من أدّى أمر الله
وسنة نبيه (ص) خاضعاً له خاشعاً منه قلبه، فله الأمان من بلاء الدنيا والبراءة من عذاب الآخرة.
ومن لا يضع السلام بمواضعه، فلا سلام ولا تسليم، وكان كاذباُ في سلامه وإن أفشاه في
الخلق...

تقبل الله صلاتكم واعمالكم
نسألكم الدعاء







  رد مع اقتباس